رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

198

صالحة أحمد

المبادرة الخليجية للسلامة الرقمية للطفل

19 أغسطس 2025 , 04:57ص

 من منطلق أن النهايات السعيدة تكون بفضل البدايات السليمة، تنطلق كلمات (مقال هذا اليوم)، والذي يدور حول حقيقة واحدة وهي أن سلامة المجتمع من سلامة الفرد، بل إن نجاحه وتفوقه بين المجتمعات يعتمد على الفرد، الذي يسعى إلى التغيير بكل ألوانه ليكون له ولأقرانه، ولأن ما نرجوه في النهاية يعتمد على البداية، فلابد وأن نحرص على خوض تلك المرحلة الأساسية بشكل مدروس لا يحتمل الخطأ؛ كي نتجنب الوقوع في أعماقه مستقبلا، وهو ما لا يعني أنه غير وارد، ولكنه ما يساعدنا على وضع الحلول المناسبة؛ لمعالجة الخطأ متى وقع بسرعة كافية وكفيلة بإنقاذ الموقف قبل أن يتفاقم. 

 شهدت الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث التي أثرت على المجتمع؛ بسبب ما وقع على رأس ضحاياها من الأبناء وأولياء الأمور، وتعود أصول الحكاية لمساحة شاسعة من الحرية قابلتها رقابة ضعيفة القوام ساهمت في تسيب وانحراف الأبناء عن المسار المُخطط لهم؛ ليسدد الجميع قيمة تلك الفاتورة من راحة بالهم وأمنهم وأمانهم، ولربما هذه هي اللحظة التي سيميل فيها البعض للسؤال عن تلك الأحداث، وما تضمنته من تفاصيل أعتقد أنها تخص أصحابها ولا تعني سواهم إلا في أمر واحد، وهو ما قد بُذل في سبيل معالجة الأمر. 

ما الذي أتحدث عنه؟

 إن استخدام الأجهزة الإلكترونية والتفاعل الاجتماعي المباشر وخوض الفضاء الرقمي الرحب، الذي لا يُدين من يستخدمه بوعي وإدراك، ولكنه يفعل مع من يستخدمه وهو يجهل حقيقة هذا العالم وما يُخفيه، هو الموضوع الذي بات يشغل كل بيت في الآونة الأخيرة بحكم أنه يُعرض الأبناء للكثير من المخاطر، التي تقع على رأس الأسرة ما لم تتخذ الإجراءات المناسبة؛ لمعالجة أصعب التحديات متى كانت، وهو كل ما يمكن تجنبه من المقام الأول من خلال الأخذ بالرسائل التوعوية على محمل الجد، وعدم تجاهلها، خاصة بتعدد التحديات الرقمية التي تُفرض على الأبناء، كالتعرض لمحتوى غير لائق، والتنمر الإلكتروني، وكل ما يعود بتأثيره السلبي على الصحة النفسية والاجتماعية، ويهز كيان الأسرة وإن كان ذلك على مراحل لربما لن تبدو خطيرة منذ البداية بحكم أنها تبدأ بلعبة لن تدخل حيز الرعب حتى تتجاوز حدود المرح، الذي يبحث عنه الأبناء بوقوعهم كضحايا لمخاطر وتحديات الفضاء الرقمي. إن المخاوف التي تحيط بالضحية نتيجة جهلها وغياب من يدعمها ويُحسن توجيهها تجعلها فريسة سهلة لمن يقف من أمامها وتُحيط به هالة ضبابية تسمح له بابتزازها والتنمر عليها إلكترونيا، وجرها لأماكن بعيدة ذات نهايات تعيسة جدا لا يُدركها حتى أقرب الناس وكل من يمكنه مد يد المساعدة متى طُلبت من قِبل الضحية أو تَطلبها الموقف، والحق أن بذل تلك المساعدة لا يقع على عاتق الأسرة وحدها والمحيط (المحيط) بالضحية فقط، بل على عاتق كل مسؤول يُدرك ويفهم معنى المسؤولية، ومعنى أن نسمح للأبناء بالاستفادة الحقيقية من الفضاء الرقمي وتوظيف الدخول إليه بشكل صحيح.   إن من أبرز الحلول التي تترجم المسؤولية التي تتحلى بها مجتمعاتنا الواعية هو ما بذلته من جهود في مجال تعزيز السلامة الرقمية، وذلك من خلال إطلاق حملة مشتركة في دول مجلس التعاون الخليجي تستهدف الأبناء وأولياء الأمور، تحت مظلة المبادرة الخليجية للسلامة الرقمية للطفل؛ لحمايتهم من تحديات ومخاطر الفضاء الإلكتروني عن طريق بث سلسلة من المواد المرئية القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي، تضم رسائل مباشرة تشجع على الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتسعى إلى غرس بذور التوعية والتأهيل بأساليب تحقق السلامة الرقمية للجميع.

وأخيرا

إن توعية الأبناء بكيفية التصرف مع أي خطر محتمل، من خلال تدريبهم على الاستخدام الآمن لمواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وعليه يجدر بنا الالتزام بكل ما يتطلبه الأمر؛ كي نضمن حياة كريمة وآمنة لنا ولهم.

مساحة إعلانية