رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يظل المشهد الإعلامي الخليجي ـ رغم مرور 34 عاما على مسيرة مجلس التعاون ـ الأقل تعاونا وتشابكا فيما بينه، بل سرعان ما يتأثر بالأجواء السياسية التي قد تعصف بأركان هذه المنظومة، شأنه في ذلك شأن بقية القطاعات التي أيضا يكون لها نصيب في التأثر، لكن إشكالية الإعلام أن تأثيره ينحدر إلى الرأي العام، وهو ما قد يخلق إما تقاربا أو احتقانا .
اليوم يجتمع بالدوحة صناع القرار الإعلامي الخليجي، مسؤولين ومفكرين وإعلاميين، وهي فرصة لمراجعة حقيقية لواقع الإعلام الخليجي، بعيدا عن " مساحيق التجميل "، وكلمات الإطراء؛ فالمرحلة لا تتحمل ذلك، والمخاطر التي تطرق أبوابنا لا تحتمل التأخير، أو تأجيل النظر فيها .. باختصار الجميع مستهدف .
وعندما أقول مراجعة حقيقية لواقع الإعلام الخليجي، لا أستثني بذلك قطاعا أو مجالا معينا، مرئيا كان أو مسموعا أو مقروءا، أضف إليه الإعلام الجديد، وشبكات التواصل، التي أصبحت مجالا خصبا، وسماء مفتوحة لكل من يريد التحرك .. إيجابا أو سلبا .
اليوم في ظل هذه التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، والمخاطر المحدقة بها، نفتقر إلى إستراتيجية إعلامية خليجية واضحة المعالم، تتعامل مع هذه الأحداث التي لا تستثني أحدا ـ أكررها ـ من دول المجلس، وتغيب عنا المعالجات الحقيقية للأزمات التي نتعرض لها بين فترة وأخرى، وما هو موجود في كثير من الأحيان ما هو إلا اجتهادات فردية، من قِبل المؤسسات الإعلامية في كل دولة، دون أن يكون هناك تخطيط مسبق، أو رؤية واضحة للتصدي للهجوم الذي تتعرض له دول المجلس .
قد يستهدف الهجوم دولة في فترة معينة، في مجال معين، لكن سرعان ما ينتقل إلى دولة أخرى، عبر اختلاق أزمات، وفتح ملفات مصطنعة، تنتقل من دولة لأخرى، فإذا كانت قطر اليوم مستهدفة عبر الحديث عن ملف العمال، والادعاء بأن هناك مشاكل تواجه العمال في قطر، فإن دولا أخرى تعرضت لهجوم في مجال آخر، ونحن للأسف نتفرج على ذلك، بل في بعض الأحيان هناك إعلام ـ بقصد أو دون قصد ـ ينشر هذه الحملات المعادية، بدعوى أنها قادمة عبر وكالات أنباء دولية، ومؤسسات إعلامية عالمية، وهو أمر يحز في النفس .
الإعلام الغربي يتبادل الأدوار في شن الحملات على دولنا، بترتيب محكم، وتنسيق متصل، فيما نحن نتفرج وعاجزون بكل صراحة عن التصدي لمثل هذه الهجوم المنظم على دولنا الخليجية، والسبب أننا غير منظمين، ولا نمتلك إستراتيجية، ولا رؤية واضحة، ولا إدارة للأزمات، والأكثر من ذلك أن اجتماعاتنا تنتهي بانتهاء الاجتماع، والكثير مما نتفق عليه لا يترجم على أرض الواقع، بل إن العوامل السياسية، - فلنضع يدنا على الجرح - عند اختلافنا في وجهات النظر، تقف عائقا أمام تعاوننا، حتى في المؤسسات الصحفية والإعلامية الأخرى، وتنسف الكثير من خطوات التعاون القائمة، فلماذا لا نترك الإعلام والإعلاميين في القطاعات المختلفة يعملون دون تأثير السياسة عليهم في حال الاختلاف في وجهات النظر حيال ملفات سياسية داخل الإقليم أو خارجه ؟ لماذا ننزل هذه الاختلافات ـ ليست خلافات ـ من " قمة الهرم " إلى القطاعات الأدنى، وهو ما يؤثر على أداء كل القطاعات، ليس الإعلامية فقط ؟ .
في بدايات مسيرة مجلس التعاون الخليجي إلى ما قبل عشر سنوات تقريبا، كان هناك تعاون نشط في مجال الإعلام بين دول الخليج، حتى في مجال الإنتاج وتبادل الزيارات بين الإعلاميين وإقامة الأنشطة المشتركة على المستوى الخليجي والعربي والدولي، إلا أن هذه الأمور اختفت بشكل كامل تقريبا، ولم نعد نرى إنتاج برامج مشتركة، حتى تلك الموجهة للأطفال، ولا نجد زيارات متبادلة بين الإعلاميين إلا ما ندر، والكثير من الأعمال الإعلامية التي كانت تشهدها الساحة الخليجية " انقرضت "، في وقت نحن أحوج ما نكون إليها .
نحن اليوم بحاجة إلى إعلام خليجي مسؤول، وهذا لن يتأتى إلا عبر تعاون حقيقي يتجاوز نقاط الاختلاف في وجهات النظر البسيطة التي قد تظهر بين فترة وأخرى، لنضع المصلحة العليا لهذا الكيان الخليجي وأبنائه، فنحن جميعا مستهدفون، أكررها، لا بد أن نعي هذا الأمر جيدا، ولا بد للإعلام والقائمين عليه، والمسؤولين عن قطاعات الإعلام في دول الخليج، من إعادة تقييم مسيرة العمل الإعلامي الخليجي، والنظر إلى المستقبل برؤية مختلفة، ترتقي إلى حجم التحديات التي نواجهها .
الحروب اليوم ليست بالطائرات والمدافع والصواريخ، اليوم نحن نعيش حروبا إعلامية، تشن علينا، عبر حملات ممنهجة، هدفها ضرب الوحدة الخليجية، وتفتيت هذا الكيان، والانفراد بكل دولة، وهو ما نشاهده عبر حملات إقليمية ودولية نتعرض لها جميعا أو فرادى، وهو ما يوجب علينا أن نواجه هذه التحديات بعمل إعلامي جاد، بعيدا عن حالة " الاسترخاء " التي نعيشها .
إذا لم يدافع الإعلامي القطري عن الشقيقة السعودية، وإذا لم يدافع الإعلامي السعودي عن الشقيقة الكويت، وإذا لم يدافع الإعلامي العماني عن قطر، وإذا لم يدافع الإعلامي الإماراتي عن البحريني .. وهكذا، فمن سيدافع عن قضايانا، هل نتوقع من الإعلام المحرض والمغرض أن يدافع عنا في وجه الحملات الشرسة التي نتعرض لها على أكثر من صعيد ؟ .
إننا نعيش مرحلة دقيقة في مسيرة هذه المنظومة الخليجية، ومرحلة صعبة تعيشها المنطقة، يفترض علينا الترفع عن كل الصغائر، والأمور الثانوية، من أجل التصدي لما هو أكبر، التصدي للمخاطر التي تواجهنا جميعا، تواجه هذا الكيان الخليجي، الذي يراد له الهدم والتفكيك، ولن ترحمنا الأجيال القادمة إذا ما قصرنا في القيام بالأدوار المطلوبة منا، والمسؤوليات التي يجب أن نتحملها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا .
إعلامنا الخليجي مطالب بتحمل مسؤولياته من أجل تدعيم مسيرة مجلس التعاون، والدفع بتكامل أكبر وأعمق، وتعزيز الترابط القائم أصلا عبر التداخل الأسري بين جميع دولنا الخليجية، فنحن جميعنا أسرة واحدة، وما يهدد دولة ما فهو يهدد الجميع، وما تتعرض له دولة ما من هجوم سوف ينتقل إلى دولة أخرى، إذا لم نتصدَّ له جميعنا يدا واحدة، وصفا واحدا، وكلمة واحدة .
كلمة أخيرة ..
أقول لإخواننا أبناء مجلس التعاون، وزراء ومسؤولين وإعلاميين، الذين يتواجدون بالدوحة .. أنتم بين أهلكم وفي بلدكم .. فمرحبا بكم .. نزلتم أهلا .. وحللتم سهلا .. أنتم أصحاب الدار ونحن الضيوف عندكم ..
لغة (السونكي) الدامية
رفع جثة الطفل الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات بطرف (السونكي)، وهي تشبه الحربة الحادة المعلقة في رأس... اقرأ المزيد
96
| 05 نوفمبر 2025
«ولكنني لست من هنا»
كم مرة جلست بين مجموعة، ومر بك ذاك الشعور بأن كل ما حولك غريب لا تنتمي له؟ كم... اقرأ المزيد
69
| 05 نوفمبر 2025
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف تلك الجغرافيا فحسب، بل تمتد لتأكل الكيان العربي وضميره الخامل،... اقرأ المزيد
45
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2550
| 30 أكتوبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
2220
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2061
| 03 نوفمبر 2025