رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سعدية مفرح

كاتبة كويتية

مساحة إعلانية

مقالات

579

سعدية مفرح

هل تكتبون يومياتكم؟

14 أكتوبر 2024 , 02:00ص

من أفضل الهدايا التي أقدمها لمن حولي في مناسبات مختلفة، وأحيانا بلا مناسبة، الدفاتر الجميلة المخصصة لكتابة اليوميات، رغم أنني لا أكتب يومياتي، أو بالأصح أقلعت عن عادة كتابة يومياتي منذ زمن بعيد جدا لسبب لا أريد أن أذكره في هذه المقالة ولكنني قد أفعل في مقالة أخرى مستقبلاً.

أجمع كثيرا من هذه الدفاتر ويأتيني أصدقائي ببعضها خاصة وهم يعرفون أنني أجمعها كواحدة من هواياتي المفضلة. أحبها منها الدفاتر غير المسطرة. ما زلت أشعر أن الأسطر نوع من القضبان التي قد تحد من حرية من يود الكتابة بلا قيود أو رقابة.. هل أبالغ؟ ربما، ولكنه شعوري كلما هممت بالكتابة على ورق مسطر! خصوصا إن كنت أود كتابة نص متداع لا حدود له.. كاليوميات تماما.

في بداياتي مع الكتابة كانت كتابة اليوميات واحدة من متعي الصغيرة السرية ولعلها تدريبي الذي أفلح في تعليمي بعض أسرار الكتابة ولهذا أنصح بها دائما كل من يود الدخول في ذلك العالم السحري..

تعتبر كتابة اليوميات من العادات الجميلة التي تحمل في طياتها فوائد عديدة للكاتب حتى وإن كان لا يجيد الكتابة بمعناها الإبداعي، فهي ليست مجرد وسيلة لتوثيق الأحداث اليومية، بل أداة فعالة للتعبير عن المشاعر والأفكار. وفي عالم سريع الحركة والتدفق، يمكن أن تكون اليوميات ملاذًا يساعد الناس على فهم أنفسهم بشكل أفضل.

كما أن كتابة اليوميات تساهم بتعزيز الوعي الذاتي ومعرفة ما في دواخلنا، وعندما يخصص المرء وقتًا للتفكير في ما حدث خلال يومه، فإنه يتاح له فرصة لاستكشاف مشاعره وأفكاره وما أفرحه وما أحزنه وما أثار اهتمامه وفضوله وتعجبه. وهذا النوع من التأمل يمكن أن يساعد في تحديد الأنماط السلبية أو الإيجابية في السلوك، مما يسهل اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

علاوة على ذلك، فإن كتابة اليوميات تعزز من مهارات الكتابة والتعبير. من خلال التعبير عن الأفكار والمشاعر، يتعلم الأفراد كيفية صياغة جملهم وتنظيم أفكارهم بشكل أكثر فعالية. هذه المهارات ليست مفيدة فقط في السياقات الشخصية، بل تمتد أيضًا إلى الأبعاد الأكاديمية والمهنية.

وتعتبر اليوميات أيضًا أداة فعالة للتعامل مع الضغوط النفسية. في أوقات التوتر أو الحزن، يمكن أن تساعد الكتابة في تخفيف العبء النفسي، من خلال وضع الأفكار على الورق، يمكن للمرء أن يشعر بالتحرر من المشاعر السلبية، مما يسهل عملية الشفاء النفسي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن اليوميات توفر وسيلة لتوثيق الذكريات. مع مرور الزمن، تصبح تلك الكتابات كنزًا من التجارب الحياتية، مما يتيح لنا العودة إلى تلك اللحظات واسترجاع المشاعر والأحداث. والذكريات لا تساهم فقط في تعزيز انتمائنا لذواتنا في الماضي، بل تساعد أيضًا في بناء شخصياتنا الراهنة لأنها تعرفنا على طبيعة تفكيرنا وتحولاته.

أخيرًا، تتيح كتابة اليوميات مساحة للتخطيط والتفكير في المستقبل. من خلال تحديد الأهداف وتدوين الخطوات اللازمة لتحقيقها، يمكن أن تكون اليوميات دليلاً يدعم المرء في مسيرته نحو تحقيق طموحاته.

بالتالي، فإن أهمية كتابة اليوميات لا تقتصر على مجرد تسجيل الأحداث، بل تمتد لتشمل تعزيز الوعي الذاتي، وتطوير المهارات الكتابية، وتخفيف الضغوط النفسية، وتوثيق الذكريات، والتخطيط للمستقبل. إنها ممارسة تعزز من جودة الحياة وتساعد الأفراد في رحلتهم نحو فهم أنفسهم بشكل أعمق.

تعتبر كتابة اليوميات وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية، فعندما نكتب عن مشاعرنا، يصبح لدينا منافذ للتعبير عن القلق والحزن والفرح وغيرها من المشاعر مما يساعد في تخفيف الضغط النفسي.

ومن خلال مراجعة الأحداث والمشاعر، يمكننا أن نتعرف على الأنماط السلبية في تفكيرنا وسلوكنا. كما أن الكتابة تساعد في تنظيم الأفكار وترتيبها، مما يقلل من الشعور بالارتباك والتوتر. وممارسة الكتابة بشكل منتظم يمكن أن تتجه بنا إلى المزاج الإيجابي. ومن خلال كتابة الأهداف والتقدم نحو تحقيقها، يمكن أن نشعر بالإنجاز، وتقوية التفكير النقدي والتأمل..

وأنا متأكدة أن كل من يكتب يومياته، وإن بشكل غير منتظم، يستطيع إضافة المزيد من الإيجابيات.. فالقائمة تطول لدى أصحاب اليوميات. فهل تكتبون يومياتكم؟

مساحة إعلانية