رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الدانة بخيت النعيمي

مساحة إعلانية

مقالات

789

الدانة بخيت النعيمي

دور المرأة في المجتمع القطري

15 يوليو 2025 , 04:11ص

شهد المجتمع القطري خلال العقود الأخيرة تحولات اجتماعية واقتصادية بارزة، كان من أبرزها التقدم الكبير في تمكين المرأة ودعم مشاركتها في مختلف مجالات العمل الوطني. وقد أصبحت المرأة القطرية اليوم فاعلًا رئيسيًا في التنمية، تسهم بقدراتها في ميادين التعليم، والطب، والهندسة، والإدارة، والقيادة، وغيرها من المجالات الحيوية. ومع هذا الحضور المتنامي في سوق العمل، برز تحدٍ مهم واجهته المرأة القطرية، وهو كيفية الموازنة بين دورها المهني من جهة، وواجباتها كأم وزوجة من جهة أخرى، دون أن يطغى جانب على حساب الآخر.

المجتمع القطري، وهو مجتمع متجذر في قيمه الإسلامية والعائلية، يدرك أهمية دور المرأة داخل الأسرة، ويولي الأمومة عناية كبيرة بوصفها اللبنة الأساسية في تربية الأجيال وبناء القيم. في الوقت نفسه، فإن رؤية قطر الوطنية 2030 أكدت على ضرورة تمكين المرأة وتفعيل مشاركتها الكاملة في التنمية الشاملة. وبين هذين الدورين، استطاعت المرأة القطرية أن تخلق نموذجًا فريدًا في التوازن، مستندة إلى وعيها وثقافتها، وإلى الدعم الكبير الذي تتلقاه من الدولة ومن بيئتها الاجتماعية.

الكثير من النساء القطريات ينجحن اليوم في تنسيق أدوارهن باقتدار. فتجدها مديرة في الصباح، ومربية ومخططة لشؤون أسرتها في المساء، دون أن تهمل أي من الجانبين. وقد ساعد على ذلك عدة عوامل؛ منها مرونة بعض جهات العمل، ووجود بيئة أسرية مساندة، وتوفر الدعم الحكومي للمرأة العاملة، من خلال إجازات الأمومة، وساعات الرضاعة، وخدمات رياض الأطفال، وغيرها من التسهيلات التي تعزز من قدرة المرأة على الاستمرارية في العمل دون التضحية بواجباتها الأسرية.

لكن هذا التوازن لا يخلو من التحديات. فطبيعة الأدوار التي تقوم بها المرأة القطرية اليوم تتطلب منها جهدًا مضاعفًا، وإدارة دقيقة للوقت والطاقة، وتعاونًا من الشريك والأسرة والمجتمع. وقد برزت خلال السنوات الماضية مبادرات تهدف إلى تعزيز هذه الموازنة، مثل ورش العمل والبرامج التوعوية التي تستهدف الأزواج والمؤسسات على حد سواء، للتأكيد على أهمية تقاسم الأدوار داخل الأسرة وتشجيع ثقافة التفاهم والشراكة.

إن الحديث عن دور المرأة القطرية لا يكتمل دون الإشارة إلى الوعي الذي تبديه الكثير من النساء في اختيار مجالات عمل مرنة أو بدوام جزئي، أو حتى دخول ميادين ريادة الأعمال التي تمنحهن حرية أكبر في إدارة وقتهن ومسؤولياتهن الأسرية. كما أن العديد من النساء أصبحن قدوة للأجيال القادمة، يربين أبناءهن على الطموح والمثابرة، ويبرزن أمامهم كنموذج حي للنجاح المتوازن.

في الختام، يمكن القول إن المرأة القطرية اليوم لا تخوض فقط معركة من أجل النجاح المهني، بل تقدم أيضًا درسًا في التوازن والالتزام. إن نجاحها في الجمع بين عملها وواجباتها الأسرية هو شهادة على نضجها، وعمق إدراكها لدورها المحوري في بناء مجتمع متماسك ومزدهر. ومن المهم أن يستمر المجتمع بكافة مؤسساته في دعم هذا التوازن، لضمان استمرار هذا النموذج الملهم الذي تمثله المرأة القطرية في العصر الحديث، وأنا كامرأة قطرية أفتخر بهذا الدور وأتوجه بالشكر والتقدير لكل امرأة في مجتمعنا تبذل قصارى جهدها بإخلاص في سبيل أسرتها ووطنها وإنها لرسالة سامية.

مساحة إعلانية