رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إسماعيل مخاوي

مساحة إعلانية

مقالات

363

إسماعيل مخاوي

ما ينقص العنابي للتأهل إلى كأس العالم؟

15 يوليو 2025 , 03:19ص

يواصل المنتخب القطري الأول لكرة القدم تحضيراته الجدية في معسكر النمسا، استعدادًا لخوض الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

ويستمر المعسكر حتى 27 يوليو الجاري، تتخلله مباراتان وديتان، في إطار برنامج إعداد وضعت له إدارة المنتخبات والاتحاد القطري لكرة القدم خطة مكثفة، بالتنسيق مع الجهاز الفني بقيادة الإسباني جولين لوبتيغي، الذي يتطلع إلى قيادة المنتخب للعودة إلى المونديال من بوابة التصفيات هذه المرة، بعد المشاركة كمضيف في النسخة السابقة "قطر 2022" وهي مهمة ليست بالسهلة ولا اليسيرة.

وعلى الرغم من أن المنتخب القطري يحتل المركز الـ53 عالميًا والخامس آسيويًا حسب تصنيف "فيفا"، إلا أن الطريق إلى كأس العالم لا يزال يتطلب جهدًا مضاعفًا على أعلى من مستوى، خصوصًا في ظل المنافسة المرتقبة مع منتخبات لها وزنها في الملحق القاري. فماذا ينقص "العنابي" لتحقيق الحلم مرة أخرى؟

ويُعد لوبتيغي مدربا ذا خبرة أوروبية عريضة، لكن توليه قيادة المنتخب مؤخرا يعني أن الانسجام مع اللاعبين لم يكتمل بعد، المعسكر الحالي يشكل فرصة ثمينة لاختبار فلسفته التكتيكية وبصمته على شكل المنتخب، إلا أن ضيق الوقت والتحديات المقبلة في أكتوبر تتطلب سرعة في تثبيت التشكيلة الأساسية وخلق تجانس جماعي داخل أرض الملعب وسط تشكيل قوي قادر على العودة بالعنابي الى جادة الطريق والتأهل المباشر الى نهائيات كأس العالم العام المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، لوبتيغي يقع على كاهله الدور الاكبر في مهمة التأهل عبر الملحق في اكتوبر المقبل ومن بعد تتكامل بقية الأدوار الإدارية والإعلامية والجماهيرية حتى يصل العنابي لمبتغاه.

الملحق الآسيوي لا يرحم، ويضم منتخبات عربية ذات ثقل فني وتاريخي، على رأسها الاخضر السعودي والإمارات وعُمان إلى جانب أسود الرافدين ومنتخب إندونيسيا الواعد.

المنتخب السعودي يعتبر من أعرق منتخبات آسيا، ويمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين والخبرة في التعامل مع مثل هذه الأدوار والتغلب عليه وتخطيه يعد امرا في غاية الصعوبة يحتاج لعمل مستمر.

الإمارات بدورها أثبتت قدرتها في التصفيات الأولية، وسبق لها أن فازت على قطر في الدوحة بنتيجة كبيرة، مما يجعل اللقاء المحتمل أمامها (اذا ضمت احدى المجموعات العنابي والإمارات مرة ثانية ) سيكون لقاء مشحونا بالرغبة في رد الاعتبار ومصالحة الجماهير وإن ما سبق كان كبوة لجواد اصيل سيعود في اللفة الاخيرة لسباق التصفيات.

عُمان من المنتخبات التي تتميز بالانضباط التكتيكي والتطور المستمر، وتعد من المنافسين الصعبين في الملحق ظهرت بشكل اكثر من رائع في بطولة خليجي الاخيرة التي اقيمت بالكويت وكادت ان تحقق اللقب.

كل هذه المعطيات تؤكد أن تخطي هذا الدور لن يكون سهلا، ويحتاج إلى عمل دؤوب ومضنٍ وتجهيزات كبيرة على كافة المستويات الفنية والذهنية والإدارية.

ولا يمكن الحديث عن التأهل دون الإشارة إلى أهمية الدعم الجماهيري والإعلامي من كل القطاعات داخل الدولة. 

المنتخب القطري في هذه المرحلة الحساسة يحتاج إلى وقفة وطنية حقيقية من الإعلام الرياضي ومن الجماهير المحبة العاشقة لالوان المنتخب وتحب ان تراه شامخا في المونديال المقبل وهذا الامر ما زال في المتناول وما زالت كل الحظوظ متوافرة امام المنتخب لتحقيق هذا الانجاز الكبير. 

الوقفة الجماهيرية تخلق مناخا معنويا إيجابيا يشجع اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم ومن المعلوم ان الروح المعنوية تلعب دورًا حاسمًا في مثل هذه التصفيات، خاصة عندما تُلعب بنظام التجمع والمباريات القليلة فالعنابي لا تنقصه جودة اللاعبين ولا الامكانيات الكبيرة للجهاز الفني فقط يحتاج للوقفة القوية واستعادة الروح القتالية والمعنوية التي لعب بها هذا الجيل الرائع من اللاعبين في بطولات ومناسبات مهمة وكبيرة مثل بطولة آسيا وبطولات الخليج للمنتخبات.

ويعد المعسكر النمساوي محطة مهمة، لكنه ليس كافيا وحده وحتى المباريات التي تتخلله ليست بالمباريات ذات الثقل الفني الكبير، المنتخب يحتاج الى مباريات قوية امام منتخبات ذات مستوى متطور قبل ملحق التصفيات اكتوبر المقبل فالتأهل إلى كأس العالم 2026 ممكن، ولكن بشروط واضحة: وهي تجهيز فني، عمل ذهني ونفسي عميق، تنوع تكتيكي، ودعم جماهيري لا يتوقف. "العنابي" يمتلك الأدوات على الورق، ولكن عليه أن يوظفها بكفاءة عالية في أرضية الملعب أمام خصوم تمتلك ثقلا فنيا كبيرا وهي الاخرى ايضا لديها نفس الدوافع والامكانيات التي تؤهلها الى تحقيق حلم الوصول للمونديال.

مساحة إعلانية