رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لو أخبرت مجموعة من الناس أن بينهم مخبرا يتجسس عليهم، ماذا سيكون رد فعلهم؟ في تجربة عملية تم توجيه هذا السؤال إلى مجموعة من الأفراد، وكانت النتيجة أن البعض رفض هذا السلوك واعتبره إهانة شخصية له، ولم يقبل بأقل من الكشف عن الدخيل وطرده من القاعة، أما البعض الآخر فاعتبر أنه لا داعي للقلق، فطالما أنه لم يرتكب ما يخرق "القانون" فلا يضيره أن يكون هناك من يتجسس عليه.
في إطار هذه التجربة يمثل رد الفعل الأول نموذج الشخصية التي تضيق ذرعا بالسلطة المتطفلة ووسائلها في التحكم والرقابة، فيما يمثل النموذج الثاني الشخصية المحافظة، المقتنعة بأن للسلطة ضروراتها، وأنه لا حرج عليها فيما تقوم به من أفعال لتقييد حرية الناس أو مراقبتهم في سبيل المصالح العليا، التي حتى وإن لم يكن واضحا ما الذي تمثله فإنه يمكن استشعار أهميتها وخطورتها.
غير أن هذه الثنائية تتلاشى فورا عندما يتم إقناع الأفراد محل التجربة بأن هناك تهديدا وشيكا لحياتهم وخطرا داهما على أمنهم وسلامتهم (وجود قنبلة وسط القاعة مثلا)، وأن التجسس عليهم ومراقبتهم هو ضروري للكشف عمن زرع القنبلة ومعاقبته. حينها يقدم الأفراد أمنهم على حريتهم، واستقرارهم على كرامتهم الشخصية، فينحازون جميعا إلى النموذج الثاني الذي لا يمانع في وجود من يتلصص عليهم حتى لو ظلت هويته مجهولة لهم.
ونظرا لفاعلية أسلوب التخويف تستخدمه الأنظمة الحاكمة لإبقاء المواطنين تحت سيطرتها المباشرة، وذلك من خلال توظيف فكرة الخطر الداهم أو صناعتها، حتى يضطر الفرد أن يحتمي بالنظام القائم، ويتغاضى عن عيوبه، ويتوقف عن المطالبة بإصلاحه أو تعديل سياساته.
وفي ظل خطاب الخطر والتهديد، يقترب الليبراليون من المحافظين، ويتماهى من هم في المعارضة مع من في الحكم، ويتقبل الجميع فكرة الضرورات التي تبيح المحظورات، ويبدأ الجميع في الحديث بلسان واحد، مرددين قناعات واحدة حول أولوية الاستقرار وأهمية الحفاظ على بقاء الدولة.
ولا شك أن أنظمة الاستبداد تبرع في استخدام مثل هذا الأسلوب، ولكن لا يقتصر استخدامه عليها، فقد تلجأ إليه الأنظمة التي تصف نفسها بالديمقراطية، كما فعلت الولايات المتحدة خلال مرحلة الحرب الباردة، حين تم إقناع ملايين الأمريكيين أن الخطر الشيوعي سوف يبتلع بلادهم في أي لحظة، وفي ضوء حالة الاستنفار القصوى التي روج لها النظام تمت مراكمة أسلحة دمار شامل لم تستخدم قط، وذهبت أثمانها إلى جيوب بارونات المال وتجار السلاح، الذين كانوا المستفيدين الوحيدين من نشر هذه الفوبيا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي (دون أن يطلق صاروخ واحد باتجاه الأراضي الأمريكية)، قام بارونات المال والسلاح، مدعومين بوكلائهم في الإعلام والكونجرس بدفع الإدارة الأمريكية إلى تسويق فكرة "الإرهاب العالمي" كعدو جديد يشغل الفراغ الذي أحدثه غياب السوفيت، وذلك حتى يستمر ضخ الأموال إلى حساباتهم المصرفية من ناحية، ولإبقاء المواطن الأمريكي في حالة من الإذعان والانشغال بالخطر الغامض الذي يصر رجال السياسة أنه قريب جدا من ناحية أخرى.
وهكذا وفي الحالتين تم إقناع الأمريكيين بوجود خطر داهم يتهدد وجودهم، ولا يمكن لغير الدولة بأجهزتها السيادية أن تتصدى له، وبالفعل احتمى المواطن بالدولة، التي استغلت الفرصة لسن مجموعة من التشريعات التي سلبت الأمريكيين الكثير من حرياتهم، وأبقتهم تحت المراقبة والتنصت عن طيب خاطر منهم.
وإذا كان استغلال مشاعر الخوف الغريزي من المجهول قد نجح في بلد ترتفع نسبة التعليم فيه، كالولايات المتحدة، فمن المنطقي أن ينجح بدرجة أكبر في دول العالم الثالث الذي ننتمي له، خاصة أن مواطني هذا الجزء من العالم من طول تعرضهم للمراقبة، تحولوا من وضعية المراقَب (من قبل الغير) إلى وضعية المراقِب (لنفسه)، فالمواطن في عالمنا العربي صار بفعل الكوابيس التي تصدرها له أنظمته الحاكمة يخط لنفسه خطوطا حمراء كثيرة، يراقب بموجبها ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال، الأمر الذي جعله يتقبل حالة المراقبة، ويتعايش معها بوصفها جزءا من حياته الطبيعية.
وإذا كان ثمة أمل في أن ينجو أحد من سياسات التخويف ومن الوقوع في أسر عقلية المراقب في عالمنا العربي، فيتعين أن يكون هؤلاء من فئة الشباب، فتطلعهم للحرية يفوق تطلع غيرهم من الفئات العمرية الأكبر، فهم لا يقدسون الاستقرار، ولا تحركهم غريزة الخوف من المجهول، ولا يقبلون معادلة الأمن في مقابل الاستبداد. ولهذا تنحصر معركة التغيير الدائرة حاليا في العديد من البلدان بين الأنظمة وبين الشباب دون غيرهم من الفئات العمرية.
فهل ستضحي أنظمة الاستبداد بشبابها من أجل أن تظل في مواقعها في الحكم، أم أن حماسة الشباب وتطلعهم لمستقبل أفضل سوف تكتب صفحة جديدة في عمر هذه الأمة؟
القمة السعودية - الأمريكية تعزز الدور الخليجي بقيادة المنطقة
برغم أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي ليس رئيس دولة - ولكن حرص الرئيس... اقرأ المزيد
87
| 23 نوفمبر 2025
مــا كـان ومـا هو الآن فـي غزة
اقرأوا معي هذا الخبر: «ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى... اقرأ المزيد
72
| 23 نوفمبر 2025
الصراع يبدأ
قرار مجلس الأمن أوقف اطلاق النار وأوقف حرب الابادة وأوقف التهجير القسري وأوقف القتل اليومي وفتح المسار لحل... اقرأ المزيد
84
| 23 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
12513
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2460
| 16 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1770
| 21 نوفمبر 2025