رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

603

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

برغم قرع طبولها.. لا حرب في الأفق بين إدارة ترامب وإيران!!

13 أبريل 2025 , 02:00ص

أكدت في مقالي الأسبوعي في الشرق في 23 مارس الماضي بعنوان: «فرص وتحديات رسالة ترامب على أمن واستقرار إيران والخليج «-أن رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى مطلع شهر مارس الماضي وحملها مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش في 13 مارس الماضي، وتضمنت تهديدا ووعيدا بمنح إيران شهرين لبدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي وإلا ستتحمل المسؤولية. ورد المرشد برسالة بوساطة سلطنة عمان للطرف الأمريكي نهاية شهر مارس الماضي. أكد علي خامنئي رداً على تحذير ترامب من تداعيات هجوم محتمل ضد إيران، إذا رفض عرضه، كما أشار المرشد في خطبة الجمعة 20 مارس للإيرانيين: «على الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران... وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية». وهكذا يتشكل مشهد تصعيدي مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس (ترامب) يحلم بجائزة نوبل للسلام!!

لكن شهدنا تطورات متسارعة بالتصعيد والتهدئة المتبادلة بين الطرفين الأمريكي والإيراني. فيما تنشط الدول الخليجية وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر بمساعي دبلوماسية الوساطات والتهدئة. وبرغم قرع ترامب وصقور إدارته: من وزراء ومستشارين وبتحريض ودعم من نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرفة للدفع نحو المواجهة العسكرية على أمل شن أمريكا حرب تستهدف إيران لتحقيق حلم يراود نتنياهو ويسعى لتحقيقه بلا ملل لضرب منشآت إيران النووية وتدمير برنامجها النووي المهدد لأمن إسرائيل. لكن نتنياهو فشل في توريط إدارات الرؤساء بوش الابن وأوباما وترامب برئاسته الأولى، وكما نشهد مع بدء رئاسته الثانية حتى اليوم.

كان لافتا مفاجأة الرئيس ترامب لضيفه الزائر نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بإعلانه بحضور نتنياهو في زيارته الثانية ولقاؤه أول زعيم كيان يلتقي مع ترامب مرتين في شهرين- في زيارة الأكثر فشلاً، لفشل نتنياهو بإقناع ترامب بالتصعيد ضد إيران وأردوغان وإلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الإسرائيلية المصدرة لأمريكا!!

وأكد ترامب بشكل صادم لنتنياهو عن عقد مفاوضات بقيادة مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس 12 أبريل وبوساطة عمانية ممثلة بالوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مسقط-عمان. فيما أكدت إيران أن المفاوضات ستكون غير مباشرة بينما يؤكد الأمريكيون ستُعقد المفاوضات بين الوفدين في القاعة نفسها!!-

* واضح استياء نتنياهو الرافض الأول لأي مفاوضات والمحرض على التشدد وتدمير برنامج إيران النووي وتفكيك منشآتها النووية بالكامل والتصعيد والتهديد بعمل عسكري ما لم توقف إيران برنامجها النووي. وكان مستشار ترامب للأمن الوطني مايك والتز أكد قبل شهر على تفكيك برنامج إيران النووي. ولاحقا أكد نتنياهو أن أي اتفاق أمريكي ودولي مع إيران يجمد ولا يدمر برنامج إيران النووي وينهيه بشكل كامل غير مقبول! ولمّح إلى نموذج ليبيا- سلم القذافي قبل سقوط نظامه ومقتله عام 2011- برنامجه النووي بشكل كامل. وهذا ما ترفضه إيران جملة تفصيلاً.

خاصة أن إيران تعلمت الدروس من تجارب العراق وليبيا وكوريا الشمالية. تعلمت إيران من تجربة برنامج العراق النووي- قصفت ودمرت غارات إسرائيلية منشآت أوزارك النووية بالتعاون مع فرنسا في يونيو 1981، فعمدت على توزيع منشآتها النووية في أكثر من موقع وعلى أعماق سحيقة وبدفاعات جوية لحماية منشآتها النووية. وتعلمت إيران من تجربة ليبيا النووية بعدم التنازل وتسليم البرنامج النووي وانكشاف وفقدان ورقة الردع التي تحتاجها إيران بعد تآكل قدرات إيران الردعية بتعرضها لضربات إسرائيلية مرتين والحاق خسائر غير مسبوقة بقدرات وقوة أذرع ووكلاء وحلفاء إيران: حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتحييد مليشيات العراق والحاق انتكاسات كبيرة بقدرات الحوثيين بقصف يومي بعشرات الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين والبنى التحتية في اليمن؟

كما تعلمت إيران من تجربة كوريا الشمالية - بامتلاك السلاح النووي-كدرع رادع لأي تفكير من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف وحتى إسقاط النظام. وكما شهدت إيران والجميع لم يعد هناك أي خطاب من الإدارات الأمريكية «بإسقاط النظام في كوريا الشمالية» بعد امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي عام 2006... وهذا هو النموذج الذي تحدثت عنه شخصيا منذ حوالي 20 عاماً. ويتقدم ويفرض نموذج كوريا الشمالية اليوم نفسه على صناع القرار أكثر من أي وقت مضى..

* لذلك لم يكن مستغربا أن يؤكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الأعلى وصاحب النفوذ الواسع في النظام الإيراني-نهاية مارس الماضي « «تؤكد إيران امتلاكنا القدرات النووية لكن فتوى المرشد واضحة بأننا لن نتجه نحو السلاح النووي”... “عندما تمارسون الضغوط، يصبح هناك مبرر آخر. الشعب سيطالب بحماية أمن البلاد، وعندها سيكون علينا اتخاذ الخطوات اللازمة… وهذا لن يكون في صالحكم”. ولا تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي لكن، لن يكون أمامنا خيار سوى القيام بذلك في حال تعرضنا لهجوم أمريكي-إسرائيلي». وهذه كانت المرة الأولى التي يُلمّح مسؤول إيراني لخيار امتلاك السلاح النووي رداً على الحشود العسكرية الأمريكية والتحريض الإسرائيلي وطرح سيناريوهات يوظفها ترامب بحربه النفسية بتعريض إيران لقصف غير مسبوق، وهو تكتيك تفاوضي يكرره ترامب. ردت إيران بمنح المفاوضات فرصة حقيقية للتأكد من أهداف ونوايا ترامب ولبناء الثقة واقتصار التفاوض على البرنامج النووي.

سيترتب ويُبنى على اجتماع مسقط بين الطرفين الإيراني الأمريكي مسار الانفراج أو التصعيد... لكن في المحصلة النهائية برغم قرع الطبول، لا فرص لحرب في الأفق لكلفتها ودمارها والجميع سيكون خاسراً فيها!!

مساحة إعلانية