رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يدخل العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل على قطاع غزة شهره الثاني، والذي خلف قرابة العشرة آلاف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، ومئات الآلاف من المصابين، وتدمير هائل في البنى التحتية لغزة، والتسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، قد تفضي إلى قتل الآلاف حال استمرارها.
بعد شهر من العدوان المتواصل شديد الوحشية على غزة، فإن أول سؤال بديهي يجب طرحه هو ماذا تريد إسرائيل من وراء ذلك، وهل حققت شيئا مما تريده؟ يتبدى من التصرفات الجنونية لإسرائيل على القطاع، فضلا عن التصريحات الغريبة والمتضاربة لقادة إسرائيل.
هناك حالة من التخبط في تحديد الأهداف أو لنقل الأولويات مترافقة مع حالة من الانتقام العشوائي رداً على أكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل. إذ ان إسرائيل تارة تعلن عن غزو بري شامل لم يتم حتى الآن، وتارة تعلن عن استمرار العمليات حتى يتم تحرير الرهائن، وتارة أخرى تقول ان العمليات ستستمر حتى يتم القضاء على حماس، ومن ناحية أخرى تقوم بإرسال تحذيرات ومناشدات لأهالي غزة للزحف إلى الجنوب.
وسبب هذا التخبط الإسرائيلي يرجع بالأساس إلى صعوبة تحقيق أي هدف رئيسي والتكلفة الباهظة لتحقيقه أيضا. فالغزو البري صعب للغاية وتكلفته الاقتصادية والبشرية والسياسية عالية، ومسألة ترحيل سكان القطاع إلى الجنوب، حتى يتم غزو بري امن للقضاء على حماس، أو ضرب شمال القطاع بالقنابل والأسلحة الثقيلة، يبدو خيارا مستحيلا.
ونجزم أن سيناريو ترحيل سكان القطاع إلى الجنوب هو الخيار شبه المتاح أو المتفق عليه في إسرائيل حتى الوقت الراهن رغم الصعوبة البالغة، وما من تفسير مقنع للكم الهائل من الضربات الوحشية ضد سكان القطاع إلا محاولة بائسة لترحيل سكان القطاع إلى الجنوب.
نخلص مما سبق أن إسرائيل لم تحقق أي هدف رئيسي خلال هذا الشهر من القصف الوحشي غير المسبوق على القطاع. بل على العكس من ذلك، فإسرائيل تجني يوميا خسائر فادحة في الاقتصاد تقدر بنحو مليار شيكل، والمزيد من الضغوط والعداء العالمي الرسمي والشعبي.
وإزاء ذلك أيضا فنحن أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية في غزة، قد يبدو من الصعب جدا ترجيح احدها:
الأول-استمرار العمليات أو الغارات الإسرائيلية على القطاع لكن بوتيرة أقل وحشية وبشكل انتقائي، أملا في إجبار حماس على تحرير الرهائن كهدف أول، ثم إجبارها على الخروج من غزة وتنصيب حكومة جديدة في القطاع. وقد تفكر إسرائيل هذا السيناريو خلال الأسابيع القادمة بعد تيقنها من صعوبة الغزو البري.
الثاني- استمرار العمليات الوحشية لأسابيع قليلة أملا في نزوح المزيد من أهالي غزة إلى الجنوب، ثم يعقبها غزو بري شامل يفضي إلى حرب طويلة الأمد مع حركة حماس. يمكن أن نطلق على هذا السيناريو سيناريو «الحرب المفتوحة» على مستوى الجبهات والوقت. إذ سيفضي حتما إلى تدخل أطراف خارجية في الصراع لاسيما حركات المقاومة مساندة لحماس. علاوة على أن هزيمة حماس في القطاع ليس بالأمر السهل. وعلى نحو عام، غالبا ما تنهزم الجيوش النظامية في حروبها ضد الحركات والجماعات شبه النظامية أو ما يطلق عليها حروب الشوارع والعصابات.
الثالث- وهو سيناريو صعب التحقيق لكنه ممكن، ويتمحور في عقد صفقة لتبادل الرهائن بين حماس وإسرائيل مع توافر ضمانات بهدنة طويلة الأمد. ومن الوارد أن تجبر إسرائيل على هذا السيناريو -الشديد المرارة لها- إذا ضغطت الأطراف الحليفة على إسرائيل لعقد الصفقة لاسيما الولايات المتحدة، مع تزايد نزيف الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي مع الاستمرار في العمليات العسكرية دون جدوى، علاوة على تزايد الضغوط الداخلية داخل إسرائيل.
من الواضح حتى من البداية أن خيارات إسرائيل صعبة ومحدودة، فإسرائيل أمام أكبر تحد في تاريخها ردا على أكبر هزيمة في تاريخها. فأي سيناريو من السيناريوهات السابقة حتى الثالث تكلفته باهظة جدا على إسرائيل. فإذا أجبرت على عقد صفقة مع حماس، سيعني ذلك لإسرائيل انتصار المقاومة وتشجيع باقي حركات المقاومة في المنطقة على ضرب إسرائيل. فضلا عن ضعف المصداقية الداخلية في مشروع دولة إسرائيل ذاتها، فالمجتمع الإسرائيلي مجتمع مهاجرين وجله يحمل جنسيات أخرى، ويعيش في إسرائيل بشكل شبه مؤقت استنادا على أمرين الأمن والرفاهية.
وعلى هذا الأساس، نميل نسبيا إلى ترجيح السيناريو الثاني. إذ بعد طوفان الأقصى يرى قادة إسرائيل أن إسرائيل في حالة صراع للبقاء على كافة المستويات، ويدعمها القوى العظمى في العالم الولايات المتحدة وعدد من القوى الدولية الكبرى كإنجلترا وفرنسا.
هل يدخل العالم عامي 2026 و2027 في «سنين عجاف» سياسيًا؟
لم تعد الأسئلة الكبرى في عالم اليوم تدور حول متى تنتهي الأزمات، بل حول كيف ستُدار. فالعالم، وهو... اقرأ المزيد
126
| 30 ديسمبر 2025
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
198
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
153
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2013
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1629
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025