رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

1032

فاطمة بنت يوسف الغزال

يا من يريد الطلاق... انتبه

07 مايو 2025 , 02:00ص

شهد المجتمع القطري في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الطلاق، وهو أمر يدعو إلى الوقوف عند أسبابه الحقيقية وتأثيراته على النسيج الاجتماعي، خاصة أن المجتمع القطري يُعرف بتماسكه العائلي وتمسكه بالقيم والتقاليد التي تعزز الاستقرار الأسري، ومع ذلك، فإن هناك عوامل متعددة تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة، بعضها يرتبط بالمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية، وبعضها الآخر نتيجة لسلوكيات فردية تؤثر على استمرارية الحياة الزوجية.

وبصرف النظر عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة المخلة بنسيج المجتمع، فهناك أمور يا من يريد الطلاق يجب التريث والتعقل عندها قبل اتخاذ هذا القرار المصيري الذي يغير حياة إنسان أو إنسانة ارتبطت بشخص آخر.

تدخل أفراد العائلة في حياة المتزوجين

كثر الطَّلاق اليوم حينما تدخل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع ابنه في كل صغير وكبير، وفي كل جليل وحقير، والأم تتدخَّل في شؤون بنتها في كل صغير وكبير، وجليل وحَقير، حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق، ألم يعلما أنه من أفسد زوجة على زوجها أو أفسد زوجا على زوجته، لعنه الله؟، إن كانت زوجتك ساءتك اليوم، فقد سرتك أياما، وإن كانت أحزنتك هذا العام، فقد سرتك أعواما. يا من يريد الطلاق، صبرٌ جميلٌ، فإن كانت المرأة ساءتك، فلعل الله أن يُخرج منها ذرية صالحة تقر بها عينيك، فالمرأة تكون عند زوج تؤذيه وتسبه وتهينه وتؤلمه، فيصبر لوجه الله ويَحتسب أجره عند الله، ويعلم أن معه الله، فما هي إلا أعوام حتى يقر الله عينيه بذرِّية صالحة، وما يدريك فلعل هذه المرأة التي تكون عليك اليوم جحيما، لعلها أن تكون بعد أيام سلاماً ونعيماً، وما يدريك فلعلها تحفظك في آخر عمرك، صبرٌ فإن الصبر عواقبه حميدةٌ، وإن مع العسر يسراً.

أسباب أخرى أدت لانتشار الطلاق

كثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجًا يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوج ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزة كريمة ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة، كثر الطلاق اليوم حينما استخفَّ الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيعوا الأمانات والمسؤوليات، سهر إلى ساعات متأخرة، وضياع لحقوق الزوجات، والأبناء والبنات، يُضحك الغريب ويُبكي القريب، يُؤنس الغريب ويُوحش الحبيب، مع تزايد الوفرة المادية، أصبح الطلاق خياراً متاحاً بسهولة أكبر للعديد من الأزواج مقارنة بالماضي، حيث لم يعد الأمر يتعلق بالاستمرارية رغم المشكلات، بل بات الكثيرون يلجأون إلى الطلاق كحل سريع لأي خلاف دون محاولة التفاهم أو معالجة المشاكل، بالإضافة إلى عدم استعداد الطرفين نفسيا واجتماعيا للحياة الزوجية يُعد سبباً رئيسياً في انهيار الزواج بسرعة، خاصة عندما لا يكون هناك فهم عميق لمسؤوليات الزواج والتحديات التي قد تواجههم، وعدم استعداد الطرفين نفسياً واجتماعياً للحياة الزوجية يُعد سببًا رئيسيًا في انهيار الزواج بسرعة، خاصة عندما لا يكون هناك فهم عميق لمسؤوليات الزواج والتحديات التي قد تواجههم، بالإضافة إلى أن بعض الأزواج يدخلون الزواج بتوقعات مثالية غير واقعية، وعندما يصطدمون بالواقع العملي للحياة الزوجية وتحدياتها، يشعرون بالإحباط ويفضلون إنهاء العلاقة بدلاً من التعامل معها بوعي ونضج.

الآثار السلبية لانتشار الطلاق

من أكبر الآثار السلبية لحالة الطلاق هو تفكك الأسرة وضعف الروابط الأسرية، مما يؤثر على الأطفال نفسياً واجتماعياً، وكذلك زيادة الأعباء المالية والقانونية الناجمة عن النزاعات المتعلقة بحقوق الزوجين بعد الطلاق، وانتشار الشعور بعدم الأمان العاطفي في المجتمع، حيث يصبح الزواج أقل استقرارًا وأكثر عرضة للانهيار السريع، وهناك أثر نفسي واجتماعي على الأطفال، حيث يؤثر انفصال الأبوين على النمو العاطفي والسلوكي للأطفال.

الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الطلاق

يظل تعزيز برامج التأهيل قبل الزواج التي تساعد الأزواج على فهم التحديات الزوجية والتعامل معها بوعي ونضج هو من أولويات الحد من هذه الظاهرة ولا يقل أهمية عن الفحص الطبي قبل الزواج، وبما أن بلادنا تهتم بالأمور الأسرية وأنشأت الدولة مراكز متخصصة للاستشارات العائلية فيبقى من السهل تفعيل دور هذه المراكز بحيث تكون هناك جهات مختصة تقدم الدعم اللازم لحل المشكلات قبل أن تصل إلى مرحلة الطلاق، ويظل دور نشر الوعي المجتمعي حول الزواج والتفاهم الزوجي، من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التدريبية من ذات المركز، وهناك أمور وعادات يجب التخلي عنها من قبل أفراد العائلة منها التخفيف من التدخل العائلي المفرط بين الزوجين، وذلك بترسيخ ثقافة احترام استقلالية الزوجين في اتخاذ قراراتهما، ونشر ثقافة الحوار بين الأزواج، حيث يجب أن تكون هناك مساحة للنقاش الصريح حول أي مشاكل لضمان استمرار العلاقة بشكل صحي ومتوازن.

كسرة أخيرة

الطلاق ليس مجرد قرار قانوني، بل هو تغيير جذري في حياة الفرد والأسرة، ولذلك يجب التعامل معه بحكمة وتعقل قبل اتخاذه، خصوصا عندما تكون هناك إمكانية لحل الخلافات وإعادة بناء العلاقة على أسس متينة من الحب والتفاهم.

اقرأ المزيد

alsharq Bien hecho España

مع احترامنا لجميع الدول التي ساندت أهل غزة والحكومات التي كانت تدين وتندد دائماً بسياسات إسرائيل الوحشية والإبادة... اقرأ المزيد

57

| 27 أكتوبر 2025

alsharq التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح فارقا مهما بين شيئين: الأول هو «التصوف» الذي تختلف الناس... اقرأ المزيد

27

| 27 أكتوبر 2025

alsharq عن خيبة اللغة!

يحدث أحيانًا أن يجلس الكاتب أمام بياض الورق أو فراغ الشاشة كمن يقف في مفترق لا يعرف أي... اقرأ المزيد

30

| 27 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية