رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد لطف الحميري

د. محمد لطف الحميري

مساحة إعلانية

مقالات

663

د. محمد لطف الحميري

اليمنيون وحوار الرياض

19 مارس 2015 , 02:40ص

لأول مرة منذ وصوله إلى عدن عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا مع تسعة وزراء من الحكومة المستقيلة، بينهم وزير الدفاع، وذلك بالتزامن مع رفع الحوثيين الإقامة الجبرية عن رئيسها خالد بحاح استجابة كما يبدو لنداء وجهه المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي يتعرض لانتقادات حادة بسبب ما يوصف بتواطئه مع الأطراف الحقيقية المعرقلة، آخرها تصريحات من مصدر مقرب من الرئيس هادي تقول بأن الحوار الذي يجري في صنعاء غير شرعي ونتائجه لن تكون مقبولة.

العاصمة السعودية هي الوجهة الجديدة لكثير من الفرقاء اليمنيين بعد أن أعلن هادي صنعاء "عاصمة محتلة" وغير آمنة وقدم إثر ذلك طلبا إلى العاهل السعودي بضرورة نقل الحوار إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأمر الذي رحب به الملك سلمان ووافق عليه كل وزراء خارجية دول المجلس. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في رفض طرف الأزمة الرئيسي في أن يحول قبلته شطر الرياض بعد أن ولى وجهه شطر طهران، ويسانده في ذلك طرف ثانٍ تحالف معه في هتك ستار صنعاء لا يزال يبحث في سماء غائمة عن نجم يدله على من يكفله.

قبل الخوض في الفرص التي يوفرها الحوار في الخارج لحل أزمة الداخل، تبرز أسئلة من نوع: هل سينجح حوار الرياض في حل أزمة اليمن؟ هل ستوافق إيران على ذهاب الحوثيين للرياض من أجل استقرار البلاد؟ كيف سيكون شكل الحوار بدون مشاركة أطراف مهمة؟ ما هي خيارات دول مجلس التعاون للحفاظ على أمن ووحدة حديقتها الخلفية؟ هل سيكتفي الحوثي وحليفه بمناطق العمق الجغرافي الزيدي في حال استمر في عزل نفسه إقليميا ودوليا؟ وهل ستلم له قوى داخل هذا العمق الجغرافي بالاستئثار بالحكم؟ ما هي خيارات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إذا ما خرج حوار الرياض بنتائج لا تروقهم؟.

بعد الدعوة إلى نقل حوار الفرقاء اليمنيين إلى الرياض تبدت أمور كثيرة وانكشفت سوءات شخصيات وجهات، أولى هذه الشخصيات جمال بن عمر الذي قال بأنه يبذل جهودا جبارة لتقريب وجهات النظر للتوصل إلى حل للأزمة، لكن مساعيه الحميدة كانت في بعض الأحيان تبدو لكثيرين غير حميدة، حيث يميل دائما إلى من يفرض الأمر الواقع، بينما يصف القبائل الرافضة للحوثيين بأنها تقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة، وفي آخر تصريحاته قال إن حوار الرياض ليس بديلا عن الحوار الذي يشرف عليه في صنعاء، مع علمه بأن أجواء التحاور ليست طبيعية وندية، وهذا ما أكده حزب التجمع اليمني للإصلاح عندما عين شخصيات مختطفة وتحت الإقامة الجبرية لتمثيله في حوار الطرشان.

ورغم تمسك الحوثيين بالحوار في صنعاء إلا أنهم يحاولون لفت الأنظار إليهم باعتبارهم قوة وليسوا كما صنفتهم السعودية "جماعة إرهابية" وذلك من خلال رسائل ميدانية وسياسية، الأولى: المناورة العسكرية بآلاف الجنود والأسلحة الثقيلة على الحدود السعودية، والثانية برزت في آخر خطاب لمرشد الثورة عبد الملك الحوثي عندما قال: إن اتصالات غير مباشرة جرت مع السعودية وإن أي علاقات معها يجب أن تكون ندية وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. وهي إشارات فهم منها أنه يريد من السعودية معاملته كقوة تمسك بخيوط كثيرة على الأرض وليس كجماعة إرهابية أو حتى سياسية في حال رُفع الحوثيون من قائمة الإرهاب. الحوثي الذي تكاد تخنقه العزلة الإقليمية والدولية يدرك أنه لا يستطيع الاستمرار في حكم اليمن بمعزل عن الجارة الكبرى والمحيط الخليجي، لذلك فهو يبذل جهودا عن طريق سلطنة عمان لأن يكون طرفا يحسب له حساب في نتائج أي حوار. أما حليف الحوثيين الرئيسي حزب المؤتمر الشعبي ورئيسه علي صالح فيبدو أن خياراته تتقلص شيئا فشيئا، خاصة بعد أن فقد ثقة دول خليجية قدمت له الدعم والمساندة، حاكما ومخلوعا، عندما حصنته من الملاحقة القضائية وأسبغت عليه نعم الأموال عبر نجله السفير، إذ يشعر الآن وكأن البحر أمامه والعدو من خلفه ولم يبق له إلا المجازفة اعتمادا على العسكر الموالين له، لذلك يفكر الآن في اجتياح الجنوب والإطاحة بالرئيس الشرعي وما تبقى من مؤسسات الدولة، بل قال إنه سيجعل هادي ومعاونيه ينفذون آخر هروب في حياتهم من منفذ وحيد على البحر العربي، وهذا ما جعل هادي يصدر قرارا بعودة العسكريين المتقاعدين قصرا وتجنيد آلاف الشباب الجنوبيين في الجيش واللجان الشعبية.

القوى السياسية الإسلامية والعلمانية والقومية والحركات الشبابية والشخصيات القبلية المناهضة للحوثيين استجمعت قواها وشكلت تكتلا جديدا سمته "التكتل الوطني للإنقاذ"، وربما يكون لهذا التكتل تأثير إيجابي في مجريات الأحداث، إذ ترأسته شخصيتان من العمق الجغرافي الزيدي، إحداهما من مدينة ذمار وهو عبد العزيز جباري، والثانية من قبيلة بكيل إحدى أكبر قبائل اليمن وهو غسان أبو لحوم، وهذا يعني أن حوار الرياض سيكون ممثلا بأطراف ذات تأثير شعبي وقبلي وسياسي كما يعني أن شمال الشمال لن يكون حكرا على الحوثيين وعلي عبد الله صالح الذين ستتضارب مصالحهما بحكم ضيق البقعة التي لن تسع لطموح نقيضين.

من يرعى أي حوار يجب أن تكون له أدوات ضغط وردع لتطبيق الاتفاقات على أرض الواقع، كذلك يجب أن تكون له مصالح مباشرة من أجواء التوافق والاستقرار وهذا ربما ما يتوفر في حوار الرياض المقبل، بعد ترسخ القناعة بفشل المبعوث الأممي وإخفاق الأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن الدولي في تنفيذ عقوبات فرضت على معرقلي العملية السياسية وأخرى يقال باستحياء إنها ستفرض تحت الفصل السابع.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

201

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

681

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

111

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية