رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حسن توفيق

حسن توفيق

مساحة إعلانية

مقالات

1010

حسن توفيق

صلاح عبد الصبور في ذكرى ميلاده

08 مايو 2014 , 01:33ص

في الثالث من مايو سنة 1931 شهدت مدينة الزقازيق- عاصمة محافظة الشرقية في مصر ميلاد طفل من أطفالها، هو محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي، الذي عرفته الساحة الثقافية والأدبية العربية باسم صلاح عبد الصبور، بعد أن ذاع صيته، وسطع نجمه وتلألأ باعتباره واحدا من الشعراء العرب الكبار الذين اقترنت أسماؤهم بحركة الشعر الحر.

وها هي السنوات تتوالى، ويطل الثالث من مايو سنة 2014 ذكرى ميلاده منذ ثلاث وثمانين، لكنه بالطبع ليس معنا الآن، فقد رحل عن عالمنا في تلك الليلة الفاجعة- ليلة الثالث عشر من أغسطس سنة 1981 حيث غاب صلاح عبد الصبور عن أحبابه وأصحابه، بل عن عالمنا كله، بمجرد أن أطل من شرفة الخمسين، وتجاوزها بثلاثة أشهر لا أكثر، بعد أن تغلغلت الألفاظ الجارحة السامة في روحه المرهفة، التي لم تتحمل بشاعة تلك الألفاظ، فانطلقت بعيدا عن كون، كان قد وصفه بأنه كون خلا من الوسامة، أكسبه التعتيم والجهامة.

أعتز حقاً بأن مخطوطة حياتي في الشعر من الكنوز التي أحتفظ بها في مكتبتي بخط صلاح عبد الصبور، وفي هذا الكتاب – الكنز يحدد صلاح عبد الصبور، بكل دقة، موقفه من الخير والشر في الحياة، ويعلن انحيازه لثلاث قيم سامية، ووقوفه ضد ثلاث رذائل، على هذا النحو:

مازلت أرى في الحياة خيراً وشراً، فالخير هو ما أعطى الحياة معنى في أصغر جزئياتها، معنى كامل التشكيل والنقاء، والشر هو ما جار على عناصر تشكيل الحياة ونقائها، ولذلك فإن أعظم الفضائل عندي هي: الصدق والحرية والعدالة، وأخبث الرذائل هي: الكذب والطغيان والظلم، ذلك لأني أعتقد أن هذه الفضائل هي التي تستطيع تشكيل العالم وتنقيته، وأن غيابها معناه ببساطة: انهيار العالم، وقمة الصدق هي الصدق مع النفس، ومعناه أن يدرك الإنسان وجوده ويعيه، وأن يعرف مكانه من الحياة، وأن يتحمل دوره وعبء وجوده في الحياة رغم ما قد يكون من قسوته وثقله.

صلاح عبد الصبور مثال ساطع للانسجام بين القول والفعل، وهذا ما يستطيع أن يؤكده جميع الذين عرفوه فأحبوه، ممن عرفوا أن الفضائل والقيم الإنسانية النبيلة التي تحدث هو عنها لم تكن مجرد كلمات منمقة، كما يفعل آخرون كثيرون، وإنما كانت نهج حياته ذاتها، ومن هنا يحق لي القول إن هذه القيم والفضائل النبيلة ظلت متجسدة فيه، فقد توحد مع كلماته، وتوحد مع السندباد في أسفاره ورحلاته، وهو لم يكن شاعرا عظيما وكاتبا مسرحيا من الطراز الرفيع فحسب، ولكنه كان مثقفا موسوعيا بكل معنى الكلمة، وقد تجلت هذه الثقافة في كتاباته النقدية والفكرية وكذلك فيما قدمه من ترجمات لشعراء عالميين، من بينهم لوركا وبودلير وايفتشنكو وبرتولت بريشت.

ديوانه الناس في بلادي الذي صدر سنة 1957 وهو في السابعة والعشرين من عمره كان فتحاً شعرياً بكل المقاييس، وبعد صدور هذا الديوان البكر توالى صدور دواوينه "أقول لكم وأحلام الفارس القديم وتأملات في زمن جريح وشجر الليل والإبحار في الذاكرة"، لكن ما لا يعرفه كثيرون يتمثل في أن صلاح عبد الصبور كان يتهيأ لإصدار ديوان جديد، اختار أن يسميه "عندما أوغل السندباد وعاد"، حاملا عنوان قصيدة رائعة، كان قد نشرها في مجلة العربي الكويتية خلال رئاسة أحمد بهاء الدين لتحريرها، وبكل أسف فإن الديوان لم يصدر، كما أن القصيدة ذاتها لم تندرج حتى الآن ضمن أعماله الشعرية الكاملة رغم تعدد طبعاتها في كل من بيروت والقاهرة.

اقرأ المزيد

alsharq قطر وتركيا.. شراكة استثنائية في المجال الدفاعي

جاءت مشاركة سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون... اقرأ المزيد

414

| 29 أكتوبر 2025

alsharq هل الوجاهة مطلب إنساني أم مرضٌ اجتماعي في ثقافتنا الخليجية؟

في نوادينا اليوم ودواويننا في الخليج العربي، نجد أنه أصبح لكلمة «برستيج» وجود في اللهجة الدارجة اليومية، فتُستخدم... اقرأ المزيد

417

| 29 أكتوبر 2025

alsharq عمرانٌ بلا روح: كيف نخسر هويتنا في سباق التنمية؟

نقف اليوم أمام صروحٍ زجاجية تناطح السحاب، ونمشي في مدنٍ ذكية تَعِدُ باليُسر والكفاءة، نحتفي بلغة الأرقام، ونحتفل... اقرأ المزيد

456

| 29 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية