رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

267

جواهر آل ثاني

أحيوا ذكر غزة

05 أغسطس 2025 , 12:48ص

من الصعب الكتابة عن أي شيء غير غزة حالياً.

هم يعيشون الحياة التي يصعب علينا حتى مشاهدتها في الصور ومقاطع الفيديو.

الغذاء لا يصل إليهم. ووصل الحال في الناس التي تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط انها ترمي الطعام في البحر على أمل ان تصل إلى أهل غزة.

لا يفتح الصهاينة المعابر البرية. يُفضلون أن تسقط المساعدات الغذائية جواً على أهل غزة، فقد تسقط على أحد منهم، أو تغرق في البحر و يغرق معها بعض من يحاول الوصول إليها. و كذلك، ليتذرعوا بأن ايصال المساعدات مكلف ولتذهب الاموال في طريقة المساعدة وليس في المساعدة نفسها!

حجم الدمار الذي نراه في غزة اليوم لا يمكن ان يكون انسانياً. لم يتبق شيء. لا مساجد لا كنائس لا مستشفيات لا مدارس لا محلات لا عمارات لا بيوت. أين يذهب الغزاوي اليوم؟ و هل يهم فعلاً مادامت أصبح كل شيء بالنسبة له كماليات و كل ما يهم هو أن يلقى قوت يومه؟

أذكركم ألا تنسوا ما يحدث في غزة. حتى الصحفيين اليوم، جائعين في غزة، ويعيشون كل يوم بيومه، وكأن إسرائيل الصهيونية تريد ان تجبرهم على الرحيل عن غزة، و تترك غزة بعيدة عن أعين العالم لتفعل بها ما تشاء.

العالم بدأ بفتح عينيه قليلاً فقليلاً على جرائم إسرائيل الصهيونية. ‏متأخرا لكن أخيرا. دول أوروبية كثيرة أدانت إسرائيل على ما تفعله في غزة. ودول أخرى صرحت برغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين، ‏وهذه ليست أمورا هينة والدليل نوبات غضب إسرائيل الطفولية داخل الأمم المتحدة وخارجها.

‏كل حرف يُكتب أو يقال عن غزة مهم وله وقعه ويجب علينا ألا نستهين بتذكر وذكر غزة في كل مكان وفي كل محفل ومنصة. ما يحدث اليوم هو تدمير لشعب وارض من قبل دولة صهيونية محتلة استسهلت كل ما تفعله بسبب ردة فعل العالم الضعيفة على أفعالها. و ستستمر في ذلك ما لم تشعر بأن هنالك ما يردعها ويمثل خطرا على مصالحها. إسرائيل اليوم هي الفرعون الذي تفرعن لأنها لا ترى في الأفق بحرا يغرقها ولا تشعر حتى الآن بالتهديد من ردات الفعل الصادرة من الناس والدول. هنا تأتي أهمية الوعي بما يحدث في غزة وأهمية ردات فعل الناس في الابقاء على ذكر غزة حيا على ألسنة الناس وفي عقولهم. الحديث الدائم عن غزة وعن الفلسطينيين بل و حتى كلمة (فلسطين حرة) تثير حفيظة إسرائيل المحتلة. فما بالكم بذكر غزة والفلسطينيين دائما في كل الأحاديث والمحافل؟ هذا يجننهم ويؤلمهم و يفضح عقلياتهم الضحلة.

أحيوا ذكر غزة. لا تنسوهم ولا تنسوا إنسانيتكم.

مساحة إعلانية