رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

405

أمل عبدالملك

تراثنا الجميل

16 مارس 2025 , 01:00ص

يعتبر التراث الثقافي جزءاً أساسياً من هوية المجتمعات بتنوع ثقافاتها وعاداتها، وهو انعكاس لتاريخ وتجارب الشعوب التي تتناقلها الأجيال عبر العصور، ونحرص في قطر على الحفاظ على هويتنا وتراثنا الوطني وهو ما يعكس أصالة المجتمع وتمسكه بعاداته وموروثه الشعبي، ويمكنك أن تلاحظ ذلك في كثير من المناطق في قطر بل حتى بعض المسميات للمناطق تُعّبر عن الهوية والموروث الشعبي والبيئة القطرية، كما أن كثيرا من العادات الشعبية ما زالت موجودة بل ويحرص المجتمع على إحيائها ليتعرف عليها الجيل الجديد ولعّل أشهرها القرنقعوه والذي احتفلنا به في ليلة النصف من رمضان، ويعد "القرنقعوه" عادة تقليدية مميزة تجسد روح التواصل الاجتماعي والتماسك بين أفراد المجتمع، وتقوم فكرته حول توزيع الحلويات والمكسرات على أطفال العائلة والحي، حيث يخرجون في مجموعات ويرددون الأهازيج الخاصة متزينين بالملابس التقليدية ويحملون أكياس قماش خاصة ويدقون الأبواب طالبين الحلويات والمكسرات في جو يسوده الفرح والبهجة احتفالاً بصوم 15 يوما من شهر رمضان المبارك، تساهم عادة القرنقعوه في تعزيز الهوية الاجتماعية لدى الأطفال واليافعين، فالاحتفال يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من مجتمع أكبر، ويعزز قيمة التقاليد والعادات التي تعتبر أساسية لبقاء الهوية الثقافية، كما تعتبر هذه الفعالية فرصة للتفاعل بين الأجيال، حيث يجد الكبار فرصة لتعليم الأطفال بعض القصص والحكايات المتعلقة بالتراث، مما يسرع من عملية نقل المعرفة.

انطلاقاً من أهمية التراث، تقيم الجهات المعنية في قطر مشكورة العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تركز على التراث الثقافي، مما يساهم في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على العادات والتقاليد، كما تتبنى المدارس والمراكز الثقافية برامج تعليمية تهتم بنشر الوعي حول التراث القطري، مبتكرة أنشطة تفاعلية تجعل الأطفال يقترفون التراث بطرق ممتعة وجذابة.

وقد طرأت بعض التغيرات على عادة القرنقعوه وأصبح البعض يبالغ بها وبالتجهيزات ويُقيم الولائم ويتكلف الكثير، بل وصلت لحد المنافسة في من يُقيم احتفالاً اكبر، جميلة هي الاحتفالات والتجمعات مع الأهل والأصدقاء وهو شيء محمود ولكن ما لا نتمناه هو المبالغة في هذه الاحتفالية وأن تظل محافظة على بساطتها لتستمر وتتناقلها الأجيال دون إرهاق مادي وتكلفة.

كما يجب توعية الوافدين بأن هذه المناسبة مخصصة للأطفال دون سن الثامنة عشرة، فوردت كثير من الشكاوى من الأهل والأصدقاء بأن بعض الأشخاص من العاملين من الجنسيات الآسيوية وصلوا داخل بيوتهم مما سبب إزعاجا وخوفا لدى صغار السن، والبعض لاحظ أن بعض السيارات تُنزل العمال للمناطق السكنية بغرض القرنقعوه وهو أمر غير مقبول وبحاجة إلى رقابة وضبط وتوعية للعمال والأجانب، فللبيوت حُرمة ولا يجوز دخولها بهذه الطريقة، قد يكون مسموحا للأطفال ولكن الكبار صعب جداً.

وتقع علينا كمواطنين مسؤولية الحفاظ على التراث القطري وتوريثه بالشكل الصحيح، وذلك ممكن أن يتم إذا ما تعاونت الأسرة والمجتمع والمؤسسات المتنوعة، فمثلاً إدراج مواد عن التراث والعادات القطرية في المناهج الدراسية، تنظيم ورش عمل ودورات تعليمية حول الفنون التقليدية واللغة العربية والتراث الشعبي، كذلك تنظيم الفعاليات الثقافية ومهرجانات ومعارض تسلط الضوء على التراث القطري، مثل معرض للحرف اليدوية، والأسواق الشعبية، المحافظة على المعالم التاريخية بالاستثمار في ترميم وصيانة المعالم التاريخية والمواقع الأثرية وتعريف الزوار بأهميتها وهذا ما تحرص عليه قطر، كما يمكن المحافظة على التراث بدعم الحرف اليدوية وتشجيع الحرفيين المحليين وتقديم الدعم لهم، سواء من خلال الأسواق أو المعارض، لضمان استدامة الحرف التقليدية مثل صناعة السفن، وتطريز البشوت، وصناعة المجوهرات.

وربما الأهم من كل ما ورد هو التوثيق والبحث، حيث يتم توثيق التراث الشفهي من خلال مقابلات كبار السن وتسجيل القصص الشعبية والأمثال والعادات لضمان نقلها للأجيال القادمة.

وحتماً أن الترويج للسياحة الثقافية يلعب دوراً في الحفاظ على الموروث الشعبي وذلك بإنشاء برامج سياحية تتيح للزوار التعرف على التراث القطري وتجربته بشكل مباشر، ومؤخراً لاحظنا اهتمام السياحة في قطر بذلك ونأمل أن تستمر في نشر التراث القطري بكل تفاصيله.

Amalabdulmalik333@gmail.com

@amalabdulmalik

مساحة إعلانية