رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د.كاظم النعيمي

د.كاظم النعيمي

مساحة إعلانية

مقالات

1659

د.كاظم النعيمي

المترفون

14 يوليو 2014 , 01:36ص

خطر داهم

يقول المولى عز وجل "فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ "

والفساد في الأرض هو الكفر وما رافقه من المعاصي وهؤلاء المترفون الذين شغلهم ترفهم عن الحق حتى هلكوا جميعاً لأن الظلم لازمهم لأن الله تعالى يمهل الدول الكافرة لعدلها فيمن تقوم عليهم، ولا يمهل أحداً حتى لو كان موحداً على الظلم والجور لذلك سيقوا إلى محكمة العدل الإلهي ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ) وحق على كل مجرم أن ينال جزاءه .

إن الأغنياء يكون للفقراء في مالهم نصيب معلوم وذلك لإقامة مجتمع لا يوجد فيه رجل متخم بترفه ورجل بائس محروم وذلك هو مبدأ التعاون التام والاشتراك العام في بناء مجتمع ينتفي منه الترف والسرف والبؤس ويسوده العدل الاجتماعي الشامل .

لذلك يرى القرآن الكريم أن وجود الطبقات المترفة جداً إلى حد التخمة خطر داهم يتهدد الحياة الإنسانية ويملأ مستقبلها بالغيوم والرجوم ويرى أن تأمين الشعوب على سعادتها وحقها يتطلب اتخاذ الوسائل الممكنة للحيلولة دون ظهور الترف والمترفين .

إن المترفين البعيدين عن الله هم أعداء كل إصلاح وخصوم الحق يتألبون ضده ويكوِّنون أحزاباً للمعارضة التي لا هدف لها إلا كبْتُ حديث الخير والإصلاح مستغلين ثراءهم في كل دنيـِّة والهبوط بطموح الأمة والأحرار إلى حضيض الجوف والمطالب المادية المتعلقة برفاهية ذواتهم ومن يلوذ بهم والجمهور البليد على ذلك .

قال المولى عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) حتى أنهم لما أشرق نور الرسالة المحمدية قالوا باستهانة للناس الضعفاء ممن آمن برسالة محمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ( لو كان خيراً ما سبقونا إليه )، إنهم ظنوا أنفسهم من دم آخر وأن الأرحام التي حملتهم ليست أرحاماً بشرية ، ومَرَدوا على الترف والغرور والانتفاخ إنهم لا يزالون يتوارثون هذا الجين وكأن بينهم نسباً .

إن الطبقات المترفة لا تزال مصدر فساد عريض ومثارا للفتن وأنها لاتزال تهيج جراثيم المرض لأن الطوائف المترفة خطر مرهوب العاقبة على مستقبل الشعوب .

إن سبب وأساس التأخر والدمار الذي يصيب الأوطان ويفتك بالإنسان هو من هذه الطبقات .

(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) لأن حياة الترف تحول دائماً دون مشاغل العمل وأسباب الكفاح ولا يتسع الميدان فيها إلا للبطالة والعبث ، فكل صيحة تنادي بالإصلاح والعدالة وتتيح لأبناء الأمة أقساطاً متساوية أو حتى متقاربة من الحياة الصحيحة تعتبر في عرف هؤلاء الطغاة صيحة لمنازعتهم سلطانهم ومقاسمتهم لثروتهم انظر إليهم هم وأتباعهم الذين يأكلون على موائدهم ويدافعون عن مبادئهم انظر إليهم جميعاً !

(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ) فيا لها من نهاية بائسة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مساحة إعلانية