رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

1182

صالحة أحمد

سيناريو التفاصيل الدقيقة

08 أبريل 2025 , 07:00ص

منذ أسبوع مضى وخلال زيارة خاطفة لإحدى الدول المجاورة، تعرضت لموقف اخترق سقف مخاوفي، والسبب تقصير إدارة (مكان إقامتي) في التأكيد على النزلاء ببعض الإجراءات المُتبعة التي تقوم بها من حين لآخر، وهو ما أدركت فيما بعد أنه قد سقط من حساباتها ومن سلة توقعاتها، فابتلعته رغما عني، وهو ما لا يعني بتاتا أني قد هضمته؛ كي أهضم حقه ومن بعد، بل وعلى العكس تماما، فلقد ظل ذاك الموقف عالقا في رأسي حتى بعد عودتي؛ لذا رغبت بتسليط الضوء على هذا الموضوع ولكن من زاويتي فإليكم.

قبل أي شيء لابد وأن نتفق على أن صناعة الضيافة هي صناعة تعتمد على الأشخاص وتوفر المنتجات، والخدمات، (الخدمات) التي سيتم التركيز عليها في هذا المقال، خاصة وأن أي مكان يتمتع بسمعة جيدة يكسب ذلك؛ بسبب توفير أجودها وأفضلها من قِبل أصحاب الخبرات الكبيرة في مجال الضيافة، حتى ليصبح هذا المكان الوجهة الأكثر استقطابا بالنسبة للأفراد، فهو ما يسهم بكسب ثقتهم ومن ثم التزامهم بالتوجه إليه من حين لآخر؛ لذا وكي تضمن تلك الوجهة تصدر المشهد يجدر بها شراء خاطر النزيل الذي يقبل عليها، من خلال تجويد خدماتها؛ لتلبية احتياجاته وتوقعاته وتحسين تجربته في كل مرة؛ ليعود ذلك بأثره على سمعة المكان.

بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها لكم:

العمل في أي (مجال كان) يستحق تطويره من حين لآخر، وحين يتعلق الأمر بالخدمات وتوفيرها لشرائح أكبر، فلابد من دراسة شاملة تغطي جوانب الموضوع، وهو ما يبدأ من خلال كتابة السيناريو الجيد الذي يتناول أدق التفاصيل، ويلبي حاجة كل سؤال ينطق بـ (ماذا لو؟) ويسعى إلى توفير إجابات شافية تُعالج كل حالة مَرضية وبطريقة مُرضية، (نعم) قد يتطلب مثل هذا السيناريو المزيد من الوقت، ولكن (لا) لا يجدر بنا تجاوزه أو تقليصه؛ لأنه سيُجنبنا الوقوع في الكثير من الأزمات، وكأننا بذلك نوفر مساحة شاسعة من الجهد والوقت، وكل ما نحتاج إليه؛ لتقديم خدمات أفضل وأرقى. وكما جرت العادة سيظهر من يُذكرنا بتلك الصدف التي تطل برأسها الصغير مُؤكدة على وجودها، وإمكانية ظهورها رغم أنف وجود السيناريو الجيد على الساحة، لنُجيب: بأن تلك الصدف التي قد تظهر فجأة تملك مساحة سرية لها (لابد وأن تكون)، وهي لا تعني أنها لا تستحق منا تغطيتها، ولكن أنها تمدنا بجديد يغيب عن الأذهان، ونهرع إلى اعتماده في المرات اللاحقة حين نُبادر بتحضير سيناريو جديد يخص أي مشروع نُقبل عليه، مما يعني إن تخصيص تلك المساحة الضيقة للمفاجآت خطوة أساسية تسمح بتحضير سيناريو جديد يغطي جوانب أكثر في المستقبل، وهو ما يمكن تطبيقه على كل ما سبق، وعلى حياتنا كأفراد أيضاً.

رسالة خاصة

قد تكثر من حولك المصائب، وتنقض عليك دون أن تسمح لك بالتقاط أنفاسك؛ لتحسب أنها نهاية المشوار، التي تُصيبك بالاكتئاب، ولكن الحقيقة ليست كذلك بتاتا، لأن الظروف القاسية التي تمر بها بكل ما تحمله بين طياتها من مشاكل ومصائب وُجِدَت؛ لتقترب دون أن تكتئب، فالله سبحانه وتعالى يمتحن صبرك؛ لتدرك ما تمتلكه من قوة وقدرة على التحمل، ولأنه الله فإنه يعلم ما لا تعلم، وتلك هي الصلابة التي تتمتع بها وتحتاج لمُثير؛ كي تظهر وتدرك أنك تتمتع بها فعلا، وعليه لا تيأس متى أثقلتك الهموم، ولتصبر فنهاية الصبر الكثير من الجبر لقلبك، وأخيرا كن بخير.

مساحة إعلانية