رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أجمعت نتائج معظم استطلاعات الرأي والاستبيانات التي قامت بها العديد من المراكز البحثية العالمية على مجموعات كبيرة من المستثمرين ومديري الصناديق الاستثمارية حول العالم، على أن هؤلاء المستثمرين وفي مقدمتهم مديرو صناديق الاستثمار العالمية الكبرى الذين يديرون محافظ مالية ضخمة إنما يدخلون عام 2014 بنظرة متفائلة بانتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة أرباح الشركات وتحسن أداء البورصات وأسواق المال وبصفة خاصة أداء الأسهم اليابانية والأوروبية.
حيث أظهرت هذه النتائج ارتفاع نسبة المستثمرين الذين يثقون بتعافي وتزايد قوة الاقتصاد العالمي في عام 2014 إلى نحو 71% فيما لم تزد هذه النسبة في استطلاعات الرأي المماثلة التي أجريت في عام سابق وترسم رؤيتهم وتصوراتهم لأوضاع الاقتصاد العالمي في عام 2013 عن نسبة 33% فقط... كما كشفت نتائج استبيان هذا العام كذلك عن تفاؤل المستثمرين المحليين في كافة المناطق الجغرافية حول العالم كل على حدة.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي أيضا ارتفاع نسبة المستثمرين الذين يثقون في إمكانية زيادة أرباح الشركات على المستوى العالمي في عام 2014 لتبلغ نحو 41% من نسبة المستثمرين المستطلعة آراؤهم مقارنة بنسبة 11% في الاستطلاعات المماثلة التي جرت قبل عام مضى، وإن طالب 55% من المشاركين باستطلاعات هذا العام بضرورة إعطاء الشركات أولوية مطلقة للإنفاق الرأسمالي لضمان تحقيق المزيد من التطوير ومن ثم الأرباح.
ولعل أهم ما جاء في نتائج الاستبيانات الخاصة بعام 2014 قد تمثل في ميل وتفضيل المستثمرين لاستثمار أموالهم في الأسهم مع تقليصهم لاستثماراتهم في السندات، حيث أظهرت النتائج أن نسبة الفرق بين الراغبين في زيادة استثماراتهم بالأسهم وخفض استثماراتهم بالسندات بمحافظهم الاستثمارية إلى 118 نقطة مئوية فيما لم تزيد هذه النسبة عن 76 نقطة قبل عام مضى، وتمثل كذلك في تفضيل هؤلاء المستثمرين للاستثمار طويل الأجل في الأسهم اليابانية والأوروبية وزيادة حصصهم من هذه الأسهم بمحافظهم الاستثمارية... وإن كان ضعف سعر صرف الدولار الأمريكي المتوقع خلال 2014 سيمثل تهديداً كبيراً لخطط هؤلاء المستثمرين وسيجبرهم على إعادة النظر والتفكير في ضرورة توزيع استثماراتهم من جديد.
هذا وقد انتقلت النظرة التفاؤلية إلى المستثمرين اليابانيين المشاركين في استطلاع الرأي المحلي الذي جرى على مستوى بلادهم، حيث أعرب 44% من المستطلعة آراؤهم عن ثقتهم في تنامي قوة اقتصادهم في عام 2014، في الوقت الذي بلغت فيه هذه النسبة في استطلاعات العام الماضي 17% فقط.... وأبدى 33% من العينة المستطلعة رأيها عن إيمانها بأن الأسهم اليابانية المطروحة والمتداولة بالبورصة إنما هي مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية العادلة.
وانتقلت ذات النظرة التفاؤلية كذلك على مستثمري منطقة اليورو الذين ارتفعت توقعاتهم بتحسن الأداء الاقتصادي لدول المنطقة، والذين أعرب 83% من مستثمريها المشاركين في استطلاعات الرأي عن اقتناعهم التام بتحسن اقتصاد المنطقة والاقتصاد الأوروبي بشكل عام في 2014، كما أبدى 80% منهم عن ثقته باستبعاد احتمالية حدوث انكماش اقتصادي حاد بالمنطقة.... بل إن 64% من المستطلع أراؤهم قد توقع حدوث تحسن ملموس بأرباح وتوزيعات شركات معظم دول المنطقة، وإن شكك البعض في هذه النتائج المرتبطة بمنطقة اليورو، وفي مبالغة هؤلاء المستثمرين بإمكانية حدوث انتعاش اقتصادي أوروبي ملموس خلال هذا العام.
ومن الملاحظات المهمة في استبيانات هذا العام تفضيل المستثمرين على مستوى العالم وفي المقدمة منهم مديرو صناديق الاستثمار العالمية الذين يديرون أموالا ضخمة تتعدى مئات وآلاف مليارات الدولارات لزيادة استثماراتهم بأسهم البنوك في محافظهم الاستثمارية، في ضوء تعاظم دور البنوك وتحقيقها لأرباح كبيرة متميزة.... وعلى العكس من ذلك فقد أظهرت الاستبيانات عدم تفضيل المستثمرين لاستثمار أموالهم في شركات السلع الأساسية وتقليص استثماراتهم بها، حيث أكدت النتائج أن 33% من مديري صناديق الاستثمار سوف يخفضون من نسبة احتفاظهم بتلك الأسهم بمحافظهم خلال عام 2014.
وأظهرت نتائج الاستبيانات كذلك عن ميل أكثر من 22% من المستثمرين " خاصة مديرى صناديق الاستثمار" نحو زيادة معدلات السيولة بمحافظهم الاستثمارية في العام الجديد، وذلك في ظل التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة بالبنوك ومواكباً لها احتمالية خفض البنك المركزي الأمريكي لبرامج التيسير الكمي ومن ثم خفض كمية السيولة بالأسواق في الربع الأول من هذا العام، وما يمكن أن يعكسه مثل هذا القرار على معدلات التضخم وفرص التوظيف والركود الاقتصادي وعلى نشاط البورصات وأسواق المال في أمريكا والعالم أجمع.
مكافحة الفساد مسؤولية عالمية
تعكس جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد والتي دخلت عامها العاشر، الأهمية... اقرأ المزيد
27
| 15 ديسمبر 2025
كأس العرب من منظور علم الاجتماع
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة الاجتماعية، مجالًا تتفرّع عنه اختصاصات حديثة، من أبرزها سوسيولوجيا الرياضة،... اقرأ المزيد
33
| 15 ديسمبر 2025
في زحمة الصحراء!
يُخطئ كثيرون في الظنّ بأن الصحراء مجرد رمال وحصى وحرارة تُنهك الجلد وتخدع الروح، كأنها مكان مُفرغ من... اقرأ المزيد
30
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
792
| 10 ديسمبر 2025