رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* منذ أن هددنا آباؤنا وأجدادنا بالعسكري ولد فينا شعور اسمه الخوف، فكلنا نذكر أن الأم كانت تقول (إن منمتش حجيبلك العسكري) و (إن مكلتش حجيبلك العسكري) أو (لو مسمعتش كلامي حجيبلك العسكري) نشأنا على هذا التخوف من العسكري حتى إن الأولاد كانوا يختبئون خلف أمهاتهم في أي طريق يظهر فيه العسكري خوفا مما سيفعل بهم، لم نكن نعرف أن آباءنا كانوا يؤصلون للخوف من العسكري الذي سيفعل بنا أكثر مما يفعله (أبو رجل مسلوخة) أما العسكري فالأكثر رتبة عرفوا ما لسطوتهم من تأثير على غيرهم، وأصبح الشعار (أنا صاحب سلطة .. إذن أنا الأقوى) ونما الاستقواء بالمناصب وأصبح إرثا معترفا به لا نقاش فيه، عسكري يسوي هوايل..مخبر يوريك الويل!! ببساطة هل أنت صاحب سلطة في أي نقطة بعالمنا العربي الوسيع؟ تقول نعم؟ إذن أبشر فأنت غير، أحلام سعادتك أوامر، طلباتك مجابة وإن طلبت لبن العصفور، أما مصائبك التي تفعلها فهفوات بسيطة رغم أنك تعلم أنها تستحق العقاب، أو السجن! راقب الجميع، تنصت على الجميع، افضح بتسجيلاتك خلق الله، واعلم أن الجميع يهابك، ويخافك، ومستعد لاسترضائك بما لا يخطر على بالك، طبعا لاتقاء شر حضرتك المستطير، وفوق ذلك إن كنت صاحب سلطة (طيح) في العباد على كيفك، سب، اشتم، حقر، غجر، لوث الذمم، اتهم تهما (تودي في ستين داهية) إن كنت من ذوي السلطة انهب ما تريد، وقتما تريد، قدر ما تريد، لن يفتح أحد فمه! وكيف يتطاول الرعاع على الأسياد؟ اطمئن، اقتنِ ما يروق لك من خيرات، لن يتهمك أحد بالسرقة أو نهب المال العام (كله فداك) كله طوع أمرك، أما إذا أغضبك أحدهم فصب عليه جحيمك، أره نجوم الظهر والعصر معا، لا تأخذك فيه رحمة ولا شفقة، إذ كيف يجرؤ على مجرد التفكير في تعكير دم حضرتك؟ لكن لاحظ أن أمرا واحدا لا يمكنك تجاوزه، ولا تخطيه، ولا الخوض والعيب فيه، ذلك عندما تمس المقدس، فهذا (الزند) قامت عليه الدنيا رغم بطش سلطته ذلك عندما تجرأ وقال إنه سيحبس أي شخص حتى النبي، وربما عرف صاحب السلطة الرفيعة بعد الفوران والغليان والغضب أن مس المقدسات ممكن يخلع الأسياد من مناصبهم ليكونوا عراة من قوة المنصب التي أذاقت الناس هوانا، وذلا، وعذابا.
* للتطاول على الدين ورموزه تاريخ بدأ من إسلام بحيري، والشيخ ميزو، وفاطمة ناعوت، وسيد القمني، ولن يكون آخرهم الزند ولا ابن مرتضى منصور إلا إذا وقف الجميع أمام القانون ليقتص منهم دون محاباة، ثم لماذا لا يقال الزند؟ هل لأنه (عارف بلاوي) لو قالها سيفضح المستور؟ بالمناسبة لم يتعرض الزند للمساءلة عندما باع أرض نادي القضاة ببورسعيد لقريب زوجته وهي ملك للدولة، واضح إنه يصح للزند ما لا يصح لغيره، ألم نقل إن أحلام صاحب السلطة أوامر!!.
* طبقات فوق الهمس
* يحكى أن رجلا دفن كلبا في مقابر المسلمين فشكاه الناس للقاضي، فلما حضر الرجل أمام القاضي سأله: هل دفنت الكلب في مقابر المسلمين؟ قال: نعم لقد أوصاني الكلب بذلك ولقد لبيت وصيته. فقال القاضي: ويحك تدفن (نجسا) في مقابر المسلمين ثم تستهزئ بالقاضي؟ فقال الرجل: لقد أوصى الكلب أيضا بألف دينار للقاضي. فقال القاضي: رحم الله الفقيد. فتعجب الناس من صنع القاضي فقال لهم القاضي: لا تتعجبوا لقد تأملت الكلب فرأيته من نسل كلب أصحاب الكهف.
* إذا لم تقف إلى جوار الحق..لا تأمل يوما أن يقف الحق إلى جوارك، فالحق حر لا يقبل التدليس.
* كلما رأيت رجلا يقف إلى جانب الحق، وينصفه، ويدافع عنه، عرفت منبته، وسيرته الذاتية دون (سي في).
* تقول صديقتي بعد تجاربها الموجعة، ناس هذه الأيام (في ضهرك كلام زي السكاكين، وفي وشك أولياء الله الصالحين) وأقول لكل الذين يعانون تقطيع لحومهم على موائد النميمة، إن العواصف الهوجاء لا تعبأ بالحشائش القزمة التي لا تكاد ترى، إنما تترصد النخل الباسق، والمنارات العالية، والجبال الشوامخ.
* يقول جورج أورويل: (في زمن الخداع يكون قول الحقيقة عملا ثوريا) من يجرؤ على قول الحقيقة دون أن يتصور الثمن الذي سيدفعه.
* أكيد الرجال فصيلة نادرة مهددة بالانقراض، أتكلم عن الرجال وليس الذكور.
* علمني موت الفجأة أن الدنيا بكل زخارفها، وجمالها، لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد، وليس لنا مع كل ما ملكنا إلا اللهم حسن الخاتمة.
* إن الظلم يجعل من المظلوم بطلا، أما الجريمة فلابد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء (عمر المختار).
* اللهم من شتم رسولك، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.
* السكينة تسكن قلبك..ما أسعدك.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1818
| 21 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن التقاضي في مجال التجارة والاستثمارات وذلك بإصدار القانون رقم 21 لسنة 2021 المتعلق بإنشاء محكمة الاستثمار مختصة للنظر في الدعاوى المتعلقة بالاستثمار والأعمال التجارية لتبت فيها وفق إجراءات وتنظيم يتناسب مع طبيعة هذه النوعية من القضايا. وتعكس هذه الخطوة القانونية الهامة حرص المشرع القطري على تطوير المناخ التشريعي في مجال المال والأعمال، وتيسير الإجراءات في القضايا التجارية التي تتطلب في العادة سرعة البت بها مع وجود قضاة متخصصين ملمين بطبيعتها، وهذه المميزات يصعب للقضاء العادي توفيرها بالنظر لإكراهات عديدة مثل الكم الهائل للقضايا المعروضة على المحاكم وعدم وجود قضاة وكادر إداري متخصص في هذا النوع من الدعاوى. وجاء القانون الجديد مكونا من 35 مادة نظمت المقتضيات القانونية للتقاضي أمام محكمة الاستثمار والتجارة، ويساعد على سرعة الفصل في القضايا التجارية وضمان حقوق أطراف الدعوى كما بينت لنا المادة 19 من نفس القانون، أنه يجب على المدعى عليه خلال ثلاثـين يوماً من تـاريخ إعلانه، أن يقدم رده إلكترونياً وأن يرفق به جميع المستندات المؤيدة له مع ترجمة لها باللغة العربية إن كانـت بلغة أجنبية، من أسماء وبيانات الشهود ومضمون شهاداتهم، وعناوينهم إذا كان لذلك مقتضى، ويجب أن يشتمل الرد على جميع أوجه الدفاع والدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المقابلة والعارضة والتدخل والإدخال، بحسب الأحوال. وعلى مكتب إدارة الدعوى إعلان المدعي أو من يمثله إلكترونياً برد المدعى عليه خلال ثـلاثـة أيام ولكن المادة 20 توضح لنا أنه للمدعي أن يُعقب على ما قدّمه المدعى عليه من رد وذلك خلال (خمسة عشر يوماً) من تاريخ إعلان المدعي برد المدعى عليه إلكترونياً. ويكون للمدعى عليه حق التعقيب على تعقيب المدعي (خلال عشرة أيام على الأكثر) من تـاريخ إعلانه إلكترونياً وبعدها يُحال ملف الدعوى إلكترونياً للدائرة المختصة في أول يوم . لانتهاء الإجراءات المنصوص عليها في المواد (17)، (19)، (20) من هذا القانون، وعلى الدائرة إذا قررت إصدار حكم تمهيدي في الدعوى أن تقوم بذلك خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ الإحالة، ليتضح لنا اهتمام المشرع بضمان تحقيق العدالة الناجزة. وتتألف هذه المحكمة من دوائر ابتدائية واستئنافية، وهيئ لها مقر مستقل ورئيس ذو خبرة في مجال الاستثمار والتجارة كما هيئ لها موازنة خاصة وهيكل إداري منظم، وسينعقد الاختصاص الولائي لها حسب المادة 7 في نزاعات محددة على سبيل الحصر تدور كلها في فلك القطاع التجاري والاستثماري. وإيمانا منه بطابع السرعة الذي تتطلبه النزاعات التجارية كما حدد هذا القانون مددا قصيرة للطعون، إذ بخلاف المدد الزمنية للطعن بالاستئناف في القضايا العادية أصبح ميعاد الاستئناف أمام هذه المحكمة (15 يوما) من تاريخ الإعلان، و7 أيام بالنسبة للمسائل المستعجلة والتظلم من الأوامر على العرائض والأوامر الوقتية، (و30 يوما بالنسبة للطعن بالتمييز). ومن أهم الميزات التي جاء بها أيضا قانون إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة ما سمته المادة 13 «النظام الإلكتروني» والذي بموجبه سيكون أي إجراء يتخذ في الدعوى يتم إلكترونيا سواء تعلق بتقييد الدعوى أو إيداع طلب أو سداد رسوم أو إعلان أو غيره، وذلك تعزيزا للرقمنة في المجال القضائي التجاري، وتحقيقا للغاية المنشودة من إحداث قضاء متخصص يستجيب لرؤية قطر المستقبلية. ونؤكد ختاما أن فكرة إنشاء محكمة خاصة بالمنازعات الاستثمارية والتجارية في دولة قطر يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني منها العوامل التي جعلت دولة قطر وجهة استثمارية مميزة على مستوى المنطقة والعالم وجعلها تتمتع ببيئة تشريعية قوية متقدمة تدعم الاستثمارات وتحمي حقوق المستثمرين. وتساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، وتعزز من مكانتها الدولية في المجال الاقتصادي لكن هذا المولود القضائي يجب أن يستفيد من التجارب المقارنة في المحاكم التجارية بالبلدان الأخرى لتفادي الإشكالات والصعوبات التي قد تطرح مستقبلاً ليكون رمزاً للعدالة الناجزة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
1554
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية والعربية للسياحة العائلية بشكل خاص، فضلاً عن كونها من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل ما تشهده من تطور متسارع في البنية التحتية وجودة الحياة. ومع هذا الحضور المتزايد، بات دور المواطن والمقيم أكبر من أي وقت مضى في تمثيل هذه الأرض الغالية خير تمثيل، فالسكان هم المرآة الأولى التي يرى من خلالها الزائر انعكاس هوية البلد وثقافته وقيمه. الزائر الذي يصل إلى الدوحة سواء كان خليجياً أو عربياً أو أجنبياً، هو لا يعرف أسماءنا ولا تفاصيل عوائلنا ولا قبائلنا، بل يعرف شيئاً واحداً فقط: أننا قطريون. وكل من يرتدي الزي القطري في نظره اسمه «القطري”، ذلك الشخص الذي يختزل صورة الوطن بأكمله في لحظة تعامل، أو ابتسامة عابرة، أو موقف بسيط يحدث في المطار أو السوق أو الطريق. ولهذا فإن كل تصرّف صغير يصدر منا، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، يُسجَّل في ذاكرة الزائر على أنه «تصرف القطري”. ثم يعود إلى بلده ليقول: رأيت القطري … فعل القطري … وقال القطري. هكذا تُبنى السمعة، وهكذا تُنقل الانطباعات، وهكذا يترسّخ في أذهان الآخرين من هو القطري ومن هي قطر. ولا يقتصر هذا الدور على المواطنين فقط، بل يشمل أيضاً الإخوة المقيمين الذين يشاركوننا هذا الوطن، وخاصة من يرتدون لباسنا التقليدي ويعيشون تفاصيل حياتنا اليومية. فهؤلاء يشاركوننا المسؤولية، ويُسهمون مثلنا في تعزيز صورة الدولة أمام ضيوفها. ويزداد هذا الدور أهمية مع الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة السياحة عبر تطوير الفعاليات النوعية، وتجويد الخدمات، وتسهيل تجربة الزائر في كل خطوة. فبفضل هذه الجهود بلغ عدد الزوار من دول الخليج الشقيقة في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 900 ألف زائر، وهو رقم يعكس جاذبية قطر العائلية ونجاح سياستها السياحية، وهو أمر يلمسه الجميع في كل زاوية من زوايا الدوحة هذه الأيام. وهنا يتكامل الدور: فالدولة تفتح الأبواب، ونحن نُكمل الصورة بقلوبنا وأخلاقنا وتعاملنا. الحفاظ على الصورة المشرّفة لقطر مسؤولية مشتركة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية. فحسن التعامل، والابتسامة، والاحترام، والإيثار، كلها مواقف بسيطة لكنها تترك أثراً عميقاً. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنُظهر للعالم أجمل ما في مجتمعنا من قيم وكرم وذوق ونخوة واحترام. كل قطري هو سفير وطنه، وكل مقيم بحبه لقطر هو امتداد لهذه الرسالة. وبقدر ما نعطي، بقدر ما تزدهر صورة قطر في أعين ضيوفها، وتظل دائماً وجهة مضيئة تستحق الزيارة والاحترام.
1497
| 25 نوفمبر 2025