رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

315

فاطمة بنت يوسف الغزال

اللغة العربية.. هويةٌ وثقافةٌ وحضارة

12 نوفمبر 2025 , 03:26ص

تُعدّ اللغة العربية من أعرق اللغات في العالم، وأغناها مفرداتٍ وتعبيراتٍ ومعاني، فهي لغة القرآن الكريم، ومفتاح الفهم الصحيح لآياته وأحكامه، ومصدر الفخر والانتماء لكل عربي ومسلم، وقد أسهمت اللغة العربية عبر العصور في نقل العلوم والمعارف، وكانت لغة الحضارة والعلم في العصور الذهبية، إذ ازدهرت بها الفلسفة والطب والفلك والآداب.

ان مسؤولية النهوض باللغة العربية مسؤولية جماعية تتقاسمها الدول العربية حكوماتٍ ومؤسساتٍ وأفراداً، فالعربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي هوية الأمة ووعاء فكرها وثقافتها وحضارتها. وعلى الدول العربية أن تعمل بجدية على دعم اللغة العربية في مجالات التعليم، والإعلام، والبحث العلمي، والتقنيات الحديثة، لتكون لغة الابتكار والمعرفة لا لغة الماضي فقط، كما ينبغي تعزيز مكانتها في المحافل الدولية، وتشجيع استخدامِها في المؤتمرات والهيئات العالمية، وإطلاق المبادرات التي تربط الشباب بها في الفضاء الرقمي، قد اعترفت الأمم المتحدة باللغة العربية كلغةٍ رسميةٍ عالمية في عام 1973م، لتصبح بذلك إحدى اللغات الست الرسمية المعتمدة في المنظمة، وهي اليوم تُعد اللغة الثالثة الأكثر استخدامًا في العالم من حيث عدد المتحدثين وانتشارها الواسع.

إن استثمار هذا الاعتراف الأممي مسؤولية تاريخية، وعلى الدول العربية أن تواصل دعم السياسات التي تجعل العربية اللغة الأولى المرغوبة عالميًا، لغة العلم والثقافة والإبداع.

أولت دولة قطر اهتماماً كبيراً باللغة العربية، إدراكاً منها لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية وترسيخ القيم الثقافية والدينية.

وفي هذا الإطار، حرصت القيادة القطرية على دعم كل المبادرات التي تعزز من مكانة العربية في المجتمع، سواء في التعليم أو الإعلام أو الخطاب العام، لتبقى العربية لغةً حيةً نابضةً بالحياة، حاضرةً في كل تفاصيل المشهد الثقافي والتربوي.

تُعد دولة قطر من الدول القليلة التي أصدرت قانونًا خاصًا لحماية اللغة العربية، وهو القانون الذي ألزم المؤسسات الحكومية والخاصة باستخدام اللغة العربية في جميع تعاملاتها ومراسلاتها الرسمية، ويُجسّد هذا القانون رؤية قطر في صون اللغة الأم من التراجع أمام اللغات الأجنبية، وضمان حضورها القوي في مجالات العمل والتعليم والإدارة والإعلام.

انطلاقاً من روح القانون، وجّهت الجهات المعنية في الدولة تعاميم واضحة إلى الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة بضرورة التقيد باستخدام اللغة العربية في المخاطبات الرسمية، وفي اللوحات الإعلانية والمراسلات والتقارير، ويأتي ذلك في إطار تعزيز الانتماء الوطني، وتأكيد أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي رمز للسيادة الثقافية والوطنية.

إن الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، تبدأ من الأسرة والمدرسة، وتمتد إلى وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية، ولذلك، تُشجّع دولة قطر على مبادرات تعليمية وإعلامية وثقافية تُعنى بتبسيط اللغة العربية للأجيال الجديدة، وتربطهم بجمالياتها وثرائها.

*كسرة أخيرة*

تبقى اللغة العربية عنوانًا لهوية دولة قطر، وجسرًا يربط حاضرها بماضيها المجيد، وأداةً لبناء مستقبلٍ أكثر وعيًا بثقافته وأصالته، إن تكريم العربية عبر التشريعات والممارسات ليس مجرد التزام قانوني، بل هو واجب وطني وديني يعكس احترام دولة قطر للغتها، واعتزازها بانتمائها الحضاري والإسلامي.

 

مساحة إعلانية