رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أحمد هاشم بن محمد عارف الآلوسي (Ahmet Haşim)، هو أحد الشعراء المشهورين في أواخر العهد العثماني والجمهورية التركية. ولد في بغداد عام 1887 من عائلة مثقفة وعلمية من جانبي الأم والأب، وجده هو أبو الثناء الآلوسي العالم المفسر الكبير. كان والده موظفًا حكوميًا في الولايات العربية في أواخر الدولة العثمانية. تسبب انتقاله مع والديه في انقطاع مسيرته التعليمية لكنه لم يتوقف عن القراءة والكتابة. بعد وفاة والدته الحبيبة، اضطر أحمد هاشم إلى الانتقال إلى إسطنبول حيث التحق بمدرسة التنموية التجريبية ثم مدرسة غالاطة-سراي السلطانية. تجدر الإشارة هنا إلى أن مدرسة غالاطة-سراي السلطانية أسستها الدولة العثمانية كبديل للمدارس الغربية من أجل توفير تعليم عالي الجودة للأطفال المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون في جميع الأراضي العثمانية بمنهج حديث وبأسلوب محافظ.
بعد التخرج أصبح أحمد هاشم مسؤولاً في الشركة المسماة رجي إداره سي (Reji İdaresi) كانت شركة "رجي إداره سي" شركة أجنبية تأسست عام 1884 لجمع الديون العامة للسيطرة على أسواق القهوة والتبغ والملح. وفي الوقت نفسه واصل أحمد تعليمه في القانون ودرّس الأدب واللغة الفرنسية في مدرسة إزمير السلطانية. وخلال الحرب العالمية الأولى كان علمه يتطلب أن يتجول في العديد من الولايات في الأناضول. ثم قام بالتدريس في كلية الملكية التي تهدف إلى تخريج رجال دولة متعلمين جيدًا منذ العصر العثماني إلى اليوم. وقد توفي في سن 46 عامًا تاركًا اسمًا قويًا في دوائر الأدب.
عندما جاء أحمد هاشم إلى إسطنبول مع والده في سن التاسعة، لم يكن يتحدث التركية بطلاقة ولكنه تعلمها بسرعة وحتى أنه غاص في الأدب والفنون بسرعة في السنوات التالية في غالاطة-سراي السلطاني. وهناك تعلم من علماء اللغة العربية الأقوياء مثل ذهني أفندي والفارسية من عجم فيضي والأدب من توفيق فكرت والآخرين. كما درس مع جيل من الكتاب والمفكرين المستقبليين في المدرسة أيضًا. نُشرت قصيدته الأولى المسماة خيال حبي في مجلة الأدب المسماة أدبيات مجموعة-سي عام 1901. نُشرت قصائده لاحقًا في كل مجلات الشعر المعروفة تقريبًا.
هو لم يرد استخدام الأدب لأغراض سياسية أو لفرض حقيقة معينة على القارئ، بل ركز على الجوانب العاطفية واللفظية للشعر. في نظره، الشعر ليس وسيلة لإيصال الحقيقة أو سلطة قانونية. اللغة الشعرية عنده ليست للتفسير كما في النثر، بل للشعور بها. الشعر يقع بين الموسيقى والكلام، ولكنه أقرب إلى الموسيقى ويمتزج بالغموض. "تقطيع الشعر للعثور على معانيه يشبه قطع البلبل لأجل لحمه. المهم في الشعر ليس معنى الكلمات المستخدمة بل قيمتها في استخدامها داخل القصيدة". بالنسبة له، الفن ليس للفهم الشعبي بل لجمهوره الخاص.
بصفته فنانًا، كان أحمد هاشم غير مبالٍ بالمشاكل الاجتماعية، وركزت قصائده على قضايا شخصية ونفسية مثل الحزن والوحدة والموت والحب. لهذا السبب، تعرض لانتقادات بسبب تجاهله للمشاكل الاجتماعية في زمانه. لذلك، لا يرى الحاجة إلى الوضوح والأفكار المحددة في القصائد. بل ينبغي أن تستمد القصيدة معناها من القارئ، حيث يفسرها وفقًا لقدراته وخلفيته الشخصية. يحب أحمد هاشم الانسجام في تعابير ومعاني قصائده. وعلى عكس شعره، فإن نثره أكثر وضوحًا ومباشرةً، حيث تناول فيه بعض القضايا الاجتماعية.
هذا الكاتب العربي كان يجيد التركية والعربية والفارسية بطلاقة وساهم بشكل كبير في الشعر التركي، ويجب أن يكون معروفًا في العالم العربي أيضًا. أشهر قصيدة هي "الدرج" وبعض قصائده الأخرى تشمل الرغبة في نهاية اليوم" و"القرنفل" و"الشجرة" و"الغابة" و"المقدمة" و"اللمعان" و"البلبل" و"الحديقة". يعد أول كتاب شعري نُشر عام 1921، "ساعات البحيرة"، أهم أعمال أحمد هاشم. وكما هو الحال في الأدب العربي، كان يستخدم غروب الشمس والليل والظلام والحدائق في قصائده، مما يذكر بأصله العربي.
على الرغم أنه قد عارض على ترجمة قصائده، إلا أننا حاولنا ترجمة قسمًا صغيرًا من قصيدته الأكثر شهرة والتي تحمل اسم "السلالم" على هذا النحو:
ستصعد هذه السلالم رويدا، رويدا،
ستحيط بقدميك كتلة من الأوراق بلون الشمس،
وستنظر إلى السماء تبكي لفترة من الوقت...
ستتحول المياه إلى اللون الأصفر...
يشحب وجهك خطوة بخطوة،
راقب السماء الحمراء مع اقتراب المساء...
حاكموا نتنياهو.. يخلُ لكم وجه العالم!
في أحدث أعدادها نشرت مجلة «فورين أفيرز» تقريرا مطولا بعنوان «اتفاق غزة ليس أكبر من أن يفشل» وعدد... اقرأ المزيد
306
| 28 أكتوبر 2025
الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة
دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد
231
| 28 أكتوبر 2025
كم تبلغ ثروتك؟
أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد
243
| 28 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3138
| 23 أكتوبر 2025