رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة عبدالعزيز بلال

فاطمة عبدالعزيز بلال

مساحة إعلانية

مقالات

2921

فاطمة عبدالعزيز بلال

اختيار القائد

09 مارس 2014 , 02:20ص

صدرت الهياكل التنظيمية ونحن نعيش أجواءها، نترقب في كل لحظة ما الذي سيحدث بعدها؟ لقد صدرت الهياكل التنظيمية بأمر أميري، ولقد "وفّى وكفّى" سمو أمير البلاد المفدى، إيماناً من سموه بضرورة تغيير عمل الوزارات والجهات الحكومية للأفضل، ولكن تبقى شيئ آخر ….. وهو يقع على عاتق أصحاب السعادة الوزراء …. ألا وهو الهيكل الوظيفي … اختيار القادة …. وهي من المهام الصعبة ….وها هي الوزارات تعمل الآن على ذلك … فاختيار القائد أو المدير لشغل المناصب المتاحة أمور تحتاج إلى توافر شروط معينة يتحلى بها القائد.

كمبدأ عام "الشخص المناسب في المكان المناسب" وليس المقصود بذلك تعيين "سوبر مان" أو "عبقرينو" إنما قائد على قدر كافٍ من الدراية في أمور "الكرسي" الذي سيجلس عليه مستقبلاً، هذا بالإضافة إلى الصفات الشخصية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها، فللأسف هناك مدراء لازالوا على مناصبهم فظلموا العباد … وتعسفوا في استعمال الحق … فأجحفوا في حقوق الآخرين بحجة "أنا المدير ولي فلسفة"! "امحق فلسفة"!

اختيار القائد المناسب يتمثل فـي (اختيار صاحب الخلق الحسن)، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالقائد الناجح

لديه رسالة وهي أن يحملها في سبيل تطوير العمل وخدمة الوطن فيتطلب ذلك في حاملها الخُلق الحسن وحسن العشرة، فللأسف هناك مدراء نسأل الله العافية من أخلاقهم وسوء تصرفاتهم، كمسؤول يُعاكس موظفاته وكلامه يندرج تحت مسمى "عسل أسود "، "حبيبتي"، "قلبي" …. وحدّث فلا حرج.

اختيار القائد صاحب الخُلق والتصرف الحسن أمور تُكسر بها الحواجز ما بين الرئيس والمرؤوس في حدود الأدب، فقدرة الموظف على التفاهم مع مديره في أمور العمل وتقبّل المدير ذلك هي احدى النعم التي لا يتمتع بها بعض الموظفين، يُحدثني أحدهم بأن مديره "ماد البوز" طوال أوقات العمل الرسمية، وعند الدخول عليه يبدأ مهرجان التذمر و"التأفف"، بمعنى كما يقولون "عيايزنا": "منتفخ جنه البيت العظيم"، فلا يقبل التفاهم معه على أي موضوع كان، وليس لديه صبر وهذه مشكلة عظمى في كون المدير ليس لديه صبر على الموظفين. العمل بلا شك ملئ بالمشكلات والشكاوى من فئات بنفسيات مختلفة من الموظفين فلا بد أن يتحلى المسؤول بالحلم والصبر، فإذا كانت جميع الأمور تؤخذ بكلمة "أووووف" فلن يسير العمل على الوجهة المطلوبة، ناهيك عن كره الموظف لعمله بسبب ابتلائه بمدير لا يتفاهم!

عند حدوث مشكلة ما بين الموظف والرئيس، أو إذا كانت لدى الأخير ملاحظة على الموظف يُفترض أن يتم حل الإشكالية في ذات القسم مابين الرئيس والمرؤوس وعدم اللجوء للمدير إلا في "الشديد القوي"، تُحدثني إحدى الأخوات بأن رئيسها المباشر في العمل، قد قام باللجوء لمدير الإدارة وذلك لإبداء ملاحظاته عليها بقوله إنها نشيطة في عملها ولكنها شديدة وصعبة في التعامل دون سابق انذار! ودون التفاهم معها! لاسيما أنها بطريقة مغرضه فقط لزرع الشوك في طريق مستقبلها الوظيفي …. ولكن هذا الفعل إن دل فإنه يدل على ضعف شخصية الرئيس، وعلى فرض أن ملاحظة الرئيس صحيحة فلم لايتم التفاهم مع الموظف وإبداء ملاحظته على ذلك دون اللجوء للمدير؟ لذا الشخصية القوية والتحكم في تصرفات المسؤول في العمل هي من الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد الناجح.

الأمر الآخر الذي يجب أن يتحلى به القائد الناجح احترام آراء الأعضاء والتدرج الإداري في العمل والإيمان بروح الفريق، فكثيراً ما نرى العجب من بعض المسؤولين كمن يخبط بآراء الأعضاء عرض الحائط في موضوعات لابد أن يتم التصويت

عليها وفي نهاية الأمر يرفع الموضوع برأيه هو دون الاكتراث بما توصل إليه أعضاء اللجنة من آراء، بحجة أنه هو المدير! وهو الذي يفهم تحليله! الأمر الذي يستتبع معه ضياع الكثير من الحقوق بسبب هذه الأخطاء.

والمشكلة الكبرى عندما يتعسف المدير في استعمال الحق، فيقوم بنقل موظف من قسم إلى آخر دون أخذ رأي الموظف فقط من باب التحكم، فما بالكم عندما لا تكون له صفة، كمن يتخذ مثل هذه القرارات وقت إلغاء الإدارة التي يمسك زمام أمرها بعد صدور الهياكل التنظيمية، فتصبح قراراته منعدمه وكأن لم تكن، ولكنه مع ذلك مستمر … لذا من الضروري سرعة إعداد الهياكل الوظيفية للوزارات وإلغاء بعض المسميات الوظيفية التي لا فائدة منها بعد صدور الهياكل التنظيمية، وضرورة حسن اختيار القادة لشغل مثل هذه المناصب، وتذكروا جيداً أن المنصب قبل أن يكون عملاً فهو أخلاق وتعامل، وباختيار القادة المناسبين فإنه سيتم اصلاح ما دمره بعض المسؤولين في السابق، والذي ينطبق عليهم المثل القائل: "خربها وقعد على تلها"

وللحديث بقية..

نقطة فاصلة:

قال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله:

قٌــــمْ لـلـمـديـر ووفــــه التـبـجـيـــلا

كـــاد الـمـديـر أن يــكــون الــغــولا

أرأيـت أفظـع أو أشــد مــن الــذي

(لطع) المراجع حيـن جـاء طويــلا

عـجـبـاً لــــه لا تـنـتـهـي كـذبـاتـــه

كـــم يـحـسـن التـبـريـر والـتـأويـلا

قـال: الوزيـر بلجنـة (فتسهـلـوا)

يــا ربـعـنـا لاتشـغـلـوا المـشـغـــولا

من (لجنة) (لزيارة) (لصخونة)

أعـــذاره تـــدع الـسـلـيـم عـلـيـــلا

وسلامتكم

اقرأ المزيد

alsharq أيها العالم: الشعب السوداني هو المنسي

أقرأ كثيرا عن الحرب في السودان بين قوات الجيش الحكومي وميليشيات حميدتي، وكيف أن هذه الحرب منسية رغم... اقرأ المزيد

72

| 13 نوفمبر 2025

alsharq الاستقرار السيبراني.. من إدارة التهديد إلى هندسة الثقة - 1

تتشابك الأكواد مع الخرائط، وتتقاطع الخوارزميات مع مسارات النفوذ، لترسم ملامح عالمٍ جديد تتداخل فيه التقنية بالسياسة، وتتماهى... اقرأ المزيد

27

| 13 نوفمبر 2025

alsharq أمهات بين موضة الـ Baby Shower ورسالة الأمومة

• أصبحت الأمومة في وقتنا الحالي لدى البعض – لا الجميع – موضة تتباهى بها بين صديقاتها؛ تبدأ... اقرأ المزيد

39

| 13 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية