رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جميل أن يكون هناك حوار في المجتمع ، بين مختلف الأطياف والقطاعات ، حيال مختلف القضايا .. تعليمية كانت أو صحية أو رياضية أو بنى تحتية .. ، فهذا يمثل ظاهرة صحية ، ومؤشرا إيجابيا على حيوية المجتمع ، خاصة إذا ما "خلصت" النوايا من أجل خدمة الوطن .
لكن من المؤكد أن الأجمل من هذا أن نرتقي بالحوار حيال قضايانا المختلفة ، بفكر واع ، بعيدا عن التجريح أو الإساءات ، أو "شخصنة" المواضيع .
ليس عيبا أن نختلف حول قضية ، وأن يعتقد كل شخص فينا أن الحل هو في اتجاه آخر ، غير الاتجاه الذي يعتقد به الشخص الآخر ، وهذا هو الاسلوب الراقي في الحوار ، وتحمل المسؤولية الواعية تجاه المجتمع ، بأفراده ومؤسساته .
يدور جدل واسع هذه الأيام حول "أشغال" على خلفية ما تركته الأمطار من سلبيات كبيرة في بعض البنى التحتية ، وتحديدا شارعي دخان والشحانية ، وسبق ذلك جدال يتجدد في كل عام حول التعليم مع بداية كل عام دراسي تقريبا ، والأمر ربما مماثل مع وزارات أخرى ، خاصة الخدمية منها .
دعوني بداية أضع النقاط على الحروف ، حتى لا يحمل مقالي هذا على غير محمله ..
نعم هناك قصور في أشغال .. نعم هناك سلبيات تصاحب عملها في بعض المواقع .. نعم هناك أخطاء تتكرر في عدد من المشاريع .. نعم هناك تأخير في إنجاز بعض المشاريع .. نعم هناك حفريات أنى اتجهت في مناطق قطر ..
لكن لا يعني هذا أبدا إلغاء أو نسف كل ما قامت وتقوم به أشغال أو أي جهة أخرى .. ولا يعني هذا إغفال الجهود التي يقوم بها القائمون على هذه الهيئة .. ولا يعني أن نهدم ما انجزته في مواقع شتى .. ولا يعني أن نمسح بـ "جرة" قلم ، او بـ " تغريدة " تويترية في حالة انفعال و "حرقة" وطنية كل ما قامت به من مشاريع ، وما تشرف عليه حاليا من مشاريع كبرى في أرجاء الوطن ، ليس في الدوحة فحسب ، بل في جميع المناطق ، فقطر اليوم ورشة مفتوحة ، خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية ، التي تشكل النسبة الأكبر من المشاريع المفتوحة اليوم على مستوى قطر .
هناك أخطاء في هذه المشاريع ، وربما أخطاء تتكرر في بعض المشاريع ، لكن يجب أن نتفهم أن من يعمل يخطئ ، وهذا ليس تبريرا للخطأ ، او دفاعا عن "أشغال" ، فالجميع استاء من المشاهد التي رآها بتجمع تلك الكميات الكبيرة من المياه تحت الجسور وفي شوارع جديدة ـ لا اعرف إن كانت أشغال من نفذتها أو جهات أخرى ـ دون أن تجد لها طرقا حديثة للتصريف ، وهي مشاهد بالتأكيد " مؤذية " ، وغير لائقة في بلد يستحق الافضل ، حسب الشعار الذي رفعته اشغال .
لست ضد إظهار هذه العيوب ، بل " الفضائح " ، بل من اشد الداعين إلى الانتقاد البناء ، والطرح الموضوعي ، والنقاش الإيجابي ، والشفافية في الحديث عن أماكن الخلل ، والمعالجات المطلوبة ، وكيفية تفاديها مستقبلا .. ، وتشكيل لجان تتولى مسؤولية التحقيق في المشاكل التي تحدث خلال تنفيذ المشاريع ، او بعد الانتهاء منها ، وما يطرأ عليها من عيوب " فادحة " .
لكني لست مع الإساءات للأفراد أو المؤسسات والوزارات ، ولست مع التجريح أو " شخصنة " القضية ، ولست مع استخدام الفاظ او كلمات او مصطلحات تنتقص من الافراد .. .
أحيي الذين يتحدثون عن معالجات للقضية ، ويطرحون القضايا للبحث والنقاش ، ويبدون آراءهم التي تخالف وتختلف مع مسؤولي القطاعات أو الوزارات ، بكل احترام وتقدير ، فخلافنا مع أي مسؤول أو جهة يجب أن نحصره في القضية المثارة ، وان نطرحها بكل موضوعية ومهنية ، بعيدا عن التجريح أو الإساءات أو التقليل من شأنهم ، أو اللمز والغمز خلال الحديث عن تلك الاخطاء .
نريد ان نرتقي في حواراتنا الفكرية والمجتمعية ، فنحن جميعا في قارب واحد ، ونسعى لخدمة مجتمع واحد ، ولا نشكك أبدا في وطنية أي مسؤول ، الذين يسعون جاهدين للقيام بالأدوار المنوطة بهم ، قد يخطئون ـ وفي الغالب يخطئون ـ خلال عملهم ، فمن يعمل يخطئ ، وهي حالة إنسانية طبيعية ـ أكرر ليس معناه التبرير للاخطاء ـ نعايشها جميعنا في حياتنا اليومية ، قد يختلف الخطأ من مكان لآخر ، لكنه خطأ .
ومن الواجب على المسؤول التفاعل مع الرأي العام ، والشفافية في إطلاع المجتمع على المعالجات التي تتم للأخطاء التي تقع ، خاصة تلك التي تمس مشاريع حيوية ، تمثل للمواطن أهمية كبرى .
اليوم المواطن ليس بمعزل عن العالم ، فهو يرى حجم التطور لدى دول أخرى ، ويرغب أن يكون لوطنه السبق ، والتقدم على تلك البلدان ، خاصة في ظل الإمكانات التي تتمتع بها دولة قطر ، التي باتت اليوم محط أنظار العالم ، ونستطيع أن نكون الأفضل .
نعم يجب أن تكون هناك محاسبة ومراجعة ومتابعة لكل المشاريع ، ليس فقط البنية التحتية أو قطاع الخدمات ، بل لكل عمل ، وكل مشروع يتم تنفيذه ، فليس معنى أن هناك فوائض مالية ، أو وضع مالي جيد ، أن يتم التغاضي عن ذلك ، بل هذا الوضع يفرض علينا جميعا ، مسؤولين وصناع قرار ومن دونهم ، أن نكون أكثر حرصا على توظيف هذا الوضع المالي الذي تتمتع به الدولة من أجل مزيد من التنمية ، وإنجاز المشاريع التي تنهض بالوطن ، وتخدم المواطن ، وتدفع بعجلة التقدم الى الامام .
المشاريع المفتوحة اليوم ليست فقط أشغال معنية بها ، بل هناك جهات أخرى تتولى تنفيذ مشاريع عديدة ، المطلوب مزيد من التنسيق وتكامل الادوار فيما بينها ، لكي نبتعد عن ازدواجية العمل ، وتضارب الادوار ، وهدر المال العام ، وتضييع الاوقات ، فلا يعقل ان نظل نشاهد اعمالا تنجز في مكان ما ، ثم سرعان ما نشاهدها نفسها قد اعيد حفرها او اعادة تصميمها من جديد .
أنا على ثقة أن كل المسؤولين يتقبلون النقد الايجابي والبناء بصدر رحب ، ويرحبون بأي مبادرة او مقترح يساهم في تطوير أداء المؤسسات التي يتولون إدارتها ، وفي المقابل فان الرأي العام يتطلع الى رؤية هذا الوطن وهو ينعم بأفضل المشاريع ، المنفذة على كفاءة عالية ، وجودة نوعية ، ويفتخر بما وصلت اليه قطر اليوم ، ويتطلع الى تحقيق المزيد من الانجازات.
من المهم ان نستفيد من التجارب التي مررنا بها ، والأهم ألا نقع في الأخطاء نفسها ، ونكرر المشاكل ذاتها.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13734
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن التقاضي في مجال التجارة والاستثمارات وذلك بإصدار القانون رقم 21 لسنة 2021 المتعلق بإنشاء محكمة الاستثمار مختصة للنظر في الدعاوى المتعلقة بالاستثمار والأعمال التجارية لتبت فيها وفق إجراءات وتنظيم يتناسب مع طبيعة هذه النوعية من القضايا. وتعكس هذه الخطوة القانونية الهامة حرص المشرع القطري على تطوير المناخ التشريعي في مجال المال والأعمال، وتيسير الإجراءات في القضايا التجارية التي تتطلب في العادة سرعة البت بها مع وجود قضاة متخصصين ملمين بطبيعتها، وهذه المميزات يصعب للقضاء العادي توفيرها بالنظر لإكراهات عديدة مثل الكم الهائل للقضايا المعروضة على المحاكم وعدم وجود قضاة وكادر إداري متخصص في هذا النوع من الدعاوى. وجاء القانون الجديد مكونا من 35 مادة نظمت المقتضيات القانونية للتقاضي أمام محكمة الاستثمار والتجارة، ويساعد على سرعة الفصل في القضايا التجارية وضمان حقوق أطراف الدعوى كما بينت لنا المادة 19 من نفس القانون، أنه يجب على المدعى عليه خلال ثلاثـين يوماً من تـاريخ إعلانه، أن يقدم رده إلكترونياً وأن يرفق به جميع المستندات المؤيدة له مع ترجمة لها باللغة العربية إن كانـت بلغة أجنبية، من أسماء وبيانات الشهود ومضمون شهاداتهم، وعناوينهم إذا كان لذلك مقتضى، ويجب أن يشتمل الرد على جميع أوجه الدفاع والدفوع الشكلية والموضوعية والطلبات المقابلة والعارضة والتدخل والإدخال، بحسب الأحوال. وعلى مكتب إدارة الدعوى إعلان المدعي أو من يمثله إلكترونياً برد المدعى عليه خلال ثـلاثـة أيام ولكن المادة 20 توضح لنا أنه للمدعي أن يُعقب على ما قدّمه المدعى عليه من رد وذلك خلال (خمسة عشر يوماً) من تاريخ إعلان المدعي برد المدعى عليه إلكترونياً. ويكون للمدعى عليه حق التعقيب على تعقيب المدعي (خلال عشرة أيام على الأكثر) من تـاريخ إعلانه إلكترونياً وبعدها يُحال ملف الدعوى إلكترونياً للدائرة المختصة في أول يوم . لانتهاء الإجراءات المنصوص عليها في المواد (17)، (19)، (20) من هذا القانون، وعلى الدائرة إذا قررت إصدار حكم تمهيدي في الدعوى أن تقوم بذلك خلال مدة لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ الإحالة، ليتضح لنا اهتمام المشرع بضمان تحقيق العدالة الناجزة. وتتألف هذه المحكمة من دوائر ابتدائية واستئنافية، وهيئ لها مقر مستقل ورئيس ذو خبرة في مجال الاستثمار والتجارة كما هيئ لها موازنة خاصة وهيكل إداري منظم، وسينعقد الاختصاص الولائي لها حسب المادة 7 في نزاعات محددة على سبيل الحصر تدور كلها في فلك القطاع التجاري والاستثماري. وإيمانا منه بطابع السرعة الذي تتطلبه النزاعات التجارية كما حدد هذا القانون مددا قصيرة للطعون، إذ بخلاف المدد الزمنية للطعن بالاستئناف في القضايا العادية أصبح ميعاد الاستئناف أمام هذه المحكمة (15 يوما) من تاريخ الإعلان، و7 أيام بالنسبة للمسائل المستعجلة والتظلم من الأوامر على العرائض والأوامر الوقتية، (و30 يوما بالنسبة للطعن بالتمييز). ومن أهم الميزات التي جاء بها أيضا قانون إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة ما سمته المادة 13 «النظام الإلكتروني» والذي بموجبه سيكون أي إجراء يتخذ في الدعوى يتم إلكترونيا سواء تعلق بتقييد الدعوى أو إيداع طلب أو سداد رسوم أو إعلان أو غيره، وذلك تعزيزا للرقمنة في المجال القضائي التجاري، وتحقيقا للغاية المنشودة من إحداث قضاء متخصص يستجيب لرؤية قطر المستقبلية. ونؤكد ختاما أن فكرة إنشاء محكمة خاصة بالمنازعات الاستثمارية والتجارية في دولة قطر يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني منها العوامل التي جعلت دولة قطر وجهة استثمارية مميزة على مستوى المنطقة والعالم وجعلها تتمتع ببيئة تشريعية قوية متقدمة تدعم الاستثمارات وتحمي حقوق المستثمرين. وتساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، وتعزز من مكانتها الدولية في المجال الاقتصادي لكن هذا المولود القضائي يجب أن يستفيد من التجارب المقارنة في المحاكم التجارية بالبلدان الأخرى لتفادي الإشكالات والصعوبات التي قد تطرح مستقبلاً ليكون رمزاً للعدالة الناجزة التي تسعى إليها الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
1266
| 25 نوفمبر 2025