رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عائشة العبيدان

Wamda.qatar@gmail.com

 

 

 

مساحة إعلانية

مقالات

1341

عائشة العبيدان

قضايا الميراث... وأروقة المحاكم

06 أكتوبر 2024 , 02:00ص

لست من ذوي الاختصاص في شؤون القضاء وتحديداً ما يتعلق منه بشؤون الأسرة والميراث والدخول في دهاليز المحاكم، حيث هناك جهات مختصة بذلك لكن! استوقفت عند قضايا الميراث وتزايدها في السنوات الأخيرة التي اتخذت نصيب الأسد وتزاحمت المحاكم بدعاوى قسمة التركات بين الإخوة والأسرة الواحدة. واستياء الكثير من التأجيل، نزاعات وخلافات ومقاطعة واتهامات ودعاوى قضائية قائمة لا تجد لها حلولا، خاصة من تركوا أموالا وعقارات لا تعد ولا تحصى من المورثين، مما يؤدي إلى التأجيل والتأخير وطول مدة القضايا لسنوات من العمر الزمني للورثة ربما لا يستفيدون منها مع تجميدها سنوات حتى يتم الفصل في الميراث ويتم التوزيع، ربما يحتاجون لها لمشاريع خاصة أو تسديد ديون على عاتقهم، لذلك أشاد الكثير خاصة المحامين وأصحاب التركات المؤجلة بالقانون الذي أصدره سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بشأن إجراءات تقسيم التركات وتحديد مدة محددة لانتهاء جميع إجراءت التقسيم والتوزيع، والذي يسلط الضوء على مدى حرص الدولة على مصلحة المواطن وتلبية رغبة الورثة في تبسيط الإجراءات القانونية لإزالة العوائق التي تقف أمام تأخير التركة، وضرورة الإسراع في فض النزاعات، خاصة إذا وصل أحدهم إلى التعنت في الخصومة أو عدم التوافق في التوزيع أو التسلط بأخذ نصيب إخوته أو المماطلة وتعمد التأخير وغيرها من المشاكل التي تحدث بين الورثة التي تؤدي إلى التأجيل والتأخير بين أروقة المحاكم سنوات، كما تؤدي إلى دفع مبالغ باهظة للمحامي المستفيد من التأجيل، كلما زادت سنوات فض الدعاوى كلما زاد الدفع، وهذا ما يحدث في الواقع خاصة إذا لم تتم الموافقة والتراضي بين أحد الأطراف والامتناع عن الحضور. عمدا أو لظرف ما.. ولكن ماذا عن القضايا القائمة المؤجلة ما بعد القرار هل ينطبق عليها أم ستبقى قائمة إلى الأبد لا يستفيد منها الورثة؟!!!!

.. قضايا كثيرة معلقة تجاوزت عشرات السنوات متجمدة، يشتكي الورثة من طول مدتها كما هي الشكوى من ارتفاع المبلغ الذي يتقاضاه محامي الورثة، ويبقى التأخير والمماطلة في صالحه، ويبقى السؤال لماذا يتم الخلاف والشريعة الإسلامية وضعت الأطر والقوانين في كيفية توزيع الميراث لمستحقيه بعد وفاة الميت بعدالة بلا حيف ولا استبداد، هل هو عدم وعي بقوانين الميراث في الإسلام أم عدم الإدراك بعقوبة التأجيل والتأخير والاستيلاء ! وإلى متى يحرم الكثير صغارا وكبارا من حقوقهم من الميراث من تركة المتوفى؟!!، ومتى يضمد الجرح النازف من نزاعات الميراث؟!! وإلى متى تبقى الضغينة والقطيعة لمن يطالب بحقه وفق الشريعة الإسلامية سنوات؟!!

…. لا شيء أسوأ في الحياة الفانية من المقاطعة والنزاع بين الإخوة والأقارب من أجل مال زائل وإرث لن يبقى، وحياة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وما أجمل الرضا والتوافق بين الإخوة والالتزام بشرع الله، ولنتأمل قوله تعالى الذي بيَّن فيه أن الدنيا متاع زائل وحطام فقال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عذابٌ شديدٌ).

مساحة إعلانية