رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد علي الهرفي

د. محمد علي الهرفي

مساحة إعلانية

مقالات

1341

د. محمد علي الهرفي

عندما ترهب الدولة مواطنيها!

11 فبراير 2014 , 01:24ص

كان الفضل لانتشار كلمة (الإرهاب) بمفهومها السيئ لسيئ الذكر (بوش الابن) وقد أراد بذلك المفهوم الذي فصله حسب مصلحته احتلال بعض بلاد المسلمين تحت غطاء الإرهاب، وقد تحقق له ذلك عندما احتل أفغانستان والعراق وسط صمت وتواطؤ عالمي معيب.

وقد وضع (بوش) قاعدة غريبة لمفهوم الإرهاب - طبقتها دول عديدة فيما بعد - وهي: (من لم يكن معنا فهو ضدنا)، وهو بهذا لم يترك مجالا لمن يريد أن ينأى بنفسه بعيدا عن الشبهات فقد أصبح هذا النوع من الناس - بحسب قاعدته - متهما بالإرهاب حتى وإن كان أبعد الناس عنه.

يؤكد التاريخ أن الدول الكبيرة القوية هي التي تمارس الإرهاب غالبا، وهي أيضا التي تدفع إليه في كثير من الأحيان، فأمريكا - مثلا - قتلت حوالي مليوني فيتنامي، وجرحت حوالي ثلاثة ملايين منهم كما شردت حوالي اثني عشر مليونا، وكان هذا في عهد الرئيس ليندون جونسون عام 1961م، وفي عام 2003 م احتلت العراق واستخدمت الأسلحة المحرمة في تلك الحرب التي مات فيها قرابة المليون عدى ملايين الجرحى والمشردين، وما زال المالكي الذي جاءوا به يقوم بالدور نفسه!! وأمريكا - أيضا - تقف إلى جانب الصهاينة الذين احتلوا أرضا لا علاقة لهم بها وقتلوا مئات الآلاف من أبنائها كما شردوا منهم الملايين!! كل ذلك وغيره ومع هذا لا أحد يتحدث عن هذا النوع من الإرهاب الذي تمارسه أمريكا لأنها دولة قوية يخافها الآخرون.

روسيا هي الأخرى ومنذ نشأتها مارست إرهابيا فظيعا ؛ شمل قتل الملايين وتهجير أمثالهم ومحاربة أصحاب المعتقدات الدينية خاصة المسلمين!! وما زالت إلى اليوم تمارس أنواعا من الإرهاب وما وقوفها إلى جانب طاغية الشام عنا ببعيد!!

إرهاب الدول لا يكاد يتحدث عنه أحد بمفهوم الإرهاب مع أنه منتشر ويعاني منه الكثيرون، فمفهوم (الإرهاب) هو: إخافة الناس وحملهم على الطاعة والخنوع في كل الأحوال ويتم ذلك بطرق متعددة وبوسائل كثيرة ؛ فالدولة عندما تحرم المواطنين من حقوقهم المشروعة فهي بهذا تمارس إرهابا ضدهم وليس من حقها فعل ذلك!! ومن أمثلة هذا النوع: عدم توظيفهم لأسباب سياسية أو مذهبية أو مناطقية، أو محاولة إفقارهم المستمر بدعوى أن الفقر يجعلهم خانعين إلى الأبد لكل ما يطلب منهم، وقيل إن بعضهم يستشهد لهذا الفعل بمقولة: (جوع كلبك يتبعك!!) ولعلهم لم يسمعوا أن الكلب قد يأكل صاحبه إذا لم يجد ما يأكله!! وهؤلاء لم يكتفوا بجعل شعوبهم كلابا وإنما أرادوها كلابا جائعة دائما!!

وقد زادت بعض الدول في صور الإرهاب حيث سحبت هوية من تعتبرهم خصوما لها!! مع أن هذا الفعل لا تنطبق عليه أي قوانين دولية أو إنسانية أو عقلية!! فالذي تسحب جنسيته يصبح مثل الطير المحبوس إن لم يكن أسوأ، فلا هو من أهل الدار ولا هو من غيرهم ؛ وقد يمتد الأذى لكل أفراد أسرته ؛ فيفصل أبناؤه من مدارسهم أو أعمالهم لأن أباهم لا هوية له، وهذا يشيع الخوف والإرهاب في الأسرة وكل من يمت إليها بصلة. ومثل هذا النوع ما يتردد في بعض الدول من أنها ستدرس مسألة سحب الشهادات العلمية من المواطنين الذين لا يباركون كل ما تقوم به من أفعال حتى لو كانت تلك الأفعال أعوج من ذنب الضب!! ومرة أخرى: هل من حق أي دولة أن تسحب أو تبطل حقا حصل عليه الإنسان بجهده وعمله؟ إن الهوية (الجنسية) والشهادات العلمية ليست منة من الدول على مواطنيها بل هي حق اكتسبوه لا يجوز منازعتهم فيه مهما كانت الأسباب، والدول المحترمة يجب أن تحيل من تعتقد أنهم ارتكبوا أخطاء بحق بلدهم إلى محاكم عادلة وهذه المحاكم هي التي تقرر نوعية العقوبات إذا رأت أن الفعل الذي ارتكبه الشخص جريمة موجبة للعقوبة إما أن يتخذ الحاكم أو سواه قرارا من عنده فهذا إرهاب دولة مهما كانت التبريرات.

لاشك أن هناك أفرادا يمارسون العنف والإرهاب وهم بذلك يخلون بالأمن ويرهبون المواطنين وقد رأينا أمثال هؤلاء في عدد من الدول العربية ومن واجبنا الإنكار عليهم وعدم التستر على أفعالهم والوقوف إلى جانب الدولة ضدهم، فالإرهاب مرفوض من الجميع مهما كانت درجاته صغيرا كان أم كبيرا، فالتحرش إرهاب لأنه يخيف الأبناء والأسر، والقتل والحرق والتفجير كل ذلك إرهاب مرفوض يجب التصدي له لأنه ينشر الفوضى والفزع بين المواطنين ولا يحقق لهم الأمن والاستقرار، وبطبيعة الحال فإن الدولة مسؤولة عن التصدي لفاعليه ولكن عليها أن تكون عادلة فيما تقول وفيما تفعل.

مصطلح (الإرهاب) استغلته بعض الدول لتحقيق مصالحها السياسية بعيدا عن الحقيقة ؛ فالمواطن الذي لا يقف مع الدولة في شرورها يوصم بالإرهاب - لأن هذه الصفة تجعل الدولة في حل مما تفعله من المظالم -، والأحزاب أو الجماعات التي تتصدى لإرهاب الدولة توصف هي الأخرى بالإرهاب ولذات السبب، وقد فات على هؤلاء أن الوعي المنتشر عند الناس أفسد عليهم كل تلك الألاعيب فما عاد المواطن العربي يصدق كل ما تقوله الدول، وما عاد الإعلام الرسمي يؤثر في ثقافة الناس وتوجهاتهم الفكرية.

من مصلحة الدول ألا تمارس الإرهاب مع مواطنيها مهما كانت درجته، ومن مصلحتها أيضا ألا تدفعهم لممارسته، كما أن من مصلحة المواطنين الابتعاد عن مواطن العنف والإرهاب، ولو تحقق ذلك لعاش الجميع في أمن وسلام، ولكن هل يتحقق ومتى؟!

اقرأ المزيد

alsharq عينُ المحتل الثالثة

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. هذه الآية الكريمة كانت أول ما قفز... اقرأ المزيد

156

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى واقع ملموس 1 - 2

العنوان كان شعار “منتدى الدوحة“ الأخير في دورته 23، وأحيي نباهة الاخوة المسؤولين في دولة قطر وحكمتهم في... اقرأ المزيد

171

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ومرت سنة على سـوريا

سنة منذ أن خُلع بشار الأسد، وسنة منذ أن تنفس السوريون الحياة، وسنة منذ أن ظهر للعالم بأن... اقرأ المزيد

96

| 10 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية