رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. هلا السعيد

مساحة إعلانية

مقالات

0

د. هلا السعيد

عندما يصبح العطاء أسلوب حياة

08 ديسمبر 2025 , 01:00ص

بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، 5 ديسمبر، نحتفل بكل يد ممتدة وعطاء صادق يغير حياة الآخرين. هذا اليوم ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل هو تذكير بأن لكل منا القدرة على صنع فرق في المجتمع، سواء بزرع بسمة على وجه طفل محتاج، أو مساعدة مسن، أو حماية بيئتنا. فالتطوع يجعلنا أكثر قربًا من الآخرين، ويمنح حياتنا معنى أعمق، ويؤكد أن السعادة الحقيقية تأتي حين نمنح بلا مقابل.

في كل يد تمدّ الخير، وفي كل ابتسامة تُهدى من القلب، يكمن سر كبير للتغيير. العمل التطوعي يمنحنا فرصة لنكون جزءًا من حياة الآخرين، أن نشعر بما يشعرون به ونشاركهم لحظات الفرح والحزن. قد يكون التطوع بسيطًا كزيارة دار للمسنين، أو تعليم طفل محتاج، أو المشاركة في حملة نظافة بالحيّ الذي نعيش فيه، لكنه يحمل أثرًا أكبر مما نتخيل.

الأمر الجميل في التطوع أنه يغيّرنا قبل أن يغيّر العالم. ففي كل مرة نمد يدنا للمساعدة، نتعلم الصبر، ونكتسب الإحساس بالمسؤولية، ونكتشف قوة القلب البشري على التضحية والعطاء. إنه شعور يجعلنا أكثر امتنانًا لما نملك، وأكثر تفهمًا لمعاناة الآخرين.

والأجمل أن العمل التطوعي يربط القلوب ببعضها البعض. فالشباب، كبار السن، وحتى الأطفال يمكنهم أن يكونوا جزءًا من رحلة العطاء، فتتحول المجتمعات الصغيرة إلى مجتمع كبير نابض بالحب والاهتمام. وكل مبادرة مهما كانت صغيرة، تحمل رسالة تقول: “أنا هنا، أرى، أسمع، وأشارك”.

العمل التطوعي.. قيمة وفوائد

العمل التطوعي هو القيام بأعمال وخدمات مجتمعية دون انتظار مقابل مادي، بهدف مساعدة الآخرين والمساهمة في تطوير المجتمع. يعتبر التطوع من أسمى صور العطاء، حيث يجمع بين الخير للفرد وللآخرين على حد سواء.

أهمية العمل التطوعي:

1. تنمية المهارات الشخصية: تطوير القيادة، التواصل، وتنظيم الوقت.

2. تعزيز الروابط الاجتماعية: بناء علاقات قوية وتعزيز التعاون.

3. المساهمة في تحسين المجتمع: دعم الفئات المحتاجة، مثل الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة.

4. تعزيز القيم الإنسانية: غرس قيم العطاء، الرحمة، والتفاني في خدمة الآخرين.

مجالات العمل التطوعي:

• التعليم: تعليم الأطفال المحتاجين أو تقديم الدروس الخصوصية.

• الصحة: المشاركة في حملات التوعية أو مساعدة المرضى.

• البيئة: تنظيف الحدائق، التشجير، وحماية الحياة البرية.

• الأنشطة الاجتماعية: زيارة دور الأيتام والمسنين، والمشاركة في الفعاليات الخيرية.

دور الشباب في التطوع

الشباب هم قوة دافعة للعمل التطوعي، يمتلكون الطاقة والحماسة لتقديم المبادرات الجديدة، كما تكسبهم المشاركة خبرة عملية وتزيد وعيهم بحاجات المجتمع.

إذاً....العمل التطوعي ليس مجرد نشاط وقت الفراغ، بل هو رسالة إنسانية لبناء مجتمع متعاون. ومن يمارس التطوع يجد نفسه أكثر قربًا من الآخرين وأكثر قدرة على العطاء والالتزام بالقيم الإنسانية.

مساحة إعلانية