رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد علي الهرفي

د. محمد علي الهرفي

مساحة إعلانية

مقالات

545

د. محمد علي الهرفي

الديمقراطية بين الإسلاميين وخصومهم!!

18 فبراير 2014 , 01:17ص

كانت النظرة السائدة بين الإسلاميين عامة والسلفيين منهم على وجه الخصوص أن الديمقراطية بمفهومها الغربي لا تتفق مع الإسلام ، وبالتالي فإن القبول بها أو الدعوة اليها يعد خروجا على قواعد الإسلام ، صحيح أن بعض علماء المسلمين - من غير السلفيين - كان لهم رأي آخر؛ حيث رأوا أن الأمة الإسلامية لايمكن أن تجتمع على غير الإسلام ومفاهيمه وبالتالي فإن الانتخابات لايمكن أن تأتي بمن يخالف الإسلام ويفرض قواعد تخالفه وبالتالي فقد رأى هؤلاء أن الديمقراطية لاتخالف الإسلام وبالتالي لم يمانعوا في التعاطي معها ودعوا الآخرين لذلك لكي لايتركوا الساحة الإسلامية لغير الإسلاميين ، وجاءت أحداث الربيع العربي فانخرط غالبية السلفيين في لعبة الديمقراطية ما عدا المتطرفين منهم حيث استمر هؤلاء على رأيهم.

لعبة الديمقراطية كان يمارسها الليبراليون والعلمانيون، وكانوا يملؤون الدنيا ضجيجا وهم يتحدثون عن الحريات العامة وحقوق الانسان وكذلك حقوق المرأة وكيف يجب أن يقفوا مدافعين عن هذه المثل بكل قوة حتى لو افتدوها بأرواحهم ، وكانوا في الوقت نفسه ينتقدون (الإسلاميين) المتعصبين الذين يحاربون الحريات وخاصة حرية المرأة، وكانوا يطالبونهم بممارسة الديمقراطية والانخراط في الحياة المدنية والدخول في الأحزاب مثل غيرهم كي لايكونوا شاذين عن عصرهم ومتطلباته!!

وجاءت أحداث الربيع العربي لتثبت أن الغالبية العظمى من دعاة الديمقراطية سقطوا سقوطا مريعا من أول اختبار، ولتثبت - أيضا - أنهم من ألد أعداء الديمقراطية ومن أكثر الناس حربا عليها!! ولم يكن هذا في بلد واحد بل في كل بلد عربي مارس الانتخابات حتى لو كانت انتخابات بلدية أو جامعية ليست بذات قيمة!!

في الجزائر وفي عام 1992م فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات فوزا كاسحا وكان مقتضى العرف الذيمقراطي أن يبارك الجزائريون هذا الفوز وينظروا ماذا ستفعل الجبهة، فإن أحسنت أعادوا انتخابها وإن أساءت انتخبوا غيرها ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل سارع الجيش فانقلب على الرئيس الشاذلي وألغى الانتخابات وأدخل قادة الجبهة السجون، ومع هذا فقد ادعوا أنهم إنما عزلوا الرئيس ولم يلغوا المسار الديمقراطي وزادوا على إفكهم بأن الجبهة هي من عطلت الديمقراطية ولهذا سارعوا بحلها وسجن زعمائها وحظر جميع أنشطتها!!

هذا الإجراء الظالم استفز مجموعة من أنصار الجبهة فأسسوا الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي حارب الدولة قرابة العشر سنوات وقد قتل في هذه الحرب قرابة المائتي الف وخسرت الدولة مليارات الدولارات.

بطبيعة الحال ليبراليو الجزائروعلمانيوها لم يقفوا مع الديمقراطية التي تعلموها من فرنسا التي توصف بأنها أم الديمقراطيات في العالم بل وقفوا ضدها لأنها لم تأت بهم وشجعوا على محاربة أنصار الجبهة ووصفوهم بأبشع الصفات وكل ذنب هؤلاء أن الشعب وثق بهم واختارهم ولم يثق بأولئك وابتعد عنهم!!

وتكررت الصورة مع حماس التي فازت في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة مراقبين دوليين ، ولأن الآخرين ما كانوا يتوقعون أبدا هذه النتيجة فقد رفضوها وحاربوا حماس بصورة كبيرة أدت الى انقسام الشعب الفلسطيني وإضعافة وتسلط الإسرائيليين عليه ، ومازال هذا الانقسام الى اليوم !! وأيضا تكرر موقف العلمانيين والليبراليين من الانتخابات فهي مرفوضة لأنها لم تأت بهم ، أما الوطن ووحدته فهو آخر اهتماماتهم فالمهم أن يصلوا إلى السلطة!!

وفي مصر انكشف موقف الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين فقد ضرب هؤلاء بالديمقراطية والمبادئ عرض الحائط بل إن تذكيرهم بها أصبح جريمة منكرة! السيد مرسي فاز في انتخابات نزيهة باعترافهم، وكان من مستلزمات الديمقراطية أن يمارس سلطاته المدة القانونية ثم يترك الأمر للشعب إن شاء اختاره وإن شاء عزله عن طريق الانتخابات ولكن هؤلاء لم يطيقوا صبرا وقد رأوا أن السلطة ذهبت لغيرهم وأن الشعب لا يثق بهم فاخترعوا حكاية سلطة الشارع وماهي كذلك لمن يعقل ولكنها سلطة القوة وشهوة الحكم، وفي هذه التجربة سقطت النخبة!! سقوطا مدويا وغير مسبوق في أي مكان آخر، وقد استنكر الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ورئيس المركز القومي للبحوث السياسية والاستراتيجية موقف النخبة المثقفة في مصر التي تحولت - حسب قوله- من نخبة محنطة إلى نخبة منحطة لأنها لم ترفض سياسات الانقلابيين التي أدت الى سفك الدماء وعودة الدولة البوليسية والاعتقالات العشوائية وضرب المتظاهرين وتكميم الأفواه وهم الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الحريات وحقوق الانسان في عهد الرئيس مرسي.

معظم الليبراليين والعلمانيين صفقوا كثيرا لتكميم الأفواه وسجن وقتل الآلاف، بل أنهم شاهدوا كما شاهد العالم صورة تلك الفتاة ذات الثماني عشرة عاما وهي تلد في السجن وكانت مقيدة بالأصفاد إلى سريرها وكل جريمتها أنها شاركت في مظاهرة يقول الدستور أنه يسمح بها ومع بشاعة المنظر لم ينكر أولئك القوم ولاذوا بالصمت المعيب!!

بالمقابل نجد أن الإسلاميين مارسوا الديمقراطية وطبقوها بصورة لايمكن مقارنتها أبدا بما فعله الآخرون ؛ ففي تونس فازت حركة النهضة بالأغلبية ولما رأت أن مدعي الديمقراطية لم يقبلوا بنتيجة الانتخابات ذهبوا الى مسألة التوافق وكانوا أكثر مرونة من الليبراليين ومن على شاكلتهم فتنازلوا عن كثير من الحقوق التي اكتسبوها للطرف الآخر، وبدا واضحا أنهم أكثر حرصا على أمن وطنهم ومواطنيهم، وكانت تنازلاتهم سببا في إجهاض ما كان يخطط لبلدهم ، وهذا الفعل سيحسب لهم وسيكون علامة فارقة لصالح الإسلاميين الذين مثلوا الفعل الديمقراطي وأكثر منه على أفضل وجه وأكمله.

وفي الكويت نجد شيئا مشابها وإن كان بدرجة أقل وذلك في انتخابات مجلس الأمة الذي كان الإسلاميون على تنوع تياراتهم يفوزون بغالبية مقاعده ، ومع نزاهة الانتخابات إلا أن أصحاب التيارات الأخرى كانوا يجهدون أنفسهم في البحث عن أسباب واهية لا قيمة لها يجعلونها سببا في فوز الإسلاميين!!

الشئ الذي يحاول العلمانيون ومن لف لفهم تجاهله وإغماض أعينهم عنه أن الاسلام هو الدين الذي يؤمن به العرب وأنهم بالتالي سيرشحون من يرونه محققا لمقتضيات ما يؤمنون به وبالتالي فلن يرشحوا من يحارب دينهم أو يهزأ به أو يستنقصه أو يتخذ من الفساد بكل أنواعه منهجا له أو يضع يده مع أعداء دينهم ولهذا استبعدهم في كل البلاد العربية التي جرت فيها انتخابات حرة ونزيهة ولهذا جن جنونهم فاختاروا الانتخابات الأخرى التي ينجحون فيها بالنسبة المعروفة سلفا وهي ٩٩٪ حتى لو جاءت على بحر من الدماء وحتى لو قادت البلاد الى معظم أنواع التخلف والتمزق والتبعية للآخرين .

التشدق بالشعارات لا يكفي وحده فالكلام الأجوف يسقط في أول اختبار، والشعوب ماعادت جاهلة ينطلي عليها معسول الكلام ولو كان العلمانيون والليبراليون يدركون ذلك لترددوا كثيرا في اتخاذ مواقف مخزية لا تتفق مع المبادئ التي يتشدقون بها كما لا تتفق مع أبسط المبادئ الإنسانية، أما الإسلاميون فمازالوا ناجحين في تجربتهم وآمل أن يستمروا على مواقفهم.

اقرأ المزيد

alsharq عينُ المحتل الثالثة

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. هذه الآية الكريمة كانت أول ما قفز... اقرأ المزيد

156

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى واقع ملموس 1 - 2

العنوان كان شعار “منتدى الدوحة“ الأخير في دورته 23، وأحيي نباهة الاخوة المسؤولين في دولة قطر وحكمتهم في... اقرأ المزيد

171

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ومرت سنة على سـوريا

سنة منذ أن خُلع بشار الأسد، وسنة منذ أن تنفس السوريون الحياة، وسنة منذ أن ظهر للعالم بأن... اقرأ المزيد

96

| 10 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية