رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد بن أحمد طوار الكواري

■ النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة قطر

مساحة إعلانية

مقالات

375

محمد بن أحمد طوار الكواري

البنوك والتنمية الاقتصادية.. أي دور؟

18 مايو 2025 , 02:00ص

الهدف من المقالات التي أكتبها أسبوعيا في جريدة الشرق الغراء هو طرح قضايا تهم القطاع الخاص القطري في محاولة الى لفت الأنظار الى المعوقات التي تواجهه في سعيه الى التقدم والنمو او توجيه الجهات الرسمية الى نماذج في الاعمال تخدم فكرة اشراك القطاع الخاص في التنمية.

ولكن هناك جانبا لا يتم في الغالب طرحه في العلن تتعلق ببيئة الاعمال والتي يمكن وصفها بغير الصحية التي تجمع القطاع الخاص مع القطاع المصرفي، وهنا يتوجب الإجابة عن سؤال جوهري وهو ما الدور الذي يجب ان يلعبه القطاع المصرفي في اطار التنمية، هل البنوك هي مؤسسات تعمل من اجل الربح لنفسها او من اجل مساعدة الشركات والافراد في إدارة اعمالهم وبالتالي مساعدة المجتمع على النمو والتطور؟

من نافلة القول الحديث عن الدور المحوري للبنوك في التنمية الاقتصادية، ولكن اذا تم الإقرار أن هذه التنمية الاقتصادية لا يمكن تحقيقها دون دور رئيسي للقطاع الخاص، من هنا يأتي السؤال، هل تقوم البنوك بمساعدة القطاع الخاص حقا ليساهم في التنمية الاقتصادية؟

نلاحظ دون خوض في التفاصيل ما يلي: يعاني الافراد والشركات من صعوبات متزايدة في التعامل مع البنوك بكافة فروعها وتخصصاتها في الحصول على تسهيلات او قروض او حتى في تحديث البيانات، فالحصول على بعض الخدمات كفتح الاعتمادات البنكية أو التسهيلات المالية وغير ذلك من الخدمات اصبح أمرا صعبا بالنظر الى الإجراءات المعقدة والمتطلبات المتغيرة باستمرار. البنوك في قطر تتسابق نحو الودائع الحكومية وتتجاهل ودائع الافراد او القطاع الخاص ولا تبذل جهودا كافية لجذب هذه الودائع او تحفيز المودعين. تفرض البنوك إجراءات مشددة لفتح الحسابات للشركات وتضع شروطا مجحفة على الشركات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بإدارة الحسابات، فبعض البنوك تفرض حدا ادني لرصيد الحساب يصل الى 100 الف ريال وفرض غرامة تصل الى 500 ريال شهريا في حال نقص الرصيد عن ذلك الحد، فهناك شركات صغيرة او متناهية الصغر محرومة من فتح حسابات في مثل هكذا بنوك، كما أن وضع شرط حد أدنى يحرم هذه الشركات من الاستفادة من هذه الأموال المحجوزة وكان الحد الأدنى لرصيد الحساب لا يتجاوز 10 الاف ريال قبل عام 2023. ويبدو ان الهدف المستتر من وراء الحد الأدنى لرصيد الحساب هو حجز أموال شركات وكأنها ودائع مصرفية دون ان تدفع البنوك فوائد في مقابلها، او تقديم تسهيلات او قروض. رغم التوسع في استخدام التكنولوجيا المالية ولكن يلاحظ أن مئات العملاء ينتظرون في صفوف طويلة يوميا في الفروع التي تتعامل مع الشركات مما يشير الى تراجع خدمة العملاء في البنوك على نحو عام او في وضع اشتراطات واجراءات تجعل من انجاز المعاملات يستغرق وقتا أطول ويهدر جهودا دون طائل. رغم ان الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل ما نسبته 95٪ من عدد الشركات غير ان البنوك تتجنب او تصعب إجراءات منحها قروضا او تسهيلات مصرفية مما يضع علامات استفهام حول دور البنوك في التنمية الاقتصادية او تنمية القطاع الخاص. نعلم جميعا أن البنوك تخضع لرقابة من المصرف المركزي وأن جزءا كبيرا من عملياتها واجراءاتها والسياسات المصرفية التي تطبقها هي في الغالب تعليمات تتلقاها من البنك المركزي او هيئات رقابية أخرى ولكننا نطالب بضرورة ان تتسم هذه السياسات والإجراءات بمرونة تتيح للقطاع الخاص الاستفادة من خدمات البنوك، فتلك المرونة هي وحدها الطريق الى تنمية القطاع الخاص.

مساحة إعلانية