رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هل فعلاً يعيش البعض هوس الماركات! ومن خَلق هذا الهوس! وهل الماركات أمر مستجد في الاسواق!
أسئلة قد تدور بذهن البعض لما يرونه من تَعّلق غير مبرر بالماركات، والمصيبة الكبرى أنها أصبحت تحدد مكانة الشخص وأهميته عوضاً عن الاخلاق والفكر والثقافة التي يجب أن تكون عنوانًا لشخصية المتحدث أمامك ولكن للأسف أصبحت المظاهر وما يرتديه الشخص من ساعات ويقتنيه من سيارات وغيره هو مقياس لأهميته!
الماركات موجودة منذ عقود طويلة في الاسواق العالمية وكثير من العائلات التي كانت تسافر في الستينات والسبعينات لأوروبا وأمريكا اعتادت على اقتناء الماركات وتعرف بيوت الموضة العالمية، وتعرف كيف تقنن اقتناء الماركات والمكان المناسب لارتدائها، ولا تجعلها أغلى ما يظهر عليها كما يفعل البعض في الأيام الحالية وممن يُعتبرون حديثي النعمة، فنجدهم يتهافتون على اقتناء كل موديل تطرحه الماركات ويدفعون مبالغ خيالية للحصول على القطعة النادرة والمحددة الإنتاج وكأنها سترفع من قدرهم، وتلاحظ أن المواضيع المطروحة للنقاش هي مواضيع تزيد من الحساسية ومستوى الاستهلاك فيتناولون خبر أحدث الموديلات المطروحة للماركات وأسعارها بل يتفاخرون بأسعارها الخيالية وأنها أسعار مناسبة في حين أن مستواهم المادي متوسط أو معقول ولشراء تلك القطع ممكن أن يقترضوا من البنك أو يحرموا انفسهم من أمور أساسية أخرى في الحياة فقط لاقتناء الساعة أو الحقيبة أو السيارة او غيره!
وفي الوقت الذي تستغل فيه هذا الهوس والإقبال على الماركات تلك الشركات فنجد أنها تستمر في رفع الأسعار بشكل جنوني، وتُعلل ذلك بأسباب غير منطقية، ويحق لها ذلك لأنها تجد الزبائن الذين لا يكفون عن اقتناء منتجاتها مهما ارتفع سعرها، إلاّ أن هذا يدخل في الاستغلال المباشر للمستهلك ولكن في النهاية ستُطرح فكرة أن السوق عرض وطلب وأنك غير مُجبر على شراء واقتناء هذا المنتج أو السلعة طالما أن سعرها لا يناسبك وهذا المبدأ منطقي جداً إلاّ غير المنطقي هو تَعّلق المستهلكين بشراء تلك المنتجات بل والبحث عنها من فرع لآخر وحول العالم للتباهي فقط باقتنائها وكأن الشخص حقق انتصاراً ونجاحاً في حياته، المصيبة أن البعض يعتقد أن اقتناء الماركات يعزز ثقتهم في أنفسهم، ويعتقدون أنهم الاكثر تميزًا عندما يرتدون تلك الماركات وكأنهم ملكوا العالم في حين أن عقولهم قد تكون فارغة وأخلاقهم سيئة!
لعل أكثر من خَلق هذا الهوس والصراع في المجتمع هم المشاهير من نجوم التواصل الاجتماعي والذين يتفنون بعرض مقتنياتهم الخاصة ويتباهون بشراء الماركات بشكل فوضوي مما يجعل الجمهور والمتابعين يشعرون بالرغبة في تقليدهم وشراء مقتنياتهم رغم أن البعض منها تكون للعرض فقط أمام الكاميرات أو هي هدايا نظير إعلان، كما أننا لا يمكننا التأكد من أن تلك المنتجات أصلية فعلاً خاصة الحقائب والساعات والمجوهرات فشركات التقليد تتفنن في تقليد أصل الماركات كمتابعين لا يمكننا التأكد من ذلك!
ولهذا الهوس انعكاسات سلبية في الاسرة فنجد أن الخلافات الزوجية قد تشتد بسبب الحصول على تلك الماركات لأنها تُرهق الزوج او رب الأسرة خاصة للنساء غير العاملات أو البنات الطالبات واللاتي يتفاخرن بالماركات من جيب والدهم الذي بالتأكيد لديه اولويات أخرى واهم من شراء ملابس وإكسسورات باهظة الثمن ولا لشيء إلاّ لان النساء يردن التفاخر أمام صديقاتهن أو إثارة غيرة فلانة أو علانة أحياناً!
المشكلة التي ستظهر أكثر في الأجيال القادمة هي تربية الجيل الحالي على الماركات فنجد طفلا لم يتجاوز العام يرتدي ملابس الماركات فينشأ على ذلك ويسبب إرهاقاً في ميزانية العائلة، ويولد لديه نظرة دونية لكل من يرتدي ملابس من ماركات أقل، وهنا تنشأ مشكلة اجتماعية طبقية أخرى سيعاني منها الاجيال القادمة وستضع العائلات الفقيرة أو متوسطة الدخل في مأزق مع أبنائها، مما قد يجعلهم يقومون بمهام غير إخلاقية وغير قانونية للحصول على المال الذي يمكنهم من خلاله اقتناء الماركات ومجاراة أصحابهم، فهل فعلاً الماركات تستحق كل هذا الدمار المجتمعي، وهل فعلاً الإنسان لا يُحترم إلاّ بالماركات التي يقتنيها!
التوعية ضرورية في هذا الموضوع وربما توعية الأهل في المقام الأول، وإذا كانت الأسرة ميسورة الحال حالياً فنحن لا نعلم بتقلبات الدهر ودورة الايام لذلك يجب حساب ذلك في توفير مستوى معيشة مناسب للعائلة من خلال الاساسيات في الحياة، وألا تكون الكماليات هي الأساس، فالماركات لن تجعل منك إنسانا مثقفا ولا ستهذب أخلاقك ولن تترك أثرا طيبا عند الاخرين، كذلك توعية المراهقين والذين تتشكل شخصياتهم من خلال ما يتعرضون له في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لذلك لابد من مراقبة ما يتابعونه ومحاولة شرح الفرق بين الحياة الطبيعية وحياة بعض المشاهير الذين يستعرضون ممتلكاتهم وطريقة حياتهم بالثراء الفاحش فنحن لا نعلم السر وراء ذلك، ومهم تعزيز الثقة والقناعة والرضا لدى النشء حتى لا يدخلوا في صراع نفسي مع كل ما يشاهدونه من مقتنيات كمالية وزائلة ولا ترفع من قدر الإنسان بقدر أخلاقه وإنجازاته العملية والإنسانية.
Amalabdulmalik333@gmail.com
@AmalAbdulmalik
قطر.. قصة وطن يتألّق في يومه الوطني
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تكون دولة قطر على موعدٍ مع ذاكرتها الوطنية، وتفتح صفحات... اقرأ المزيد
24
| 17 ديسمبر 2025
1878.. الفَيصَل
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تستعيد دولة قطر لحظة مفصلية في تاريخها الحديث؛ ففي 18... اقرأ المزيد
24
| 17 ديسمبر 2025
تعيش قطر هذه الأيام أجواءً استثنائية من الفرح والاعتزاز، حيث تتزامن احتفالات اليوم الوطني مع وجود جماهير البطولة... اقرأ المزيد
24
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025