رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

ialsada63@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

792

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

فلسفة التفكير

06 نوفمبر 2024 , 02:00ص

عندما سقطت تفاحة على رأس إسحق نيوتن، كما هو مشهور عنه، نظر إلى ذلك الحدث على أنه ظاهرة جديرة بالدراسة، وليس مشكلة تريد حلاً، والفرق بين النظرتين شاسع والنتائج كذلك، تخيل لو أن إسحق نيوتن نظر لسقوط التفاح كمشكلة تؤرق المزارعين، وتؤدي إلى خسارة نسبة كبيرة من المحصول، ثم بدأ بالتفكير في الحلول الممكنة لتلك المشكلة لَوَصَلَ إلى منطقة مختلفة تماماً عن تلك التي وصل إليها عندما اكتشف الجاذبية الأرضية، السر في بداية التعاطي مع الحدث.. إنها منهجية التفكير التي صنعت الفرق.

فإذا كانت عملية التفكير تهدف إلى اختيار المسار الأنسب للتمكن من تحقيق أفضل النتائج، فإن منهجية التفكير تتعلق باختيار الوجهة في المقام الأول، أي قبل أن نخطو خطوة إلى الأمام، ونبدأ في عملية التفكير، ونستغرق في تفاصيل الحلول الممكنة لما نواجه من تحدٍّ، فإننا بحاجة لأن نخطو خطوة إلى الخلف، لنتأكد من عدم وجود مفترق طرق خلفنا قد قمنا بتجاوزه دون أن نلحظه، وذلك أنه عند مفترق الطرق سنكتشف أننا أمام حزمة أخرى من الخيارات التي قد تكون مختلفة تماماً عن تلك التي تتراءى أمام أعيننا عند مواجهة تحدٍّ ما، لذلك نحن بحاجة لنتأمل ما يصادفنا من تحديات للوصول إلى فهم أعمق، قبل أن ننشغل بإيجاد الحلول، من هنا نجد أن منهجية التفكير أقرب إلى الحكمة منها إلى الذكاء.

يقول أحدهم: «عندما كنت أعمل مديراً في إحدى المؤسسات، تقدم للعمل أحد المختصين في «ضبط الجودة»، وكانت سنوات خبرته أقل من متطلبات الوظيفة المعلن عنها، فأرسلت سيرته الذاتية إلى رؤساء الأقسام للإفادة وإبداء الرأي، جاءت الردود من الجميع بالرفض، ما عدا أحدهم، فقد قدم مقترحاً غير متوقع لتوظيف ذلك المرشح، وهنا تتضح أهمية منهجية التفكير، فالذين رفضوا توظيفه كان السبب لديهم واضحا ووجيها وهو نقص سنوات الخبرة المنصوص عليها في الوصف الوظيفي، أما رئيس القسم الوحيد الذي وافق على تعيينه فقد نظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، لقد اتخذ خطوة إلى الوراء إلى حيث الموظفين الأقل درجة، واعتبر أن المرشح من فئة المتدربين، لكنه يتفوق عليهم بسنوات الخبرة، فقدم له عرضاً للعمل كمتدرب، وأعد له برنامجاً محدداً يؤهله بعد مدة قصيرة للقيام بمهام الوظيفة الشاغرة».

وهنا نسأل القارئ.. لو كنت مديراً لمدرسة إعدادية، وأخبرك أحد المدرسين بأنه لاحظ أحد الطلاب يرتكب مخالفة ما، ولتكن تدخين السجائر مثلاً، فكيف ستكون ردة فعلك؟، هل ستنفعل وتبدي غضبك الشديد من الطالب، وتطلب من ولي أمره الحضور؟ إذا أظهرت غضبك الشديد، وبدأت بالصراخ على الطالب، ثم طلبت منه أن لا يأتي في الغد إلا بصحبة ولي أمره، ستكون قد تصرفت كما يتصرف أكثر من 90 % من المديرين في هذا الموقف، وتكون قد اخترت منهجك في التفكير، قبل أن تقوم بما يلزم، لقد نظرت إلى ذلك الحدث على أنه مشكلة، واخترت أن تحلها عبر التصعيد والتخويف، ولكن ماذا لو تكرر ذلك مع طالب آخر وآخر وآخر، لتكتشف في نهاية اليوم أنك أنهكت نفسك بالصراخ والغضب، ولم تنتبه إلى أن ما يحدث عبارة عن ظاهرة تريد حلاً جذرياً لا مشكلة فردية معزولة. قد يكون من الأفضل أن تقوم بتقصي الحدث قبل أن تتخذ أي إجراء لتكتشف أنه ظاهرة، وليس مشكلة، ومن ثم تبدأ وبمشاركة بعض عناصر الطاقم الإداري في طرح الحلول المناسبة، واختيار أفضلها، أليس ذلك ما يصنع الفرق؟، لذا... تأمل قبل أن تفكر.

اقرأ المزيد

alsharq رسائل استضافة قطر للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية

شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة الأسبوع الماضي، بعد ثلاثين عاما من استضافة... اقرأ المزيد

252

| 09 نوفمبر 2025

alsharq الدب الروسي وقضايانا المعلقـة

ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية ومنذ أن وجه بوتين بوصلة غضبه نحو زيلنسكي الذي يقاوم حتى الآن... اقرأ المزيد

135

| 09 نوفمبر 2025

alsharq نحو نموذج عربي للجاهزية السيبرانية

لم يعد الفضاء السيبراني مجرد امتداد تقني للبنى المعلوماتية، بل أصبح مجالًا جيوسياسيًا قائمًا بذاته، يتداخل فيه الأمن... اقرأ المزيد

111

| 09 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية