رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

331

صالحة أحمد

لنربح هذا الصباح

17 مايو 2011 , 12:00ص

ما أجمل الصباح، وما أروعه حين نبدأه بخير يكون لنا وعلينا ومن نحب؛ ولأن ذلك ما أوده لي ولكل من حولي (ممن حولي) فلقد بدأت صباحي بهذه النصائح التي ستترك أثرها الإيجابي في (النفس) ما أن تفرغ منها، ولكن شريطة أن يُفرغ صاحبها عقله من كل فكرة سلبية تقول له: (وما الفائدة من كل هذا الحديث؟)، وهو السؤال الذي سيقنعه بأنه على صواب وإن لم يكن كذلك أصلاً، لذا ومتى فعلت ونفذت تابع القراءة؛ لينفذ محتواه إليك فيحقق هدفه الحقيقي منذ البداية، لكن من قبل ذلك تذكر: بأنك وحين تفكر بأن تكون إيجابياً مع الآخرين، فإن غيرك سيفكر بالأمر ذاته؛ ليؤثر عليك وعلى حياتك بالشكل الذي تحب.

1 — يتطلب الأمر منك القليل من الوقت والجهد كي تدمر ما حولك من حولك، في حين أنه يتطلب منك الكثير من الوقت والجهد كي تعمره، لذا يسهل عليك ارتكاب الخطأ، ولربما الاستمرار في ذلك حتى حين، والمصيبة أنك تحسب بأن موعد تصحيحها قريب منك، غير أنه ليس كذلك؛ لأن انغماسك في وحل ارتكابها وهو الأسهل يُغريك بمتابعة ذاك الفعل، ويُحرم عليك غيره، والحقيقة أن العامل المشترك في الحالة الأولى ومن بعدها الثانية هو (أنت)، مما يعني أنك وحدك من يستطيع تعديل الوضع، وقلب فكرة (التدمير) وتحويلها إلى فكرة جميلة ومفيدة اسمها (التعمير)، لذا فكر كيف يمكنك تعمير ما حولك حتى وإن دمرك ما حولك؟

2 — هناك الكثير من القصص التي تدور أحداثها على الأرض، وتدور على الأرض لتنتقل وتتنقل وتصل في نهاية المطاف إلينا، وتخبرنا عن أصحابها الذين عاشوا حياة وإن خلت من المتاعب، إلا أنها لم تكن لتحرمهم نصيبهم من مواجهة الأمور التي قد تبغض القلب، وتثقل كاهله، حتى لينفجر بما فيه ولما فيه، ومن تلك الأمور: خدش مشاعر أقرب الناس، بكلمات مدوية تخرج وبكل سهولة من الفم، لتتوجه كسهام تقسم بأنها لن تنحرف عن مسارها حتى تصل فتُحدث ما خرجت بسببه صحيحاً كاملاً، حتى ومتى وصلت أدت مهمتها؛ ليخرج أثرها السلبي واضحاً، فتكون النتيجة ذبول قلب الطرف الآخر منك، ومن الموقف كله وإن حاول إظهار غير ذلك، ولكن وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن الصلة أياً كان نوعها ستذبل حتى تموت؛ لتجد نفسك وفي نهاية المطاف وحيداً دون من تحبهم أو تحترمهم ممن حولك (حولك)، ويبقى السؤال الذي يخرج يكلله الخجل من كل ناحية: هل هذا ما تسعى إليه فعلاً؟ وهل لحياتك قيمة إن كانت الأرض بما فيها عليك لا العكس؟

3 — من الأمور التي يصعب على المرء القيام بها، فتجده يتقدم خطوة؛ لتسحبه نفسه خطوات فيعود من حيث أتى، (الاعتذار) بطريقة لبقة تعكس حقيقة ما يشعر به. نحن ندرك كيف نخُطئ، ومتى نفعل ذلك، ولكننا وإن كنا ندرك كيف نعتذر إلا أننا نؤجل ذلك؛ لأن الأمر يتطلب قوة قلب لا يملكها الجميع وبنفس القدر، فهي تعادل كل ما نملكه من كرامة، وعزة وكل ما يجتمع في النفس ليجعل منها ما هي عليه، لذا يكون الأمر قاسياً على البعض ليكون الاعتذار منهم في الوقت المطلوب. ويبقى السؤال: ما هو الوقت المناسب الذي يُفضل لأن يكون فيه اعتذارنا من الآخر؟ هل هو (وهو) على الأرض معنا؟ أم وهو تحتها دوننا؟

كل ما ذكرته اليوم يعنيني فأنا على رأس قائمة ما أنصح به؛ لأنه كل ما يجدر بأن يكون منا ولنا جميعاً، لذا فلنفكر ملياً في كل ذلك، إذ ولربما نكون قد فعلناها فعلاً، ودمرنا ما حولنا بجرحنا لمن نحب ونحترم، ولعلنا حتى هذه اللحظة لم نبادر بالاعتذار وطلب السماح، فإن كان وان كان منا ذلك، فلاشك بأنه الوقت المناسب ليكون منا فعل كل ما سبق كي نربح هذا الصباح وكل صباح، وليوفق الله الجميع.

ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

مساحة إعلانية