رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فهد عبدالرحمن بادار

تويتر @Fahadbadar

مساحة إعلانية

مقالات

1644

فهد عبدالرحمن بادار

دول البريكس

08 يناير 2024 , 02:00ص

مصطلح البريكس (BRICS) هو اختصار ورد في تقرير للبنك الاستثماري جولدمان ساكس في بداية القرن، وهو اختصار للبرازيل وروسيا والهند والصين، لوصف مجموعة كبيرة من الاقتصادات الناشئة في العالم التي تتمتع بإمكانيات ضخمة للمستثمرين. وكان من المتوقع أن تهيمن الدول الأربع على الاقتصاد العالمي بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. ويشير الحرف «S» إلى جنوب أفريقيا، التي انضمت إلى المجموعة بعد فترة وجيزة.

ويشهد هذا العام انضمام دول من مجلس التعاون الخليجي إلى عضوية هذه المجموعة، وهناك حوالي 20 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إليها.

ومنذ عام 2009، شكلت الدول الخمس نفسها في تجمع رسمي مع عقد مؤتمرات قمة سنوية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول غير الغربية، وانعقدت آخر هذه المؤتمرات في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا خلال شهر أغسطس من العام الماضي. وكان هذا المؤتمر هو الاجتماع الخامس عشر للكتلة.

ولا تبني المجموعة كيانًا سياسيًا موحدًا مثل الاتحاد الأوروبي. وهذا أمر متوقع نظرًا لأن الدول الخمس عبارة عن مجتمعات واقتصادات متباينة تقع أراضيها في أربع قارات مختلفة. وعلاوة على ذلك، تشهد مجموعة البريكس نموًا ليصبح اسمها «BRICS PLUS»، ومن المتوقع أن تشارك بعض دول الخليج في هذه المجموعة.

ومن المقرر أن ينضم ستة أعضاء جدد إلى المجموعة في هذا العام، بما في ذلك دولتان من دول مجلس التعاون الخليجي. والدول الست هي: الأرجنتين، واثيوبيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وقد أعلنت الأرجنتين مؤخراً انسحابها.

ومن بين الاستثمارات الملموسة إنشاء بنك التنمية الجديد، الذي اعتُمد في عام 2014 وبدأ تشغيله منذ عام 2016، ويتخذ من مدينة شنغهاي الصينية مقرًا له. وينصب تركيز البنك على مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة، وقد اعتمد 96 مشروعًا بقيمة 32.8 مليار دولار.

وقد توزعت المشاريع المعتمدة بالتساوي إلى حد ما بين الدول الخمس، حيث تلقت روسيا نحو 4 مليارات دولار، وحصلت كل من البرازيل وجنوب أفريقيا على ما يزيد قليلاً على 5 مليارات دولار، بينما تلقت الهند والصين، اللتان تتمتعان بتعداد سكاني أكبر كثيرًا، ما يزيد قليلاً على 7 مليارات دولار و8 مليارات دولار على التوالي.

وفي عام 2021، قبلت المجموعة انضمام أربعة أعضاء جدد إلى البنك وهم: أوروغواي ومصر والإمارات العربية المتحدة وبنغلاديش.

وفي حين أن من بين شروط الانضمام إلى مجموعة البريكس عدم وجود علاقة ملزمة مع إحدى القوى الغربية، فربما يكون الوصف الأكثر دقة للمجموعة هو أنها كتلة غير غربية، وليست معادية للغرب. وتركز المجموعة بشكل أكبر على التنمية الاقتصادية والتعاون، بدلاً من التنافس الجيوسياسي. وتفتخر الولايات المتحدة بإشرافها على نظام دولي قائم على القواعد، لكن تجربة بعض الدول تشير إلى أن القواعد يمكن أن تميل إلى تفضيل المؤسسات الغربية.

ورغم أن اعتماد عملة بديلة للدولار الأمريكي ليس من الأهداف قصيرة المدى للمجموعة، إلا أن التحركات في هذا الاتجاه قد تكون تدريجية ولكنها مع ذلك مهمة. فعلى سبيل المثال، كانت هناك صفقة نفطية بين الهند والإمارات العربية المتحدة تحدد سعرها بالروبية في عام 2023. وفي حين أن استخدام الدولار في شراء النفط، واستعماله كعملة احتياطية أساسية بشكل عام، أمر ملائم، إلا أنه يمكن أن يرتبط بتكبد بعض التكاليف الباهظة.

وتبدو العقوبات المفروضة على الاقتصاد الروسي واستخدام الروبل في أعقاب الصراع في أوكرانيا من الأمور المبدئية من منظور غربي، ولكنها تقلل من الخيارات المتاحة لبعض البلدان.

وكانت هذه الدول تصنف في الأصل على أنها اقتصادات ناشئة، لكن الصين أصبحت قوة اقتصادية كبرى. وتمتلك ثلاث دول من دول البريكس، وهي الهند والصين وروسيا، صناعات فضائية متطورة..

ويُعدُ توسيع مجموعة البريكس لتشمل الدول التي لا تشكل جزءًا من هذا التكتل خطوة استراتيجية مثيرة للاهتمام. وعبر منح الأولوية للتوسع بدلاً من التكامل، يؤكد هذا الإجراء على أن أهداف المجموعة تتعلق بالتعاون العالمي والترتيبات غير الغربية للتمويل والتجارة. وسوف تكون هناك تحديات فيما يتعلق بعملية صنع القرار، عندما تصبح المجموعة أكبر حجمًا، وتضم دولاً ذات تعداد سكاني وأحجامًا اقتصاديةً مختلفةً للغاية.

ولكن إذا حافظت المجموعة على تركيزها النفعي، من الممكن أن تكون تجمعًا إيجابيًا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية.

مساحة إعلانية