رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حدّثني أحدُ الأصدقاء في الآونة الأخيرة بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن آخرين كما فهمتُ من الحديث، مُشفقاً، ومحذّراً بأن الحديث عن افتقار كثيرٍ من الإسلاميين للفكر السياسي المنهجي، يعني وُلوجاً في ساحة المحظورات السائدة في بعض أوساط مجتمعاتنا العربية بشكلٍ عام، والسوري الراهن تحديداً.. خاصة، كما قال الصديق: "وإنك تشمل أحياناً العلماء ورجال الدين في إطار الإسلاميين الذين تتحدث عنهم بشكل عام". وتابع الصديق بأن هذا يمكن أن يُفهم لدى البعض بأنه مطالبةٌ بحظر تدخّل العلماء ورجال الدين في السياسة، بل إن البعض الآخر يمكن أن يُفسّره، ودائماً حسب نقل الصديق، على أنه دعوةٌ إلى فصل الدين عن السياسة!
ورغم تفهمّي لمشاعر الصديق وشكري لاهتمامه، غير أنني سارعتُ إلى التأكيد له بأن هناك طريقة في فهم الدين يجب حتماً أن تُفصل عن السياسة.. وبأن هناك أفراداً في المجتمع ربما يحملون بعض الشهادات الشرعية، وربما ينطلقون في طروحاتهم وحركتهم من (إخلاصٍ) ينسجم مع حدود فهمهم، لكن من الواجب قطعاً أن يتمّ رفض مشاركتُهم في صناعة القرار السياسي بأي شكلٍ من الأشكال. على الأقل في رأيي الذي لا أستطيع إصدار قراراتٍ عملية من خلاله، وإنما يبقى مجرد رأي.
أكررُ في كتاباتي أن هناك فرقاً دقيقاً وحاسماً، آن الأوان لإدراكه والعمل بمقتضاه، فيما يختص بعلاقة الإسلاميين، ومنهم العلماء ورجال الدين، بالفكر السياسي وبصناعة السياسة. ولقد كان المقصود من الحديث سابقاً في الموضوع، ومن العرض هنا، الإشارة إلى أننا بحاجة إلى السياسي الذي يحمل همّ وطنه وشعبه والبشرية جمعاء من منطلقات حضارية إسلامية، ويفهم هذا العالم بتوازن وواقعية، ويمارس السياسة تنظيراً وتطبيقاً من خلال تلك المنطلقات.
وواقعنا المُعقد ليس بحاجة إلى رجل دين يحاول أن يتعامل مع السياسة بناء على مبلغ علمه من الرصيد الشرعي (النقلي البحت في أغلب الحالات)، ومبلغ علمه عن الدنيا الذي يُحصلهُ من مقتطفات من الأخبار والنقولات.
أما إذا امتلك رجل الدين خبرة وإمكانات ومعرفة تمكّنه من الحركة في ساحة السياسة بما يحقق مصالح بلاده، وبما يُظهر لأبناء شعبه درجة أهليته لتلك الحركة، فإن أحداً لا يستطيع أن يضع عليه (فيتو) فقط، لأن من صفاته كونهُ رجل دين. ثمة أمثلة في العالم العربي والإسلامي نضرب منها تاريخياً مثال الرئيس الإيراني السابق، والمعارض الإصلاحي الحالي للنظام الإيراني، محمد خاتمي.
من هنا، قلت للصديق: هاتوا لنا رجل دين قرأ الفكر العالمي وتَمرّسَ بالفلسفة العالمية وعلّم ذلك في الجامعات. هاتوا لنا رجلاً كان علَماً في ميدان العلم والثقافة والفكر بكل ألوانه من واقع عمله مديراً للمكتبة العامة في عاصمة بلاده.
هاتوا لنا رجلاً عايش الغرب وخَبِرَ واقعه وأدرك إيجابياته وكمونه وعرف سلبياته ونواقصه بتوازن ودقة. هاتوا لنا رجلاً عايش الوجود الإسلامي في بيئةٍ غير بيئته المحلية. ورأى بعين اليقين تلك الحيوية الكامنة في تعاليم الإسلام للتعامل مع واقعٍ مختلف ومع أولويات مغايرة. وأبصرَ قدرته على استيعاب ذلك الواقع وتلك المتغيرات. كل هذا من واقع عمله مديراً لمركز إسلامي في الغرب لمدة سنوات كما كان خاتمي.
والأهم من ذلك، قلت للصديق، هاتوا لنا رجلاً يدافع عن الحريات ويثق بقوة الإسلام الكامنة، ولا يخاف عليه بكل جلاله من مقالٍ كُتب هنا أو كتابٍ صدر هناك أو قصيدةٍ أُلقيت هنالك.
هاتوا لنا رجلاً يصفه، على الصعيد الفكري، الدكتور محمد سعيد العوا في تقديمه لكتاب خاتمي (الإسلام والعالم) بأنه "يمثل الفكر الوسطي المنفتح الذي يرى التعاليم الإسلامية في صورتها الحقيقية: رحمة ونعمة ورفقا بالناس، وتحريراً لهم من القيود، وإطلاقاً لطاقاتهم نحو الابتكار والإبداع، حتى في المجالات التي يرى آخرون أنها قد انتهى فيها الكلام إلى قولٍ فصلٍ لا رادّ له ولا مُعقّب عليه".
ويصفهُ، على الصعيد الشخصي، الصحفي جورج ناصيف قائلاً بأنه لا يعرف "من يعلوهُ عذوبة وطفولية وخَفراً"، وبأنه "لا يُشبه جنسه، ولا يُشبه مقامهُ، ولا يُشبهُ موقعهُ" ناقلاً عن زوجته قولها بأنه "كان يساعدها في شؤون المنزل كثيراً يوم كان وزيراً ثم اضطر اليوم إلى الإقلال، لكنه لا يُحجم.. وبأنه محاورٌ دائمٌ لابنتيه الطالبتين"، ثم شارحاً كيف أن "محمد خاتمي، الرجل العذب، بكى.. بكل عنفوان، بكل كبر، بكل نبل، لأنه حنثَ بوعد أو التقى طفلاً بائساً".. وذاكراً الانطباع الذي يتركه الرجل في عيون من يلاقونه بِكَونِهِ "متحفظاً من كل ثقل، طليقاً إلا من طراوته، حراً إلا من قلبه.. متجاوزاً العمارات الفلسفية والفقهية.. وديعاً لا تأخذه عزّة ولا تفتنه غواية سلطة أو مال". ثم ليضع ناصيف كل هذه الصفات في مقابل كثيرٍ من السادة "الناطقين باسم الله كثيراً، الصارخين باسم الله كثيراً، والعابسين باسم الله كثيراً"!.
وفي الختام قلت للصديق، هاتوا لنا رجلاً يتحدث عن ملابسات تنوع التركيبة السكانية للبلاد، وعن قضايا الثقافة والتعليم والأمية والفن والأدب، وعن مصادر ووسائل تحريك عجلة الاقتصاد الداخلية والخارجية، وعن مسألة اسمها التضخم وأخرى اسمها البطالة، وعن النظام الضريبي، ونظام الضمان الاجتماعي، وعن توازنات وطبيعة العلاقات الخارجية والقواعد الناظمة لها. ويتحدث عن ضرورة توجيه الجهود والطاقات للتعامل مع هذه القضايا، بالتعاون بين قطاعات الشعب والحكومة، بشعور كامل بالمسؤولية تجاه حاضر ومستقبل البلاد والعباد، دون همزٍ، ولا لمزٍ، ولا شتيمةٍ، ولا تكفير. ودون إلقاء لكامل التبعة فيما يتعلق بالمشكلات على الاستعمار وعلى المؤامرات الدولية، ودون اتهامات بالخروج عن الملة والخيانة، ودون تحريكٍ خاطئ لغرائز الشباب وحماسهم وتوجيهه في الاتجاه الخاطئ.
باختصار، هاتوا لنا رجلاً مثل خاتمي فَعَلَ ويفعلُ كل هذا بعد أن وصل رصيده من العلم الشرعي مداهُ، وبلغ غايتهُ، على مدى عقودٍ من الدراسة الشرعية الدينية المتعمّقة. هاتوا لنا مثل هذا الرجل، ونحن لا نقول إنه سيكون ملاكاً لا يخطئ، أو معجزة وكأنها هبة من السماء لا تحتاج لمزيد.
وإنما فقط، ابحثوا عنه، واعملوا على إيجاده، ثم قدّموه في الصفوف، وانظروا ساعتها إن كان أحدٌ سيمنعهُ، أو يستطيع أن يمنعه ابتداءً من التفكير بالسياسة والعمل بها بأي أسلوبٍ من الأساليب.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13467
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1791
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس أجنبية بريطانية رائدة في الدولة بعضا من التجاوب من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لا سيما وأن سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم إنسانة تطّلع بمزيد من الاهتمام على ما يُنشر ويتم النقاش فيه فيما يخص الخطة التعليمية على مستوى المراحل الدراسية في قطر وتقوم بكل ما في وسعها لتحسين الأمور التي تحتاج للاهتمام ومعالجة كثير من المشاكل التي نوهنا عنها سابقا في سنوات سابقة ظلت معلقة لتأتي السيدة لولوة وتضع نقاطا على الحروف وهو امتياز حظت به الوزارة منذ أن تبوأت السيدة لولوة سدة الوزارة فيها باقتدار وحكمة ودراية دون قصور بمن سبقها لهذا المنصب التي رأت فيه تكليفا لا تشريفا وأبدت سعادتها به بمعالجة كثير من الأمور العالقة فيه فيما يخص المدارس والجامعات، ولذا نكتب اليوم وكلنا أمل في أن يحظى ما كتبناه سابقا شيئا من اهتمام سعادة وزيرة التربية التي لم نعهد فيها سوى ما يجعلها في مراتب عالية من الاحترام لشخصها والتقدير لعملها الدؤوب الذي أثبتت من خلاله إنها الشخص المناسب في المكان المناسب، بالنظر الى عقليتها والتزامها وتواضعها وقدرتها على تيسير الأمور في الوقت الذي يراها كثيرون أنه من العسر التعامل معها ولذا نجدد المناشدة في النظر لما أشرت له وكثير من المغردين على منصة X في الرسوم المالية العالية التي أقرتها إحدى المدارس الأجنبية البريطانية على بداية الفصل الدراسي الثاني بواقع زيادة عشرة آلاف ريال على كل طالب في حين كان يدفع أولياء الأمور من المقيمين ما يقارب 35 ألف ريال لتصبح بعد الزيادة هذه 45 ألف ريال، بينما كانت الكوبونات التعليمية الخاصة بالمواطنين تخفف من عاتق أولياء الأمور بواقع 28 ألف ريال فكانوا يدفعون إلى جانب الكوبون التعليمي سبعة آلاف ريال فقط ليصبح ما يجب أن يدفعه القطريون 17 ألف ريال بعد الزيادة المفاجئة من هذه المدارس التي باغتت كل أولياء الأمور سواء من المواطنين أو حتى المقيمين بالزيادة المالية للرسوم المدرسية بحيث يتعذر على معظم أولياء الأمور البحث عن مدارس أخرى في بداية الفصل الثاني من العام الدراسي لنقل أبنائهم لها، حيث لن يكون بإمكانهم دفع الرسوم الجديدة التي قالت إن الوزارة قد اعتمدت هذه الزيادات التي تأتي في وقت حرج بالنسبة لأولياء الأمور حتى بالنسبة للطلاب الذين قد تتغير عليهم الأجواء الدراسية إذا ما نجح آباؤهم في الحصول على مدارس أخرى مناسبة من حيث الرسوم الدراسية وهي شكوى يعاني منها أولياء الأمور سواء من المقيمين أو حتى المواطنين الذين يلتحق لهم أكثر من طالب في هذه المدارس التي يتركز موادهم الدراسية على إتقان اللغة الإنجليزية للطالب منذ التحاقه فيها أكثر من المدارس المستقلة التي لا شك تقوم موادها الدراسية على التوازن ولا يجب أن ننسى في هذا الشأن القرار الوزاري لسعادة السيدة لولوة الخاطر بتشكيل لجنة تأسيسية لتطوير وتعزيز تعليم القرآن الكريم واللغة العربية في مدارس الدولة برئاسة الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي وهذا يدل على حرص سعادتها بما بتنا نفتقر له في زحمة العولمة الثقافية والإلكترونية وعالم الذكاء الصناعي والتكنولوجيا المخيفة التي بدأت تطغى على مفاهيم وأركان وعادات وتقاليد وتعاليم دينية ومجتمعية كبرت عليها الأجيال المتتالية ولذا فإن الأمل لازال مركونا بالوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر في الالتفات لما تتضمنه شكاوى أولياء أمور، يأملون في تغيير مسار حل مشكلتهم الموصوفة أعلاه إلى مسار يطمئنهم معنويا وماديا أيضا ولا زلنا نأمل في جهود وزارة التربية والتعليم على سد فراغات تظهر مع القرارات المباغتة التي لا تخدم الطلاب وتؤثر بشكل عكسي على آبائهم بطريقة أو بأخرى، «اللهم إنَا بلغنا اللهم فاشهد».
1407
| 18 نوفمبر 2025