رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

3

د. بثينة محمد الجناحي

الأبعاد العميقة.. بواقعية!

09 ديسمبر 2025 , 05:00ص

من أصعب ما نواجه هذه الأيام الاعتراف بالإشكاليات، حيث ندرك الصعوبات ونتجاهل الحلول لها. ونستيقن الأوضاع غير المرغوبة ولربما نتخاذل عن بناء خطط بديلة لها. نظل نشاهد التغييرات ونظل مكتوفي الأيادي لربما من أجل طرح الحلول أو محاولة تقديم ما يمكن أن يحافظ على المبادئ ضد التيارات. بالمجمل، كل ما سبق يعتبر إشكاليات، تقاس إما بالأبحاث، أو بالاستطلاع، ومن خلال أبسط الحلول حتى، عندما يكون الحل من وجهات نظر مجتمع يضع جهوده في مجلس يتناقش فيه عن تغييرات وأحوال تطرأ على مجتمع.

ما سبق ذكره أعتبره قياساً للأبعاد ومدى القدرة على التأثير لطرح التغييرات، كيف يمكن أن نكون جزءا من التغيير عندما تتاح لنا الفرصة ومن المنظور الاجتماعي. وكيف يمكن أن نكون جزءاً فاعلا من نفس التغيير إن كانت حلولنا تتطاير في الهواء كصوت بلا فعل، وكطرح بدون مسار واضح!

ولنستغل هذه الفرصة لنركز بشكل واضح عن بعض من الإشكاليات ولو بشكلها البسيط التي نواجهها على الصعيد الاجتماعي والثقافي بشكل مستمر والتي تختص في مسألة ضعف القراءة والكتابة على سبيل المثال، ومسألة اختزال المعاني في حدود التعريف من دون الخروج عن المألوف والانطلاق بالتعريف من منظور متجدد وأوسع. وأود أن أشدد على مسألة محدودية الفهم والمخزون المعرفي للتعاريف في هذه الحال، والذي لطالما كانت سبباً في ثبات من ضمن محيط فكري ضيق. فلنأخذ على سبيل المثال مفهوم الثقافة، أتعجب من أن المفهوم لا يزال عند أفراد فاعلين من المجتمع محدودا من حيث وضع إطار مغلق حول التعريف وصعوبة الخروج منه وكسر الأنماط التقليدية فيه. فكلما كان لدينا مخزون فكري ثابت، وقادر في نفس الوقت أن يتجدد ويواكب طبيعة الزمان والمكان، نستيقن في الأخير بأن المسألة في عملية الفهم ستكون أكثر انسيابية وأكثر تطلعاً لمواكبة المستقبل باحتياج الفئات المستهدفة والمرجوة.

عكس الموضوع تماما عندما نتحدث عن الثبات في المبادئ، ولكن يصعب عليه التشعب في الطرح بشكل واسع. هنا ندرك مسألة جدا مهمة، وهي الإدراك. إدراك مسألة التأخير في تطوير مشروع معين مقارنة في مشاريع أخرى، الإدراك بأن هناك نقص مواهب وخلل في استكمال الآخر، والإدراك أيضا بأن الزمن متقدم ومتغير فلا محالة أن يتقبل زمان اليوم جمود الأمس من دون أن يتبنى ما يناسب ظروف اليوم. والإدراك بأن المحاولات تنتج عنها فرص أفضل، وليس الاستمرار في المحاولات التي تنادي للتحسين والتطوير إلى أجل غير محدد معالمه.

عندما نتكلم عن المفاهيم المعقدة والتي لا تكون واضحة المعالم من حيث الفهم المباشر، نستدرك أن مسألة الفهم العميق وانعكاسه على غرز مفاهيم متجددة يعتبر تحديا بحد ذاته، ولكنه يساهم في كسر القواعد وتبني قواعد جماهيرية وتفاعلية جديدة ولربما متعطشة لانطلاقات التغيير المرجوة. هي تلك المفاتيح في النهاية التي تحتاج إلى الفهم العميق.. بحسب واقعية المشهد.

مساحة إعلانية