رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم إبراهيم فخرو

مساحة إعلانية

مقالات

834

جاسم إبراهيم فخرو

الناس بين فكي التشخيص والعلاج

13 مارس 2025 , 03:00ص

من خلال مقال هذا الأسبوع أريد التحدث عن مستوى التشخيص الطبي في القطاع الصحي في قطر، لأهمية الموضوع، ففي كل مرة أجلس أو أقابل شخصا غالبا أجد لديه قصة مع هذا الموضوع، متعلقة به أو بأحد أهله ومعارفه والتي قد تكون نهاية تلك القصص الوفاة.

ولا ننسى ان التشخيص الطبي الصحيح هو نصف العلاج. فالتشخيص الطبي مهم لأنه يساعد في تحديد المرض أو الحالة الصحية التي يعاني منها الشخص بدقة، مما يسمح بوصف العلاج المناسب واتخاذ القرارات الطبية الصحيحة. كما يساهم في الوقاية من المضاعفات، وتحسين جودة الحياة، وتقليل التكاليف الصحية من خلال الكشف المبكر عن الأمراض.

يقول لي احدهم انه رأى في احدى الدول الاجنبية مرضى قطريين كان من المفترض بتر اعضاء من جسدهم في قطر ولكنهم الحمد لله تم إنقاذهم في تلك الدولة، واخر لديه طفل صغير تقرر بتر احد اطرافه لمرض ما ولكن تم تجنب ذلك في احد المستشفيات الامريكية، وتقول إحداهن ان والدها كلما تذهب به الى الطوارئ أرجعوها بأدوية بسيطة واكتشفوا لاحقا ان لديه التهابات في قلبه مما عجلت بوفاته.

وآخر ذهب لأحد مراكز الرعاية الصحية فأخبره الطبيب بأن لديه ضغطا وارتفاع الكرياتنين في الكلى فأعطي علاجا وتحويلا لموعد الكلى في حمد الطبية (بعد ٧ اشهر ؟) وعندما سافر وعرض نفسه للأطباء في الخارج تبين ان العلاج الذي اخذه يسبب تضخم بالكبد، ونسبة الكرياتنين زايدة (لبعد الموعد غالبا) والقصص كثيرة لا تنتهي في قصص التشخيص والعلاجات الخاطئة. واذا فتح هذا الملف فسنجد قصصا تبنى عليها افلام ومسلسلات كثيرة تبكي القلوب قبل العيون!.

ولكن الفكرة ان الاستهانة وعدم الدقة في التشخيص منذ البداية وإعطاء العلاج الصحيح معناه رحلة طويلة مع الالم والمعاناة والله يعين الضحايا. والمثل الشعبي الحكيم يقول "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت" يعني إذا وقع الضرر لا فائدة من القيل والقال والصراخ والبكاء والقضايا والتعويض فصحة الإنسان اغلى من كل شيء وأي شيء.

**هذه رسالة ملؤها آهات وآلام وتطلعات الناس من مواطنين ومقيمين للمؤسسات الصحية لتصحيح الامور باختيار الاكفاء من الاطباء وتطوير الانظمة لأننا امانات في رقابها، وخاصة ان دولة قطر تخصص اكبر ميزانيتها للصحة ولم ولن تقصر أبدا. ونحن ندرك تماما ان مؤسساتنا الصحية من أرقى المؤسسات عالميا وإمكانياتها كبيرة بمعداتها وتجهيزاتها وقد اصبحت لدينا مدينة طبية، ولكن الأهم دعم هذه الجهود والسمعة العالمية بالتشخيص الصحيح والأطباء الاكفاء والعلاج الناجع. والأمر نفسه مطلوب من مؤسسة الرعاية الصحية بالطبع. وللحديث بقية

مساحة إعلانية