رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

891

د. محمد صالح المسفر

قمة القاهرة العربية ونصيحة تومس فردمان الشهير

11 مارس 2025 , 02:00ص

في الخامس من شهر فبراير الجاري عقدت قمة عربية استثنائية مهمة في القاهره هدفها "إعمار غزة !" وليس حماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة العدو الإسرائيلي تحت سمع وبصر العالم منذ 15 شهرا. المهم ان هذه القمة وضعت القادة العرب امام اختبار صعب عليهم اجتيازه والا كانوا من الخاسرين، ومن المؤسف ان القمة المشار اليها لم تكن في مستوى الاحداث التي تعج بوطننا العربي ولم ترتق بقراراتها ومشروعها لإعمار غزة والذي جاء في 90 صفحة الى المكان اللائق بوطن تعداده يزيد عن 350 مليونا من البشر يحتلون موقعا جغرافيا يقع في قلب العالم قادرين اذا توفرت لديهم الإرادة السياسية ان يتحكموا في طرق التجارة العالمية والتي تمر عبر اراضيهم، اذكر مضيق هرمز شرق الوطن العربي والذي يمر عبره كل 6 دقائق حاملة نفط بمعنى يمر عبر هذا المضيق 40% من النفط المنقول بحرا على مستوى العالم، وباب المندب جنوب الوطن، وقناة السويس ومضيق جبل طارق في شمال الوطن العربي وتحت اقدامهم مخزون من الثروات الطبيعية والمعادن النفيسة ومساحات زراعية لو استثمرت بأموال عربية لقضت على المجاعة في العالم الى جانب ثروة حيوانية ضخمة نموذجها السودان بدلا من استيراد اللحوم من كل فج عميق بأسعار تفوق الخيال.

(2)

القمة المشار اليها كانت ابصار المواطن العربي شاخصة واسماعه مشدودة لترى وتسمع عبر شاشات التلفزة ماذا سيقال في تلك القمة من قبل الزعماء العرب الحاضرين بعد مرور خمسة عشر شهرا تقريبا من العدوان على غزة راح ضحيتها اكثر من 80 الف شهيد تقريبا واكثر من 150 الف جريح، لقد قال قادتنا الميامين اقوالا تكتب بأحرف من نور بلاغة عربية وصياغات محبوكة وكلمات وطنية ترفع المعنويات لكنها في النهاية أقوال قوية كرعود صيف بلا مطر، انها أقوال لا تخيف عدوا ولا تشد ازر اخ او صديق في مواجهة الأعداء المتربصين بأرض فلسطين ومن عليها. كنا نحن الامة العربية نتوقع ان يصدر عن قمة قادتنا المجتمعين في القاهرة الى جانب مشروع توزيع مهام اعمار غزة على شركات المقاولات في بعض الأقطار العربية ان يصدر بيان يؤكد حماية إعادة اعمار غزة وحصانتها من إعادة التدمير من قبل دولة العدو الصهيوني، كنا نأمل ان يصدر قادتنا الميامين من القاهرة تحميل إسرائيل تكاليف ما دمرته في غزة ولا تذهب بلا عقاب يعقبة إنذارا لإسرائيل بتطبيق ما جاء في اتفاق الدوحة الموقع في يناير 2025 والمتضمن "وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في غزة وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع" دون تباطؤ والا فإن الدول العربية المطبعة مع إسرائيل ستعلن وقف التطبيع وسحب التمثيل الدبلوماسي مع دولة العدوان الإسرائيلي وحظر مرور الطيران المدني والعسكري الإسرائيلي عبر الأجواء العربية واشهار عودة المقاطعة العربية لإسرائيل بكل درجاتها. ومن المؤسف أنه لم يحدث أي مما ذكر أعلاه.

إسرائيل رفضت فورا قرارات قمة القاهرة العربية وأمعنت في التنكيل بأهل غزة قطعت عنهم وصول المساعدات الإنسانية وقطعت عنهم الكهرباء والماء بعد اعلان قرارات قمة القادة العرب ولم يحدث ردة فعل عربية بل راح البعض منهم يعيد صياغة اعلان القاهرة ليتماشى ورضا الإدارة الامريكية وربيبتها إسرائيل.

(3)

يعرف الكاتب وغيره ان صمت بعض القادة العرب عن حرب إسرائيل على غزة من بين أهدافه السماح لإسرائيل باجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس والجهاد) من غزة وفي اسرع وقت، لكن كانت المقاومة اقوى مما تخيلوا، لكن بماذا يفسر قادتنا ومفكروهم الصمت العربي عما يجري في الحرب الشرسة التي يقودها الجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنات على أهلنا في الضفة الغربية ولا وجود طاغيا لحماس في الضفة الغربية كما هو في غزة. السؤال لماذا لم تدب النخوة العربية والغيرة الإسلامية لحماية سكان الضفة الغربية وجنوب لبنان وجنوب سورية الجديدة من العدوان الإسرائيلي هل خوفا من أمريكا تفعل بهم فرادى ومجتمعين كما فعل الرئيس ترامب بالرئيس الاوكراني في اجتماعه معه في البيت الأبيض في واشنطن تحت اسماع وابصار العالم؟

(4)

قدم الصحفي الأمريكي المرموق توماس فريدمان واحد اشهر كتاب صحيفة نيويورك تايمز والعارف بخفايا السياسة الامريكية نصيحة الى القادة العرب في الثالث من شهر مارس عشية انعقاد مؤتمر القمة على شبكات محطة الجزيرة في مقابلة معه اجراها الصحفي المرموق محمد كريشان في برنامجه اليومي المشهور (مسار الاحداث) جاء فيها "(1) يجب عدم استسلام القادة العرب لسياسة ترامب (2) عدم السماح له بأن يملي عليهم رغبات دون الحصول منه على مقابل جوهري (3) وضع شروط واضحة في تعاملهم معه وفق خطة محددة (4) عدم تقديم أي تنازلات له تمس مصالحهم. وقال في نهاية مقابلته تلك يجب أن تعلموا أيها العرب ان أمريكا التي عرفها آباؤكم وأجدادكم ليست أمريكا اليوم، انا "امريكي" لم اعد اعرفها!.

آخر القول: أقول لولاة الأمر فينا، لا تستسلموا ولا تخافوا من السياسة الامريكية، نحن مواطنيكم سند وحماة لكم، أنتم أقوياء بنا نحن الشعب، وحدوا كلمتكم وأصلحوا ذات بينكم وابتغوا رضا الله بعملكم فأنتم الأعلون.

مساحة إعلانية