رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

186

ابتسام آل سعد

الدب الروسي وقضايانا المعلقـة

09 نوفمبر 2025 , 06:38ص

ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية ومنذ أن وجه بوتين بوصلة غضبه نحو زيلنسكي الذي يقاوم حتى الآن بين كر وفر من أمام الدب الروسي ولكن - ويبدو أن الجميع بات يعرف قيمة لكن الاستدراكية في مقالاتي – ماذا عن سنوات قضايانا العربية التي لا تزال تطوي عاما وتستقبل آخر ولا يوجد من يحصي هذه الأعوام المنصرمة من روزنامة الأزمات التي تعيشها، فإن كان قد مرت سنة من حرب روسيا على أوكرانيا فإن أكثر من 73 سنة قد مرت على احتلال إسرائيل لبلادنا العربية فلسطين القضية الأولى للعرب والمسلمين، وعدوان دام على غزة قضى فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، و15 سنة على أزمة سوريا والحرب المشتعلة داخلها والتي بدأت لتوها في الإخماد منذ تولي أحمد الشرع رئيسا لها وإسقاط حكم الأسد، و13 عاما على قضية اليمن التي تراوح مكانها بعد فشل فوضى عام 2011، و13 سنة على الحرب في ليبيا، وسنوات طويلة تمر اليوم على السودان الواقع تحت حرب داخلية مريرة وظروف أقسى على قضايا كالعدوان الإسرائيلي الذي لم ينته على لبنان، وظروف متزعزعة في العراق والصومال والصحراء الغربية وغيرها من قضايانا المعلقة التي لا تزال تنتظر من يعدد سنوات عمرها، ودائما كان رأيي أنه لو خصصت القنوات العربية الإخبارية والإعلام العربي بالعموم جزءا من نشراتها اليومية لعرض مثل هذه القضايا العربية يوميا كما تحرص على عرض جوانب الحرب الروسية الأوكرانية لكانت ربما حظيت باهتمام إعلامي وعربي من قبل الحكومات التي لا تزال عاجزة حتى هذه اللحظة من حل هذه الأزمات الممتدة، والتي كلما زادت عاما ابتعدت عن أي حل ممكن مسافة عشرات السنين. ولذا لا تخبرونا عن طفولة الحرب الروسية على أوكرانيا إن كان مثلنا يرى قضايانا العربية قد شابت وهرمت وخصوصا حينما أرى الألم متمثلا على ملامح مسؤولين لدول كبرى، وهم يصفون صعوبة الحرب في أوكرانيا ولم أجدهم يرون الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين اعتداء سافرا على شعب أعزل يملك حق المقاومة ومع هذا يصف هذا (عنفا)، أو حينما يرى التهجير الذي سببته حرب روسيا على الأوكرانيين ظلما، بينما مئات الآلاف من أماكن إيواء ملايين اللاجئين للفلسطينيين والسوريين تنتشر بعشوائية على الحدود العربية العربية أو السورية التركية لا محل لها من إعراب الأمم المتحدة التي تركت مهمة مساعدة هؤلاء لليونيسيف والمنظمات الإنسانية الدولية وغير الدولية، وكأن الظلم هناك والعدل هنا والحرب هناك والعنف هنا واللا إنسانية هناك والإنسانية الصعبة هنا، فكيف لي أن أتعاطف مع من هناك وهنا يتشتت التعاطف ما بين سوريا وفلسطين واليمن وليبيا والصومال والعراق ولبنان و.. و..؟!.

الحرب واحدة في شكلها المبتعد كل البعد عن أي إنسانية عادلة ومن يتشتت هناك في أوكرانيا ليس كمن يتشتت من دولنا العربية المنكوبة، فدول أوروبا قد فتحت حدودها ومنازلها ومنظماتها ومدارسها ومستشفياتها لهؤلاء الذي أُجبروا على الهرب من بلادهم واستقبلتهم خير استقبال، بينما كيف هو مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا تحت مقصلة اللاعودة التي تصر إسرائيل على نصبها أمامهم بكل جبروت لم يلق من يكسره؟ كيف هو مصير اللاجئين السوريين الذين لم يختلف حالهم عن حال أشقائهم الفلسطينيين في وقت ما؟ فأنا أتكلم من أرض واقع لا من لوحة بإطار مذهب مرسومة بإتقان وتخفي كل العيوب الظاهرة بها فإن كان التعاطف 50% لـ (هناك) فإن التعاطف 100% لـ (هنا) أفليس الأقربون أولى بكل شيء مهما كان شكله ونوعه وأفضليته؟ وإن كنا جميعا نتفق على نبذ الحروب وكرهها وتشتيت الشعوب وإجبارهم قسرا على ترك بيوتهم وأحيائهم وأوطانهم بداعي الحرب، ولكننا نطلب العدالة من هذا العالم فإن بنا جروحا عربية لم تلتئم بعد بل زادت وتعمقت بفضل التهميش الذي تلقاه وبفضل من يحصي سنواتهم ولا يشعر بعدد السنوات لنا للأسف!.

مساحة إعلانية