رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

576

صالحة أحمد

تماماً كما هي غزة

21 يناير 2025 , 02:00ص

أحيانا نبحث وبشدة عن النهاية أيا كان لونها وشكلها، ونبذل الكثير في سبيل بلوغها، ليس (فقط) من أجل شوق يجرنا إليها حيث الراحة التي ستبثها الحياة بعد أن تتنازل عن الصخب، الذي نعاني منه، ولكن لبداية جديدة سندرك معها فصلا جديدا نكون به قد ختمنا كل ما سبق وأن عشناه، تماما كتلك المعاناة التي عاشتها (غزة العزة)، وأخذت من العمر عمره بعد أن قدمت الكثير من التضحيات من أجل تلك اللحظة التي قَبَّل فيها كل أصيل دافع عن أرضه جبين النهاية؛ بحثا عن بداية جديدة نسأل الله أن تكون تلك التي ستعود فيها الأمور إلى صوابها؛ ليعود كل شيء إلى سابق العهد، ويبدأ تعمير ما تم تدميره، فالحمد لله على كل ذلك.

 إن الفرحة التي لامست القلوب وقضت على شبح الخوف الذي لازم (غزة العزة) وأهلها قد امتدت إلى الجميع دون أي استثناء، فهي تلك التي كنا نترقبها منذ وقت طويل دون أن تتلاشى، وتحققت بفضل قوة الإيمان بالله وبأن ما كان يحدث لأسباب يُدركها وحده، وبدت ملامحها واضحة مع كل محنة عاشتها تلك الأبية وحولتها لمنحة أكدت على قوتها وصلابتها، وعلى حقيقة أن صاحب الحق على حق ولن يتنازل عنه وإن نزلت على رأسه المصائب، ويكفينا من ذلك كله أن نعتمده كمرجع نعود إليه في كل مرة نواجه فيها الكثير من المشكلات والمصائب، التي تُحبس معها الأنفاس ونحسبها النهاية التي لن يعقبها أي شيء، في حين أن الخير كله في القادم الذي يعقب ما نحن عليه.

 إن المشكلات والمصائب التي تفرض علينا الشعور بالنقص في محطات الحياة تُحضرنا لمحطة جديدة تالية ندرك فيها أن تلك التجربة التي سبق وأن مررنا بها، وعشنا تفاصيلها الدقيقة قد ساعدتنا على بلوغ مرحلة النضوج، وأن (تلك) المعاناة هي التي ساهمت بتكوين وتنمية ما أصبحنا عليه اليوم، وما قد وفقنا بتحقيقه؛ لذا فليدرك الجميع أن الله يُريد لنا الأفضل حتى وإن مررنا بالأسوأ.

بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها لك

 أحيانا يمضي بك الوقت وهناك ما قد تعلق به قلبك ولدرجة أنك تتمنى الحصول عليه، غير أنه ذاك الذي غفل عنه الزمن، ولم يعلق بذاكرته؛ لتنساه طواعية مع الزحام الذي تفرضه عليك مهامك، ثم ومن دونها تلك المقدمات الطويلة يطرق بابك من جديد؛ لتجد ما أردته وقد مَثل أمامك، والحق أنك لو بحثت عن الأسباب التي ساهمت بتحويل الحلم لحقيقة فلن تجد ما يستوعبه عقلك؛ لأن الأمر قد دبره وقدره العلي القدير، الذي يعلم ما لا تعلم، وتحديدا مفعول تلك الأعمال الطيبة التي تقوم وتتقدم بها بين الحين والآخر دون أن تخطط لها، وكل ما تفعله أنك تقوم بها فقط؛ كي تُساعد وتُسعد من حولك، ممن سيتلقى مساعدتك بكثير من الامتنان، الذي سيعود بخيره عليك من خلال دعوة صادقة ستُغير ملامح الظروف؛ ليتحول الأسوأ إلى الأفضل بفضل الله وقدرته. وأخيرا: تذكر أن الله قبل أن يُكلفك بأي أمر فهو من سيكفلك؛ كي تُنجزه كما يجب، وحتى حين كن بخير.

مساحة إعلانية