رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2022 – 2023 وجميع الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على أهبة الاستعداد لاستقبال هذا العام الدراسي المتميز والمتفرد بكل ما تحمله الكلمة من معنى لمصادفة تنظيم بلادنا الحبيبة بطولة كأس العالم قطر 2022، هذا الحدث العالمي الذي تتأهب له كل أجهزة الدولة المختلفة وينتظره المواطن والمقيم بالبلاد بترقب شديد، ومن ضمن هذه الجهات بالتأكيد وزارة التربية والتعليم التي قامت بتعديل جدولة بداية العام وتواريخ امتحانات نصف السنة ونهاية السنة وكذلك على الطلاب بالمدارس ضرورة أن يتهيأوا لكيفية استقبال هذا الحدث الفريد من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي والذي قد لا يتكرر على مدى سنوات طويلة قادمة وربما لأجيال قادمة، لما لهذه الاحتفالية العالمية من صدى عالمي كبير.
التأهيل الأسري للطلاب لاستقبال العام الجديد
لابد أن يكون الطالب جاهزا ماديا ومعنوياً فكما يحضر أدواته من كراسات وأقلام وألوان وما إلى ذلك فعلى الوالدين والأسرة التشجيع والدعم اللازم وشحن همة الأبناء ليكون إيجابيا مقبلا عليه بجد واجتهاد، لكي يستقبل العام الدراسي الجديد بفرح وتفاؤل وحماس لمنحه القوة للبداية الجديدة وكل بداية جديدة تستلزم فرحا وتفاعلاً وطاقة إيجابية للبدء بقوة، ونقطة انطلاقه الأولى ستشكل الكثير من معالم رحلته طوال العام، لأن الكثير من الطلاب يتكاسلون في الأيام الأولى من دراستهم بحجة أن الوقت ما زال مبكرا على شحذ الهمم واستغلال القدرات بحدها الأقصى خاصة أن هذا العام يعتبر أقصر زمنا من الأعوام السابقة ويعتبر متفردا بسبب تخلله تنظيم الدولة لكأس العالم، وهم بذلك يصعبون على أنفسهم كثيرا، وربما كذلك يعرضون أنفسهم لمتاعب مستقبلية.
وصفات النجاح للعام الدراسي الجديد
إن وصفة النجاح هي بسيطة وسهلة يجب أن تنتبه لها الأسرة وأولياء الأمور مثل عدم تراكم المذاكرة على الطالب لكي لا تصير ثقيلة ترزح تحته وكذلك الاستعداد يحتاج لاستغلال الوقت الاستغلال الأمثل، وتنظيم الوقت بعمل جدول معين للمذاكرة لكن المهم هو تنظيم الوقت ولا يجعل مادة بعينها تطغى على المواد الأخرى بحجة أنه لا يحبها أو أنها صعبة تحتاج لوقت أطول أو لأي سبب آخر، فالطالب لا يستفيد إذا تفوق في مادة بعينها دون المواد الأخرى، وكذلك الاستفادة من أخطاء العام السابق ويجب تذكير الابن منذ بداية العام بدرجاته في المواد للعام السابق وحثه على الاجتهاد لتحسينها وتذكيره بالممارسات الخاطئة التي كان يمارسها في العام الماضي لكي يتحسن مستواه الاستيعابي والعلمي كل حسب مرحلته التي سيقدم عليها سواء في مرحلة الابتدائي أو المتوسطة أو الثانوية خاصة إذا كان في السنة النهائية ومقبلا على امتحان الشهادة الثانوية العامة، ويجب أن تغرز الأسرة في نفس الطالب باستقبال العام الدراسي وهو يتطلع لإنهائه بالتزام وتفوق ويضع نصب عينيه النجاح والتفوق غاية يسعى للوصول إليها وكلما تعب وبذل مجهودا هو لمصلحته وأن الله يكافئ المجتهدين.
تهيئة المدارس والمعلمين
يجب أن تكون هناك توجيهات معينة للمعلمين بكيفية استقبال الطلاب للعام الجديد في ظروف تنظيم البلاد لبطولة كأس العالم وأن هناك حدثا عالميا سوف تستقبله بلادنا وبالتالي هناك وافدون لحضور هذا الحدث من مختلف دول العالم ويحملون عادات وتقاليد مختلفة عن تقاليدنا وطبائعنا المجتمعية يجب التعامل معها بحكمة، كما لابد من غرز بعض المفاهيم في التعامل في أذهان طلابنا وتكون هناك أوقات مخصصة ضمن جدول الحصص اليومي لكل مرحلة حسب أعمارهم بعكس تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية للوافدين الجدد على بلادنا الذين يزوروننا لأول مرة، ويكون في مقدمة ذلك كيفية التعامل الفردي والتصرفات اليومية أثناء فترة وجود هذه الوفود سواء في المجمعات التجارية الكبرى أو في المرافق والأماكن الترفيهية التي تحتضن تنظيم فعاليات البطولة، وأن تقوم إدارات المدارس بوضع بعض النصائح القيمة التي تساعد الطلاب في عكس هذه القيم التي تتميز بها بلادنا وبالتالي نقل هذه النصائح من الطلاب إلى بقية أفراد أسرهم لاكتمال المنظومة المجتمعية، ويجب أن تكون مدارسنا مهيأة أكاديميا وعلميا لتقديم مادة دسمة لطلابنا لعكس ثقافة بلادنا إلى الوفود القادمة، ومن المعروف أن معظم الوافدين لحضور بطولة كأس العالم يتطلعون لمعرفة ثقافة البلاد خاصة أن وقت المباراة لا يأخذ منهم كل أوقات اليوم وهناك أوقات فراغ يستغلها هؤلاء للتجوال في أماكن معينة للتعرف على معالم الدولة وثقافتها.
بلادنا تستحق الأفضل
بقدر فرحة الشعب القطري بالفوز بتنظيم بطولة العالم يجب أن نكون على قدر الحدث ونكون مستعدين من مختلف جميع فئات المجتمع ومختلف الجهات المعنية لاستقبال هذا الحدث أفضل استقبال ونعكس للعالم أجمع أن بلادنا تستحق استضافة هذا الحدث العالمي كما نجحت في استضافة الكثير من الفعاليات العالمية والأحداث الكبيرة من قبل، كما أن طلاب المدارس يتشكلون من جنسيات عربية وغير عربية يجب أن يتم توضيح بعض المفاهيم لجميع الطلاب والالتزام بممارسة عاداتنا وتقاليدنا المعروفة لكل العالم من حسن الضيافة وبشاشة الاستقبال لكل الزائرين لأن الانطباع الجيد الذي سيخرج به هذا الزائر من بلادنا سيظل لسنوات طويلة في باله وينقله إلى أي بلد يذهب إليه، وعلى إدارات مدارسنا بمختلف مراحلها تنوير طلابنا بالبرامج التي وضعتها الدولة لاستقبال هذا الحدث العالمي وكيفية الاستمتاع بالفعاليات المصاحبة لهذا الحدث العالمي الفريد والمشاركة الفعالة فيه لكي يعكس التطور الحضاري الذي وصل إليه مجتمعنا المحلي مما يعتبر مؤشرا لإنجاح البطولة.
كسرة أخيرة
هناك العديد من المبادرات المجتمعية التي انطلقت خلال الفترة الماضية للمساهمة في إنجاح بلادنا لتنظيم بطولة العالم منها (مبادرة زينة) لتجميل المرافق والمباني والشوارع والبيوت التي تقع في الطرق المؤدية إلى أماكن فعاليات تنظيم البطولة، وكذلك مبادرة (أنت مهم) التي انطلقت لشحذ الهمم لكل أفراد المجتمع للمساهمة في إنجاح الحدث، لذلك لابد أن تتفاعل جميع مدارسنا مع هذه المبادرة وإطلاق مبادرات طلابية جديدة متميزة للمساهمة في إنجاح البطولة لما للفئة الطلابية والشبابية من دور هام وحيوي في كل المجتمعات وتنعكس مشاركاتهم الفعالة في عكس الحيوية التي يتمتع بها المجتمع لأنهم يعتبرون العرق النابض على هذه الأرض وهم من يقومون ببنائها ويسعون لازدهارها فلا حياة من دون شباب، ولتتوحد جهودنا في الفترة القادمة لتصب في رفع شأن بلادنا أمام الأمم التي تترقب انطلاق هذا الحدث العالمي الفريد.
الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
Falghazal33@gmail.com
من الرياض.. أطيب التهاني للدوحة بيومها الوطني
من فضل الله تعيش دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، تعمّقها رؤى قادتها... اقرأ المزيد
18
| 13 ديسمبر 2025
العدالة المعلقة بين النية المبطنة والإبادة المعلنة 1-2
على شريط ساحلي قبالة بحر أبيض، وبتوقيت يكاد يتفق واللحظة، تُعاد كتابة التاريخ بدمٍ لا يزال يجري طوفانه!... اقرأ المزيد
30
| 13 ديسمبر 2025
ذوو الهمم في حياتنا
يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. ذلك اليوم الذي يدعو... اقرأ المزيد
63
| 12 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو الطيب» يتألق في نَظْم الشعر.. وفي تنظيم البطولات تتفوق قطر - «بطولة العرب» تجدد شراكة الجذور.. ووحدة الشعور - قطر بسواعد أبنائها وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر باستضافتها الناجحة للبطولات - قطر تراهن على الرياضة كقطاع تنموي مجزٍ ومجال حيوي محفز - الحدث العربي ليس مجرد بطولة رياضية بل يشكل حدثاً قومياً جامعاً -دمج الأناشيد الوطنية العربية في نشيد واحد يعبر عن شراكة الجذور ووحدة الشعور لم يكن «جحا»، صاحب النوادر، هو الوحيد الحاضر، حفل افتتاح بطولة «كأس العرب»، قادماً من كتب التراث العربي، وأزقة الحضارات، وأروقة التاريخ، بصفته تعويذة البطولة، وأيقونتها النادرة. كان هناك حاضر آخر، أكثر حضوراً في مجال الإبداع، وأبرز تأثيراً في مسارات الحكمة، وأشد أثرا في مجالات الفلسفة، وأوضح تأثيرا في ملفات الثقافة العربية، ودواوين الشعر والقصائد. هناك في «استاد البيت»، كان من بين الحضور، نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، مهندس الأبيات الشعرية، والقصائد الإبداعية، المبدع المتحضر، الشاعر المتفاخر، بأن «الأعمى نظر إلى أدبه، وأسمعت كلماته من به صمم»! وكيف لا يأتي، ذلك العربي الفخور بنفسه، إلى قطر العروبة، ويحضر افتتاح «كأس العرب» وهو المتباهي بعروبته، المتمكن في لغة الضاد، العارف بقواعدها، الخبير بأحكامها، المتدفق بحكمها، الضليع بأوزان الشعر، وهندسة القوافي؟ كيف لا يأتي إلى قطر، ويشارك جماهير العرب، أفراحهم ويحضر احتفالاتهم، وهو منذ أكثر من ألف عام ولا يزال، يلهم الأجيال بقصائده ويحفزهم بأشعاره؟ كيف لا يأتي وهو الذي يثير الإعجاب، باعتباره صاحب الآلة اللغوية الإبداعية، التي تفتّقت عنها ومنها، عبقريته الشعرية الفريدة؟ كيف لا يحضر فعاليات «بطولة العرب»، ذلك العربي الفصيح، الشاعر الصريح، الذي يعد أكثر العرب موهبة شعرية، وأكثرهم حنكة عربية، وأبرزهم حكمة إنسانية؟ كيف لا يحضر افتتاح «كأس العرب»، وهو الشخصية الأسطورية العربية، التي سجلت اسمها في قائمة أساطير الشعر العربي، باعتباره أكثر شعراء العرب شهرة، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق في مجال التباهي بنفسه، والتفاخر بذاته، وهو الفخر الممتد إلى جميع الأجيال، والمتواصل في نفوس الرجال؟ هناك في الاستاد «المونديالي»، جاء «المتنبي» من الماضي البعيد، قادماً من «الكوفة»، من مسافة أكثر من ألف سنة، وتحديداً من العصر العباسي لحضور افتتاح كأس العرب! ولا عجب، أن يأتي «أبو الطيب»، على ظهر حصانه، قادماً من القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، لمشاركة العرب، في تجمعهم الرياضي، الذي تحتضنه قطر. وما من شك، في أن حرصي على استحضار شخصية «المتنبي» في مقالي، وسط أجواء «كأس العرب»، يستهدف التأكيد المؤكد، بأن هذا الحدث العربي، ليس مجرد بطولة رياضية.. بل هو يشكل، في أهدافه ويختصر في مضامينه، حدثاً قومياً جامعاً، يحتفل بالهوية العربية المشتركة، ويحتفي بالجذور القومية الجامعة لكل العرب. وكان ذلك واضحاً، وظاهراً، في حرص قطر، على دمج الأناشيد الوطنية للدول العربية، خلال حفل الافتتاح، ومزجها في قالب واحد، وصهرها في نشيد واحد، يعبر عن شراكة الجذور، ووحدة الشعور، مما أضاف بعداً قومياً قوياً، على أجواء البطولة. ووسط هذه الأجواء الحماسية، والمشاعر القومية، أعاد «المتنبي» خلال حضوره الافتراضي، حفل افتتاح كأس العرب، إنشاد مطلع قصيدته الشهيرة التي يقول فيها: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم» «وتأتي على قدر الكرام المكارم» والمعنى المقصود، أن الإنجازات العظيمة، لا تتحقق إلا بسواعد أصحاب العزيمة الصلبة، والإرادة القوية، والإدارة الناجحة. معبراً عن إعجابه بروعة حفل الافتتاح، وانبهاره، بما شاهده في عاصمة الرياضة. مشيداً بروعة ودقة التنظيم القطري، مشيراً إلى أن هذا النجاح الإداري، يجعل كل بطولة تستضيفها قطر، تشكل إنجازاً حضارياً، وتبرز نجاحاً تنظيمياً، يصعب تكراره في دولة أخرى. وهكذا هي قطر، بسواعد أبنائها، وعزيمة رجالها، وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر، خلال استضافتها الناجحة للبطولات الرياضية، وتنظيمها المبهر للفعاليات التنافسية، والأحداث العالمية. وخلال السنوات الماضية، تبلورت في قطر، مرتكزات استراتيجية ثابتة، وتشكلت قناعات راسخة، وهي الرهان على الرياضة، كقطاع تنموي منتج ومجزٍ، ومجال حيوي محفز، قادر على تفعيل وجرّ القطاعات الأخرى، للحاق بركبه، والسير على منواله. وتشغيل المجالات الأخرى، وتحريك التخصصات الأخرى، مثل السياحة، والاقتصاد، والإعلام والدعاية، والترويج للبلاد، على المستوى العالمي، بأرقى حسابات المعيار العالمي. ويكفي تدشينها «استاد البيت»، ليحتضن افتتاح «كأس العرب»، الذي سبق له احتضان «كأس العالم»، وهو ليس مجرد ملعب، بل رمز تراثي، يجسد في تفاصيله الهندسية، معنى أعمق، ورمزا أعرق، حيث يحمل في مدرجاته عبق التراث القطري، وعمل الإرث العربي. وفي سياق كل هذا، تنساب في داخلك، عندما تكون حاضراً في ملاعب «كأس العرب»، نفحات من الروح العربية، التي نعيشها هذه الأيام، ونشهدها في هذه الساعات، ونشاهدها خلال هذه اللحظات وهي تغطي المشهد القطري، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. وما من شك، في أن تكرار نجاحات قطر، في احتضان البطولات الرياضية الكبرى، ومن بينها بطولة «كأس العرب»، بهذا التميز التنظيمي، وهذا الامتياز الإداري، يشكل علامة فارقة في التنظيم الرياضي. .. ويؤكد نجاح قطر، في ترسيخ مكانتها على الساحة الرياضية، بصفتها عاصمة الرياضة العربية، والقارية، والعالمية. ويعكس قدرتها على تحقيق التقارب، بين الجماهير العربية، وتوثيق الروابط الأخوية بين المشجعين، وتوطيد العلاقات الإنسانية، في أوساط المتابعين! ولعل ما يميز قطر، في مجال التنظيم الرياضي، حرصها على إضافة البعد الثقافي والحضاري، والتاريخي والتراثي والإنساني، في البطولات التي تستضيفها، لتؤكد بذلك أن الرياضة، في المنظور القطري، لا تقتصر على الفوز والخسارة، وإنما تحمل بطولاتها، مجموعة من القيم الجميلة، وحزمة من الأهداف الجليلة. ولهذا، فإن البطولات التي تستضيفها قطر، لها تأثير جماهيري، يشبه السحر، وهذا هو السر، الذي يجعلها الأفضل والأرقى والأبدع، والأروع، وليس في روعتها أحد. ومثلما في الشعر، يتصدر «المتنبي» ولا يضاهيه في الفخر شاعر، فإن في تنظيم البطولات تأتي قطر، ولا تضاهيها دولة أخرى، في حسن التنظيم، وروعة الاستضافة. ولا أكتب هذا مديحاً، ولكن أدوّنه صريحاً، وأقوله فصيحاً. وليس من قبيل المبالغة، ولكن في صميم البلاغة، القول إنه مثلما يشكل الإبداع الشعري في قصائد «المتنبي» لوحات إبداعية، تشكل قطر، في البطولات الرياضية التي تستضيفها، إبداعات حضارية. ولكل هذا الإبداع في التنظيم، والروعة في الاستضافة، والحفاوة في استقبال ضيوف «كأس العرب».. يحق لدولتنا قطر، أن تنشد، على طريقة «المتنبي»: «أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي» «وأسعدت بطولاتي من يشجع كرة القدمِ» وقبل أن أرسم نقطة الختام، أستطيع القول ـ بثقة ـ إن هناك ثلاثة، لا ينتهي الحديث عنهم في مختلف الأوساط، في كل الأزمنة وجميع الأمكنة. أولهم قصائد «أبو الطيب»، والثاني كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية العالمية الأولى، أمــــا ثالثهم فهي التجمعات الحاشدة، والبطولات الناجحة، التي تستضيفها - بكل فخر- «بلدي» قطر.
2325
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2256
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل كراية مرفوعة تتقدم بثبات لا يعرف الانحناء. خطا اللاعبون إلى العشب بخطوات واثقة، كأنهم يحملون على صدورهم تاريخًا يرفض أن يُمحى، وكأن كل نظرة منهم تعلن أن حضورهم موقف لا مجرد مشاركة. لعبوا بروح عالية، روح تدرك أنها تمثل وطنًا يقف رغم العواصف، وطنًا يُعلن في كل لمسة كرة أنه باق، صامد، وشامخ مهما ضاقت به الأيام. المنتخب الفلسطيني قدم أداءً أذهل النقاد وأوقف الجماهير احترامًا. لم يكن الفوز ولا التعادل وليدي صدفة، بل ثمرة بناء ذهني وشراكة وجدانية بين لاعب يعرف لماذا يلعب، ومدرب يحول الحلم إلى خطة، والخطة إلى واقع. منذ اللحظة الأولى ظهر الفريق كجسد واحد، تتشابك أرواح لاعبيه بخيط خفي. لم تلعب فلسطين بأقدام كثيرة، بل بقلب واحد. كانت احتفالاتهم بالأهداف تُشبه عودة غائب طال اشتياقه، وتحركاتهم الجماعية تؤكد أن القوة الحقيقية تولد من روح موحدة قبل أن تولد من مهارة فردية. ولم يعرف اللاعبون طريقًا إلى التراجع؛ ضغط مستمر، والتزام دفاعي صلب، واندفاع هجومي يُشبه الاندفاع نحو الحياة. في مباراتهم الأولى أمام قطر لعب "الفدائي" بثقة المنتصر، فانتزع فوزًا مستحقًا يليق بروح تقاتل من أجل الشعار قبل النقاط. وفي مواجهة تونس، ورغم صعوبة الخصم، حافظ اللاعبون على حضورهم الذهني؛ لم يهتزوا أمام ضغط الجمهور ولا لحظات الحماس، بل لعبوا بميزان دقيق يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع. فجاء التعادل إعلانًا أن فلسطين جاءت لتنافس، لا لتكمّل المشاركة. وراء هذا الأداء كان يقف مدرب يعرف لاعبيه كما يعرف صفحات كتابه المفضل. وظف قدراتهم بذكاء، وزع الأدوار بانسجام، وأخرج من كل لاعب أفضل ما لديه. وبدا الفريق كآلة متقنة، يعرف كل جزء فيها دوره، وتتحرك جميعها بتناغم ينبض بالحياة والتكيف. كلمة أخيرة: لقد كتب الفدائي اسمه في كأس العرب بمداد الفخر، ورفع رايته عاليًا ليذكرنا أن الرياضة ليست مجرد لعبة بل حكاية وطن.
1458
| 06 ديسمبر 2025