رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مازالت المفاوضات شاقة ومتعثرة بين اليونان ودائنيها الثلاث الرئيسيين المتمثلين فى المفوضية الأوروبية والبنك المركزى الأوروبى وصندوق النقد الدولى "ترويكا الدائنين" ، وهي المفاوضات التي بدأت في أعقاب انتخابات الحكومة اليونانية اليسارية الجديدة برئاسة اليكسس تسيبراس .... بما يعني عدم قدرة هذه الحكومة من الحصول على القسط الأخير من القرض الذي سبق لحكومة اليونان السابقة الاتفاق عليه والبالغ 7,2 مليار يورو بشرط قيامها بالإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة بالإضافة إلى تنفيذها لخطط تقشفيه قاسية، رفضها الشعب اليونانى وقام بإنتخاب حزب "سيرايزا اليساري" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والذي وعدهم بإلغاء هذه الخطط التقشفية وعدم الخضوع لتعليمات وتوصيات صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي.
وفي ظل خزانة شبه خاوية للحكومة اليونانية، فقد كان من المقرر إستخدام هذا القسط الأخير من القرض الأوروبي في سداد مبلغ 1,6 مليار يورو كأقساط ديون مستحقة لصالح صندوق النقد الدولي قبل نهاية هذا الشهر... إلا أن ترويكا الدائنين قد اشترطوا على حكومة سيبراس اليسارية الجديدة ضرورة الموافقة والتعهد بإجراء الإصلاحات الصعبة التي قبلت بها الحكومة اليونانية السابقة قبل إفراجها عن أموال القسط الأخير من القرض، والتي بدونها لن تتمكن اليونان من سداد ما عليها من التزامات وفي مقدمتها سداد اقساط قرض صندوق النقد الدولي هذا الشهر مما يهددها بالخروج من منطقة اليورو.
لذا فقد حذرت المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" بالمؤتمر الصحفي الختامي لقمة مجموعة السبعة الكبار التي عُقدت الأسبوع الماضي ببلادها ، من أن الوقت قد بدأ في النفاد وعلى الجميع العمل بشكل شاق للوصول إلى حلول مرضية، كما أكد الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" على أن الإسراع في الوصول إلى حلول عملية في تسوية هذه الأزمة سوف يصب بلا جدال في صالح اليونان ... فيما حذر وزير المالية اليوناني "يانيس فاروفاكيس " من فشل تاريخي للقادة لأوروبيين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وأنه آن الأوان للتوقف عن تبادل الاتهامات وأن يبذل الجميع أقصى جهد ممكن كي نتمكن من عقد اتفاق يستفيد منه جميع الأطراف.
إلا أن رئيس الوزراء اليوناني "اليكسس سيبراس" قد وصف المقترحات الأوروبية لحل الأزمة بأنها عبثية، بل وقام هذا الأسبوع بافتتاح محطة التلفزيون الحكومية ERT التي كانت الحكومة السابقة قد أغلقتها منذ عامين في إطار خطة التقشف التي تبنتها البلاد وفقاً لتوصيات المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الدائنين الأوروبيين ودفع رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" صاحب الميول التوفيقية إلى رفض تلقي اتصالات هاتفية من تسيبراس لمدة ثلاثة أيام ... ومازالت فجوة الخلافات بين الطرفين عميقة فيما يتعلق بإصلاح نظام التقاعد ومعدل الضرائب على القيمة المضافة والالتزام اليوناني بخفض نسب ومعدلات الدين العام.
وعلى الرغم من ذلك فقد اجتمع هذا الأسبوع كبير المفاوضين السياسيين اليونانيين فى أزمة الديون "اقليدس تساكالوتوس"في بروكسل مع المفوض الأوروبي للشئون الاقتصادية "بيار موسكوفيس" للتباحث في إمكانية تأجيل سداد الديون اليونانية المستحقة لأوروبا حتى نهاية عام 2016 وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه بين الطرفين .... كما حاول المفاوضون اليونانيون في ذات الوقت إقناع الجانب الأوروبي تمديد العمل ببرنامج المساعدات الأوروبية حتى نهاية مارس 2016 كي يتزامن مع تاريخ انتهاء برنامج المساعدات الممنوح لبلادهم من قبل صندوق النقد الدولي ، بالإضافة إلى تقديمهم لمجموعة جديدة أخرى من الاقتراحات ، وقد كان رد الجانب الأوروبي على هذه الاقتراحات واضحاً ومحدداً بأن موافقته على هذه الاقتراحات مازال مرهونا بإقرار الحكومة اليونانية بتنفيذ الإصلاحات والخطط المطلوبة.
وفي محاولة قد تكون الأخيرة قبل نفاد الوقت بحلول نهاية هذا الشهر سيعمل رئيس الوزراء اليونانى على إيجاد صيغة وسطى يحفظ بها ماء وجهه ووجه حزبه اليساري الرافض لخطط التقشف والإصلاح، ويقبل بها القادة الأوروبيون خلال مفاوضاته معهم في بروكسل على هامش القمة الأوروبية المخصصة لبحث تعظيم التعاون الاقتصادي مع دول أمريكا اللاتينية.
ويؤكد جميع الخبراء والمتخصصين في الشأن الأوروبي أنه لم يعد أمام اليونان قبل انتهاء المهلة المتاحة أمامهم والتي تنتهي في نهاية هذا الشهر سوى تقديم بعض التنازلات إذا كانت راغبه حقاً فى إيجاد حل توافقي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حالة من التذمر والتظاهر والرفض الشعبي الجارف داخل اليونان.... وبديل ذلك سيتمثل في عدم قدرة الحكومة اليونانية على سداد ما عليها من ديون للمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي ، ومن ثم الخروج من منطقة اليورو، وحينئذ سيواجه كلا الطرفين اليوناني والأوروبي بمجموعة من الخيارات الصعبة والحسابات المعقدة.
في منتدى الدوحة 2025 وسط حضور كبير تجاوز ستة آلاف شخص وفي التنوع في الجلسات الحوارية التي ناقشت... اقرأ المزيد
57
| 17 ديسمبر 2025
تحسبونــه هينا وهو عند الله عظيم
وصلت صباحا وكلي همة وتفكير من أين سوف أبدأ، فإذا بي أدخل المكتب وأجد مكتب زميلتي ليس على... اقرأ المزيد
54
| 17 ديسمبر 2025
قطر.. قصة وطن يتألّق في يومه الوطني
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تكون دولة قطر على موعدٍ مع ذاكرتها الوطنية، وتفتح صفحات... اقرأ المزيد
51
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
807
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025