رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد أن صنفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن في المستوى الثالث من الأزمة، وهي الفئة الأكثر حدة، نتيجة استمرار القتال وتفشي الأوبئة والأمراض التي فاقمت معاناة السكان في عدد من مدن البلاد يواصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مشاوراته المباشرة وغير المباشرة في الرياض والكويت ومسقط وأخيرا في صنعاء لإقناع الأطراف المتنازعة وعلى رأسهم الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لبحث آلية تنفيذ القرار الدولي 2216 القاضي بانسحاب المليشيات من المدن التي احتلوها وسبل إقرار هدنة إنسانية وآليات عمل منظمات الإغاثة، بحيث تستمر الهدنة إلى ما بعد عيد الفطر لضمان دخول المواد الإغاثية والإنسانية للمتضررين، خاصة سكان مدينة عدن وتعز والضالع. لكن هل سينجح ولد الشيخ في مساعيه؟ وما هو الهدف من هذه الهدنة التي يراد التوصل إليها؟ وما هي الترتيبات والآليات التي سيُتفق عليها لضمان استمراريتها؟ هل ستكون الهدنة كسابقتها فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة الانتشار والتموضع في مناطق جديدة لفرض المزيد من السيطرة على الأرض؟ أم أن هناك قناعة لدى جميع الأطراف بأنها فعلا حاجة إنسانية ملحة؟.
يصرح الحوثيون والمقربون من حركتهم التي سموها "أنصار الله" بأنهم سيتعاملون بإيجابية مع أي دعوات لتخفيف الألم وتؤدي إلى رفع الحظر الجوي والبري والبحري بما يكفل دخول كل الاحتياجات من دون قيود، ولكن لابد من تحقيق شروطهم التي من بينها تشكيل حكومة شراكة وطنية من كافة الأحزاب والمكونات السياسية وتجاهل وجود رئيس وحكومة شرعية مقرها الرياض، ويقولون إنهم سيوافقون على تثبيت هدنة إنسانية على أن تلتزم بتنفيذها السعودية وتشرف عليها الأمم المتحدة، لكنهم وفي مقابل كل ذلك يؤكدون أن الهدنة وأي حل شامل لا يمنع من التصدي لعناصر القاعدة لشل قدرتهم على السيطرة والانتشار، فالمقاومة الشعبية التي تقاتل الآن في عدن وتعز والضالع ومأرب أغلبهم من القاعدة والدواعش حسب رأي زعيم الحركة عبد الملك الحوثي.
أما الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح وأعضاء حكومته فيبدو أن هناك خلافا بدأ يلقي بظلاله على عدد من القضايا، أبرزها أموال الدعم اللوجستي للمقاومة والجيش الموالي للشرعية واتسعت دوائر التنازع إلى قيادات حزبية وعسكرية وشخصيات اجتماعية وقبلية كلها تقيم في الرياض وذلك ربما تكون له انعكاسات خطيرة على الأزمة وتداعياتها وعلى المقاومة الشعبية وبعض وحدات الجيش الموالية للشرعية، قد تجعل المسيطرين على الأرض في وضع أكثر أريحية ليصبحوا الطرف الوحيد القادر على أخذ زمام المبادرة باتجاه إنهاء الحرب لصالحهم أو إطالة أمدها، وهذا ربما يؤدي إلى تغيير مواقف بعض الأطراف الدولية المؤيدة للشرعية، ذلك أنها لا تفضل من منطلق المكاسب السياسية والاقتصادية وضع كل البيض في سلة واحدة، فالمصلحة دائمة والخصوم والأصدقاء متغيرون وهذا ما أدركته مبكرا إدارة أوباما بفتح أبواب خلفية ونوافذ أمامية للحوثيين.
وبمعزل عن الخلافات والصراع الخفي في أوساط القوى التي تلتف حول هادي في الرياض لا تبدو المقاومة الشعبية معنية بكل المساعي الأممية والدولية، إذ إنها ترى في الهدنة الإنسانية المقترحة مجرد لعبة جديدة اقترحتها إيران وتبنتها الإدارة الأمريكية وتبذل الأمم المتحدة جهدا لإقرارها وإنجاحها، لأن في ذلك انتشالا لسمعتها بعد الكم الهائل من الإخفاقات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى منح الحوثيين وحلفائهم فرصة لأخذ قسط من الراحة والتفرغ للنظر في أسباب الخلاف الذي ربما يتطور إلى مواجهات مسلحة في حال استمر الحوثيون في تنفيذ خطة تعيين أنصارهم في أهم المناصب الحكومية وإقصاء شخصيات محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع صالح.
وهنا ترى المقاومة الشعبية رغم عدم قدرتها حتى الآن على تحقيق تقدم إستراتيجي أن النصر أصبح وشيكا بفضل تراجع الروح المعنوية للطرف الآخر، والأخبار المتواترة بشأن الاستعدادات الكبيرة للكتائب التي تدربت داخل الأراضي السعودية والتي ستنضم للقتال قريبا، الأمر الذي ربما يحدث تحولا في معادلة الصراع، وهذا ما لا تريد المقاومة الشعبية التفريط به، خصوصا بعد الدمار الكبير والتضحيات الجسيمة التي لا يمكن أن تذهب أدراج الرياح باتفاق سياسي يعيد الجميع إلى النقطة صفر التي تتجاوز بكثير أوضاع ما قبل إقرار نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
قوات التحالف التي تقودها السعودية لا تريد أن تدخل في اتفاقات مع الحوثيين وحلفائهم بشأن طبيعة أي تحركات عسكرية وميدانية، سواء في المدن اليمنية أو على الحدود، ولذلك فإنها ربما تتجه إلى إعلان هدنة إنسانية من طرف واحد لفترة قصيرة تختبر من ورائها الرغبة في السلام والانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 لأن لديها قناعة بأن من يسيطرون على صنعاء لا يغردون بعيدا عن توجيهات إيران وهذا يكرس القناعة لدى أي مراقب للشأن اليمني أن أي حل سياسي لن يأتي إلا بتوافق إرادتي الرياض وطهران أولا، ورغبة حقيقية للتعايش والوئام بين أطراف الاقتتال مهما تعددت الخلفيات المناطقية والأيديولوجية والقبلية والمذهبية ثانيا، وبدون ذلك فلن تكون أي هدنة سوى موعد لمزيد من التحشيد والتجنيد وإعادة الانتشار لمضاعفة أعداد الضحايا والنازحين واتساع رقعة الدمار.
29 عاماً من الصدارة
احتفلت شبكة قنوات الجزيرة والتي تُبث من قطر في الأول من نوفمبر الجاري بمرور ذكرى 29 سنة على... اقرأ المزيد
54
| 03 نوفمبر 2025
التبصير الطبي.. ميثاق ثقة لا ورقة موقعة
عندما يُجري المريض جراحة طبية، يُثار التساؤل حول من يقع عليه الالتزام بتبصير المريض: هل يلتزم بذلك الطبيب... اقرأ المزيد
75
| 03 نوفمبر 2025
معنى أن تكون شاعراً!
كل شاعر، مهما بدا هادئًا أو مطمئنًا في موقعه، يحمل في داخله جناحين قلقين، لا يطيقان البقاء طويلًا... اقرأ المزيد
78
| 03 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6696
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2763
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2442
| 30 أكتوبر 2025