رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في أقل من عقدين من الزمن، يأتي مشهد سقوط النظام في سوريا، ليعيد للأذهان هذا السيناريو المأساوي المتكرر للشعوب، حيث تسقط السلطة وحاشيتها لينتهي هذا السقوط ومعه أحد الطغاة، بفوضى وحرب أهلية وصراع ميليشيات مسلحة تتمترس خلف العديد من الشعارات كالدين والعصبية والطائفية... إلخ.
والحقيقة أن التجربة التاريخية الإنسانية لسقوط الطغاة والنخب الاستبدادية في المجتمعات، تظهر لنا دوماً هذا المشهد الذي يكاد يكون نسخة متكررة لسيناريو واحد (الاستبداد، تغييب الحريات، قمع الآراء، الانهيار وبعده السقوط)، وسواء كان هذا الانهيار سريعاً في بعض المرات كتونس، أو ممتداً مع بعض التطورات المستندة على شرعية القوة كسوريا، لكن الختام يبقى زوال قيود الطغاة وممارساتهم الاستبدادية من على رقاب شعوبهم وظهور البديل. المثير أيضاً في هذا السيناريو أنه يطرح ويستحضر معه سؤالا في غاية الأهمية والوضوح وهو: لماذا لا يدرك الطغاة مصيرهم الحتمي؟ ولماذا يصرون على تجاهل أصوات شعوبهم التي تطالب بالحرية والكرامة؟
الحقيقة أنني حاولت مرات عديدة أن أضع إجابات افتراضية مختلفة لهذا التساؤل، لكن أجدني في كل مرة أصل لنتيجة واحدة أعرضها في التالي:
أولاً: أن الطغاة وحاشيتهم، في الغالب يشكلون منظومة مصالح متشابكة ومعقدة، وإن ما يعزز من بقاء هذه المنظومة واستمرار سطوتها ليس فقط قوة السلطة، بل أيضًا مدى المكتسبات التي تحوذها الحاشية المحيطة بهم. فهذه الحاضنة، وهي للأسف تشمل فئات مهمة كالمفكرين والكتاب ورجال الدين، والأدباء، وغيرهم من النخب التي تفتقر للقيم الإنسانية والأخلاقية، تلعب دورًا كبيرًا في تسويق وخلق صورة للطاغية باعتباره “رمز الوطن” و»زعيم الأمة» و»القائد الملهم».
ثانياً: يتطلب عمل هذه الطبقة غالباً في مرحلة أولى تحييد وتغييب حقوق الإنسان، وقمع حرية التعبير والرأي المخالف لها، يتبع هذه المرحلة لاحقاً مرحلة أسوأ وهي تبرير الظلم وخلق مناخ الخوف لدى المجتمع، واستحضار فزاعات لأعداء وهميين أو محتملين، وفي حالات أخرى تلجأ هذه النخب الاستبدادية لإشاعة وبث روح الخلاف، وخلق جو عدائي بين أبناء المجتمع ونسيجه الواحد، ومن ثم وبعد أن تطمئن لنجاحها في تفكيك قدرة الشعب على التصدي لطغيانها وكسر إرادته، تبدأ المرحلة الأكثر خطورة وهي الإيحاء بأن الطاغية هو وحده حاضر الأمة ومستقبلها وحامي مقدراتها وصوتها الحقيقي الوحيد.
إن التحول التاريخي المقلق والحاصل هنا - بتصوري– ليس في أن التاريخ يعيد نفسه، بل التخوف أن هذا الشكل من أشكال الطغيان وتغول نخب السلطة لم يعد خاصية فقط للدول المتخلفة أو الشمولية أو الاستبدادية والسلطات الدكتاتورية، بل تمكن هذا المشهد وهذا السيناريو أن يتسلل نحو مناطق مارست الديمقراطية ووصلت فيها لمدى بعيد.
ولعل التحدي الذي يطرح نفسه أمام الشعوب العربية اليوم ليس فقط كيف يُسقطون الطغاة ويتخلصون منهم، بل كيف يُحيدون خطر الحاشية والنخب الاستبدادية التي خلقت الطغاة والتي تبني الثقافة السلطوية وتروج للظلم، وتقمع أي تصور مجتمعي عن الحرية والحقوق، وتلاحق كل صوت معارض باعتباره تهديدًا للأمن الوطني أو “صوتًا دخيلًا”. إن هذه الحاشية اليوم لم تكتف بالمفاصل الأمنية في المجتمعات بل راحت تتسلل لتقبض على مفاصل التعليم والإعلام، ممتدة حتى للخطاب الديني الموجه للشعوب بهدف تغييب وعيه وإضعاف إرادته.
إن المشهد السوري اليوم وهذا الانهيار المتوقع للسلطة الحاكمة ولبشار وحاشيته، ربما بعث رسالة لكل شعوب العالم العربي والإسلامي رسالة سطرها الأول والأخير هو «نعم لحرية الإنسان، وأن إرادة الشعوب قصر الوقت أم طال حتماً ستنتصر».
رسالة قد يقرأ أيضاً ما بين بدايتها ونهايتها أن على الشعوب أن ترفع صوتها عاليًا ضد المُبَجِّلين للسلطات، وضد كل من يساهم في قمع إرادة الشعوب، هذه الحاشية لا تهمها إلا مصلحتها، فكم من مرة رأينا الطغاة يسقطون، يهربون، أو يُتركون وحيدين بعد أن تُثخن جراح شعوبهم؟ ومع ذلك، تظل الحاشية التي كانت تمجدهم بالأمس صامتة عند سقوطهم، وكأنها لم تكن جزءًا من المنظومة. يسأل الإنسان العربي اليوم: أين تلك الحاشية التي كانت تصف الطغاة بأنهم “رموز الأمة” وقادتها الملهمون؟ أين اختفى أولئك الذين روجوا للظلم كمموا أصوات من خالفهم الرأي أو عارضهم؟
ختامًا: أعود راضياً لقناعة أن التاريخ سيبقى شاهدًا على أن الشعوب لن تُهزم، وأن إرادتها هي المنتصرة في النهاية، لكن يبقى على كل فرد مسؤولية نشر الوعي ومواجهة منظومة الاستبداد وحاشية الطغيان، وقتها سوف تصبح الحرية واقعًا ملموسًا تحياه وتعيشه شعوب المنطقة.
قطر.. قصة وطن يتألّق في يومه الوطني
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تكون دولة قطر على موعدٍ مع ذاكرتها الوطنية، وتفتح صفحات... اقرأ المزيد
30
| 17 ديسمبر 2025
1878.. الفَيصَل
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تستعيد دولة قطر لحظة مفصلية في تاريخها الحديث؛ ففي 18... اقرأ المزيد
27
| 17 ديسمبر 2025
تعيش قطر هذه الأيام أجواءً استثنائية من الفرح والاعتزاز، حيث تتزامن احتفالات اليوم الوطني مع وجود جماهير البطولة... اقرأ المزيد
27
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025