رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عجبت لأمرنا والله.. نظل نمدح الحكومات العربية طوال فترة الرئاسة ونتكتم عن بلاويها وحين يسقط الرئيس تسقط أوراق التوت وتظهر العورات التى كانت تتخفى بخجل ونهتف بالحرية وكأن ما حصل لم يكن بالإمكان أن يحدث فيما لو هاجت رياح الشعوب الغاضبة كما حدث بالجمهورية التونسية التى انتفض شعبها وقال كلمته الفاصلة فى حق زين العابدين بن على الذى فر من قصره تاركاً وراءه سمعة سيئة وآثاراً سوداء لا يمكن أن تمحيها الذاكرة التونسية المتخمة بالظلم والقهر والغضب وتاريخاً لا يمكن أن يشفع له فيما لو طلب الأمان وعاد يوماً من الأيام إلى وطنه الذى حكمه عقوداً طويلة من الزمن منع فيها أن يصدح صوت الآذان عالياً ينادى المصلين إلى رحاب المساجد وجعل الدخول إليها بالبطاقات الممغنطة التى تثبت أن أصحابها ليسوا من أصحاب التدين والجماعات!!.. ذهب بن على وتنصب الغنوشى الذى يعد من بقايا الحكومة الظالمة على رأس الهرم الرئاسى متنصلاً من كل الجرائم والبلاوى التى ارتكبها عهد زين العابدين بن على ومتناسياً إنه هو نفسه كان ذيلاً تابعاً من أذيال بن على فى الفترة الأخيرة من حكم الأخير لتونس الخضراء.. ولعل هذا هو ما يجب الوقوف عنده وتوجيه أحرار تونس إليه وهو ان ما كان من صنع الرئيس فيجب أن يرحل معه وأن تقام انتخابات مبكرة طارئة نزيهة تنصب حكومة عادلة وحيادية تعترف بالإسلام ديناً فى معاملاتها وكيانها وليس على الورق كما فعل (شين العابدين بن علي) الذى كان يدخل ضمن تسميتنا بالدول العربية المسلمة بينما فى الحقيقة كان معادياً لكل ما هو عربى ومسلم وهو ما أوصله لأن يهرب مثل الفأر المذعور إلى ضيافة آل سعود الذين تعودوا على إيواء اللاجئين من الرؤساء الذين تسقط أوراق التوت عن عوراتهم ولم يجدوا ساتراً غير كرم الحكومة السعودية وغيرها من الحكومات الخليجية بالذات.. ولا أخفيكم فقد بحثت بين أصدقائى التونسيين الذين تربطنى بهم علاقات عمل عن الممارسات التى سبقت الانفجار الشعبى الكبير الذى ابتدر به التونسيون السنة الجديدة 2011 وهالنى ما سمعت من صنوف قمع وتعذيب من حكومة (شين العابدين) حيث حدثنى أحدهم عن تعرض شاب يدعى (ولد عزيزي) حاصل على درجة الماجستير ولم يلق عملاً يسد رمقه ورمق أهله سوى فى بيع الخضراوات على عربة متهالكة يقف بها على الرصيف وقد داهمته قوات من الحكومة وحطمت العربة واتلفت بضاعته فلم يجد مفراً سوى بحرق نفسه أمام القوات التى ظلت تتفرج على المنظر المأساوى الذى أودى بهذا الشاب للمكوث فى المستشفى ليلة واحدة قبل أن يتوفاه الله وبعد أن تفضل (شين العابدين) بزيارته تسبقه الكاميرات والإعلام الكاذب بأن الأمور ستصبح على ما يرام لهذا المواطن وكأن المفروض هو أن يحرق المواطنون أنفسهم أو يلقوا بارواحهم من على عمارة شاهقة ويأتى الرئيس حفظه الله عند أجسادهم المتفتتة ليعد بما يمكن للإعلام المنافق أن يزينه بالمكارم النفيسة التى أسبغها عليهم بن على حينها!.. فلماذا لم نتعلم من درس صدام شيئاً؟!.. لماذا لم نرَ فى سقوط تماثيل صدام على شوارع بغداد وتفتتها ورميها بالنعل والأحذية عروضاً حية يمكن الاستفادة منها وإشباع الشعوب بالغذاء والمال وستر الحال؟!.. لماذا رأينا من حكومة صدام مثالاً للعراقيين فقط وإن ما جرى لم يكن بالإمكان أن يحدث فى أى دولة خصوصاً الدول العربية التى يقف حكامها على قنابل موقوتة تمثل الشعوب التى بزمجرة واحدة يمكن أن تشعل الفتيل الحارق وتسقط من الهرم من كان لا يفكر بالقاع؟!!.. للأسف إن الدروس العملية تقدم لحكوماتنا بالمجان وهذا هو الدرس الثانى الفعلى الذى يسقط رئيسا من على صهوة المجد وهو الذى ظن إنه مخلد فيه.. عجبى والله كيف يتسارع المسئولون الغربيون لتقديم استقالاتهم فى حال تبرم الشعب من حكومتهم أو يعدوا بالإصلاح ويوفون بينما نحن نزور بانتخاباتنا الرئاسية ونعلن إن 99،9 % صوتوا لصالحنا و1% كانوا أطفالاً رضعاً أو أجنة فى بطون أمهاتهم لا تؤخذ أصواتهم ونعد بالإصلاح لكنه الوعد المبطن بإصلاح مصالحنا ومصالح من ينتسبون لنا وننتسب لهم ولا شئ غيره.. هذا هو الفرق بيننا وبينهم لديهم صلاح ولدينا اعوجاج.. لديهم إيثار ولدينا أنانية.. لديهم تجديد ولدينا ترميم.. فرق لا يمت لنا بصلة.. عافانا الله
فاصلة أخيرة:
خلقنا الله بأعظم دين وأفضل لغة وجعلت الفخر لغيرنا.. هه!!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025