رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

ialsada63@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

1092

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

الشيخ جوجل وتخمة المعلومات

11 سبتمبر 2024 , 02:00ص

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المعلومة متوفرة بصفة لحظية، كل ما عليك فعله هو أن تكتب ما تبحث عنه في آلة البحث ويأتيك الشيخ ”جوجل“ بما تريد في لمح البصر، تلك الميزة وفرت الكثير من المعاناة على الباحثين وطلبت العلم، ولكن اكتناز المعلومات بهذه الطريقة أو عن طريق القراءة الحرة، ومن ثم إعادة تدويرها في الندوات والمحاضرات والحوارات النقاشية لا تعني أن الشخص مثقف، أو مفكر أو عالم، دون أن تكون له بصمته الخاصة في الطرح والتحليل والاستنباط والقياس.

من ناحية أخرى تصنف القراءة إلى صنفين، قراءة متخصصة وهي تلك المرتبطة بالبحث العلمي أو بفهم علم ما لأجل الانتفاع بذلك العلم ومباشرة تطبيقه، ومثال على ذلك أن يهتم الطبيب بقراءة الكتب والنشرات العلمية المتخصصة في مجال عمله، وكذلك يفعل المهندس والمعلم والمحاسب.. إلخ، والصنف الآخر القراءة العامة غير المرتبطة بالتخصص، فهي إما أن تكون مرتبطة باهتمامات معينة كأن يهتم المهندس بالجغرافيا السياسية مثلًا، أو أن يهتم الطبيب بأدب الرحلات.. إلخ، أو تكون قراءة عامة بلا هدف محدد بمعنى أن الشخص لديه نهم قراءة فهو يقرأ كل ما يقع تحت يديه وفي أي مجال كان، وهذا قد يعرضه للإصابة بتلبك فكري أو عسر هضم للمعلومات إذا ما صح التعبير.

وأذكر هنا في إحدى محاضرات الدكتور محمد الاحمري والتي كانت بعنوان ”القراءة“، رتب د. الأحمري القراءة حسب الأهمية، فتحدث عن ضرورة البدء بقراءة النصوص العالية أي تلك التي تكسب القارئ لغة صحيحة وبيانا وتوسع مداركه وملكاته وعلى رأسها القرآن الكريم، ثم يأتي بعد ذلك قراءة النصوص القديمة كالشعر الجاهلي وغيرها من الكتب الرصينة، ثم قراءة الكتب التخصصية أي المتعلقة بمجال العمل أو مجال الاهتمام، وأخيرًا القراءة العامة.

وأضاف قائلًا: يفترض أن تكون القراءة المتخصصة في أول النهار حيث تَوَقُّد الذهن وإمكانية الاستفادة والاستيعاب تكون أكبر، أما آخر النهار فيكون للقراءات الخفيفة كالقصص والروايات والصحف والمجلات، وفي هذا السياق ينصح الدكتور طارق سويدان أيضا بالقراءة في مجال التخصص أولًا وألا تتعدى قراءة الروايات نسبة ١٠٪ من إجمالي القراءة.

لذا عندما يكون لدى القارئ منهج واضح وهدف محدد فهو لا يقرأ أي كتاب بل يكون انتقائيًا وقاصدًا في اختياره للكتب التي يقرؤها بما يخدم أهدافه واهتماماته ومن ثم يحدث ما يسمى بتراكم المعرفة في مجال ما وليس تخمة المعلومات.

مساحة إعلانية