رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز عبد الهادي الاحبابي

ماجستير الأديان وحوار الحضارات

مساحة إعلانية

مقالات

474

عبد العزيز عبد الهادي الاحبابي

الصلاة في حياتنا بين التهاون والالتزام

11 مارس 2025 , 02:00ص

تظل الصلاة أعظم شعيرة في الإسلام، فهي صلة بين العبد وربه، وميزان الإيمان، وعنوان التقوى. وقد أمر الله تعالى بالمحافظة عليها في قوله: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (البقرة: 238)، ليؤكد أن العناية بالصلاة ليست خيارًا، بل ضرورة، وأن التفريط فيها إخلال بعهد العبودية.

لماذا أمرنا الله بالمحافظة على الصلاة؟

فالصلاة ليست مجرد طقوس أو حركات، إنها روح الإيمان وأساس الاستقامة، ومفتاح الخير في الدينا والآخرة. جاء الأمر الإلهي بالحفاظ عليها لأن النفس البشرية معرضة للغفلة والانشغال بهموم الحياة، فتأتي الصلاة لتعيد التوازن، وتزرع الطمأنينة، وتجدد العهد مع الله خمس مرات يوميًا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" (الترمذي)، وهذا يدل على أن الصلاة هي مفتاح الحساب، فمن حافظ عليها نجا، ومن ضيعها كانت علامة على خلل في إيمانه.

الصلاة الوسطى وأهميتها

خص الله سبحانه الصلاة الوسطى بالذكر في الآية، وهي بحسب أكثر أقوال العلماء صلاة العصر. لماذا؟ لأنها تأتي في وقت الانشغال بالحياة، حيث الإنسان في قمة أعماله أو استرخائه بعد يوم طويل. ولذا، كان الحفاظ عليها تحديًا، فجاء النص القرآني ليؤكد ضرورة العناية بها، وعدم الانشغال عنها بأي أمر دنيوي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من فاتته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله" (البخاري)، أي كأنه فقد كل شيء، وهذا يدل على خطورة التهاون فيها.

القنوت في الصلاة والخشوع فيها

يأمرنا الله تعالى في نهاية الآية بقوله: ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾، وهو توجيه رباني للخشوع والخضوع في الصلاة، فلا تؤدَّى كعادة، بل يجب أن تكون مليئة بالتدبر والخشية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها" (أبو داود)، وهذا يبين أن الثواب يرتبط بمقدار الخشوع والانتباه.

رغم هذا التأكيد الإلهي، نجد أن كثيرًا من المسلمين يتهاونون بالصلاة، فيتركونها أو يؤدونها على عجلة دون خشوع. ويزداد الأمر خطورة حين يصبح التهاون بها عادة اجتماعية مقبولة، فنجد أماكن العمل والمدارس لا تعطيها الاهتمام الكافي، والأنشطة الحياتية تأخذ الأولوية على حسابها. لكن في المقابل، هناك نماذج مشرقة من المسلمين الذين جعلوا الصلاة محور حياتهم، فلا يشغلهم عنها عمل ولا سفر ولا متاعب. هؤلاء أدركوا أن الصلاة ليست مجرد عبادة، بل سر النجاح والتوفيق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت قرة عيني في الصلاة" (النسائي).

كيف نحافظ على الصلاة؟

الحفاظ على الصلاة لا يكون فقط بأدائها في وقتها، بل أيضا بجعلها ذات أثر في حياتنا، ومن ذلك:

تنظيم الوقت وفق أوقات الصلاة: بحيث تصبح الصلاة محور يومنا وليس مجرد إضافة إليه.

أداؤها بخشوع: والابتعاد عن العجلة والسرعة في أدائها.

أداء الصلوات في المسجد: خاصة صلاة الفجر التي تعد مقياسًا للإيمان.

تعليم الأبناء قيمة الصلاة: بالقدوة الحسنة والتذكير بأهميتها منذ الصغر.

الدعاء بالثبات على الصلاة: كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: "اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء".

وختاما فالصلاة ليست مجرد التزام ديني، بل هي الهوية الحقيقية للمؤمن، وهي المعيار الذي يفرق بين الطاعة والمعصية. جاء الأمر الإلهي بالحفاظ عليها والتأكيد على الصلاة الوسطى والقيام بين يدي الله قانتين لنستشعر عظمتها وأثرها في حياتنا. فهل نحن حقاً ممن يحافظون عليها كما أمر الله؟ أم أنها مجرد عادة نقوم بها على عجل دون روح؟

اقرأ المزيد

alsharq ترامب يستجيب لأمير قطر والقادة العرب ويعارض ضم الضفة

طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات... اقرأ المزيد

165

| 26 أكتوبر 2025

alsharq ماذا استفادت القضية الفلسطينية بعد حرب غزة؟

شهدت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها الحديث، حين اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين فصائل... اقرأ المزيد

87

| 26 أكتوبر 2025

alsharq سلامٌ على غزة وأهلها

تباشر قناة الجزيرة منذ أيام مضت أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد توقيع الاتفاق في شرم... اقرأ المزيد

117

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية