رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سعدية مفرح

كاتبة كويتية

مساحة إعلانية

مقالات

1770

سعدية مفرح

مفاتيح الكتابة

16 سبتمبر 2024 , 02:00ص

اعتدت منذ أن بدأت بتقديم دورات الكتابة والتدرب عليها أن أبدأ اي دورة، مهما كان نوعها بخمسة مفاتيح أعتبرها مفاتيح الكتابة الأساسية، ولا بد أن يعرفها من يود خوض مضمار الكتابة منذ البداية.

أول هذه المفاتيح الخمسة هو مفتاح الموهبة، أي اكتشاف الصوت العميق، حيث تُعتبر الموهبة أهم المفاتيح الأساسية في عالم الكتابة، لكنها ليست شيئًا يمكن اكتسابه أو التحكم فيه بشكل كامل. بل هي كالأرض الخصبة التي تحتاج إلى رعاية لاكتشاف ما يمكن أن ينمو فيها. ويتطلب الأمر من الكاتب المبتدئ أن يستمع إلى «صوته العميق»، أي إلى الأفكار والمشاعر التي تدفعه للكتابة. هذا الصوت هو ما يجعل النص شخصياً وفريداً. لذا، ينبغي على الكاتب أن يكون في حالة وعي دائم بموهبته وأن يسعى لتطويرها من خلال التجربة والتأمل.

وثاني هذه المفاتيح هو مفتاح الحرية، أي الكتابة بلا قيود، إذ تُعد الحرية عنصراً جوهريا عملية تعزيز الإبداع، وعندما يعتاد الكاتب أن يكتب بلا رقابة أي رقيب ولا قيود، يصبح قادراً على التعبير عن أفكاره ومشاعره بأسلوب صادق وشفاف. وتسمح هذه الحرية بتجربة أساليب جديدة وأفكار مبتكرة، مما يساعد على خلق نصوص تعكس رؤية الكاتب الحقيقية. ولذلك من المهم أن يتبنى الكاتب هذه الحرية كأداة لاستكشاف ذاته وتوسيع آفاقه الأدبية وألا يتنازل عنها حتى لو كان المقابل أو الثمن هو عدم النشر.

أما القراءة، فهي مفتاح الإلهام في الكتابة، ولا تقتصر القراءة كمفتاح للإلهام على الكتب المتعلقة بالموضوع الذي ينوي الكاتب الكتابة عنه، بل تمتد لتشمل مختلف الأنواع الأدبية والفكرية. القراءة تعتبر بمثابة نافذة إلى عوالم جديدة وأساليب مختلفة في الكتابة، ومن خلال التعرف على أساليب كتاب آخرين وتجاربهم، يمكن للكاتب أن يستلهم أفكارا جديدة ويعزز لغته وأسلوبه الخاص. وبالتالي، فإن القراءة تساهم في توسيع مدارك الكاتب وتغذية خياله.

ومن المفاتيح المهمة في عالم الكتابة مفتاح الإرادة بامتلاك الشغف والمحافظة عليه، فالإرادة هي القوة الداخلية التي تدفع الكاتب للاستمرار في رحلته الإبداعية. فهي تعني رغبته الحقيقية في الكتابة والتعبير عن أفكاره، بالإضافة إلى القدرة على الحفاظ على الشغف رغم التحديات. ويواجه الكتاب أحيانًا عقبات مثل حبسة الكتابة، والنقد السلبي. ولكن، من خلال الإرادة القوية، يمكن للكاتب التغلب على هذه العقبات والاستمرار في تطوير مهاراته وتحقيق أهدافه الأدبية.

وأما المفتاح الأخير فهو الاستمرارية، إذ لا ينبغي للكاتب أن يتوقع النجاح بين ليلة وضحاها ولا أن يتوقعه منذ المرة الأولى، بل يتطلب الأمر المحاولات الدؤوب والتدريبات المستمرة، من خلال تخصيص وقت يومي للكتابة، يمكن للكاتب أن يطور أسلوبه ويكتسب الثقة في قدراته. إن الاستمرارية لا تعني فقط الكتابة بشكل منتظم، بل أيضًا التعلم من الأخطاء والسعي للتحسين. لذا، فإن الالتزام بالكتابة هو المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح أمام الكاتب.

مساحة إعلانية