رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

852

د. محمد صالح المسفر

يا غزة وقطر يا أراضي العزة والشموخ

21 يناير 2025 , 02:00ص

من أين أبدأ حديثي إلى قرائي الأعزاء في اليوم التاسع عشر من شهر يناير 2025، إنه يوم النصر المؤزر في فلسطين على أعداء أمتنا من الصهاينة وحلفائهم من أيتام ديتون وأحفاد عباس السّقيم وأصحاب مدرسة التيئيس من العرب ومن يمينيين أوروبيين وأمريكان. لعل نقطة البدء عندي تكون من «دوحة المضيوم» التي انطلقت منها المفاوضات بهدف إنهاء الحرب على غزة قادت في نهايتها إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. صحيح كان فريق التفاوض يتكون من (قطريين وأمريكان ومصريين وفلسطينيين من وراء حجاب وإسرائيليين) ولكني والحق أقول إنه تفاوض غير متوازن، إذ إن الطرف القطري وقف وحيدا، إذ إن لكل فريق من فرق التفاوض له مصالحه وارتباطاته السياسية التي يحرص على تحقيقها ولو على حساب الآخرين، قطر كان فريق مفاوضيها مصلحتهم تحقيق وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة وعودة الأسرى من كلا الطرفين إلى أحضان أهلهم وذويهم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في غزة، كانت عقيدتهم أخلاقية وإنسانية ووطنية ولا غير.

كانت مفاوضات شاقة وكان المفاوضون العتاة يتلاعبون بالكلمات كالقول (هدنة مؤقتة، أو وقف إطلاق النار، أو إنهاء دور حماس، وغير ذلك) وكان على المفاوض القطري فتح تلك الأقواس والتثبت من كل مصطلح كي لا يكون حمال أوجه وقد وفق الله خطاهم وجهودهم فشكرا لقيادتنا السياسية وفريقها التفاوضي على ما حققوة من نجاح رغم الصعاب التي واجهتهم كما أن الشكر يذهب أيضا إلى فريق حماس والجهاد الإسلامي وفريق نادي الأسير على تعاونهم لإنجاح المهمة بدرجة القبول بالممكن في الظروف العربية الراهنة.

(2)

قد يقول قائل أي نصر نتحدث عنه في غزة والإنسان الحي في غزة لم يعد يعرف أرضه ولا منزله أو مزرعته لقد أصبحت أثرا بعد عين نظرا لحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل وكم عدد الشهداء والجرحى والمفقودين وخسائر مادية ومعنوية، لست في حاجة إلى تعداد علامات النصر بعد مضي 471 يوما من حرب الإبادة الشاملة على شعب عربي مسلم محاصر من أشقائه العرب المسلمين ومن سلطته العباسية أيضا لأكثر من خمسة عشر عاما وفوق هذا وقف وحيدا في مواجهة أعتى قوة عسكرية في الشرق تمدها وتسندها أقوى وأعتى قوة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وأخيرا صمود المقاومة في غزة أرغم إسرائيل وحلفاءها على التفاوض معها عبر وسيط نزيه، إنه قطر.

(3)

جميع حركات التحرر في العالم ساندتها قوى دولية فمثلا حركة التحرر الفيتنامية كان نصيرها وسندها الاتحاد السوفيتي في زمانه من طرف والصين الشعبية من طرف آخر، الثورة الجزائرية كانت مصر العروبة سندها ونصيرها، الثورة الصينية الماوية كان نصيرها الاتحاد السوفيتي القوة الثانية في العالم في ذلك الزمان، والثورة الكوبية أيضا، والحركة الوطنية في جنوب أفريقا كان نصيرها الكتلة الاشتراكية في العالم إلى جانب معظم دول أفريقا بما في ذلك مصر في زمن عروبتها والجزائر وهكذا انتصرت تلك القوى التحررية بمساندة جوارها الجغرافي وعلى النقيض في الحركة الوطنية في غزة التي وقفت ضدها دول عربية مجاورة وعمق عربي رسمي صامت كصمت القبور باستثناء قطر التي وقفت مناصرة بقوتها الناعمة لحركة التحرر الفلسطينية في غزة، أفلا تبصرون؟!!

(4)

قائد السلطة العباسية (محمود) في رام الله يعلن على الكون كله بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار وانسحابات إسرائيل متتابعة من القطاع أنه «صاحب الولاية القانونية والسياسية على القطاع كباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس» ويقول أيضا «لقد أتمت الاستعدادات كافة» لتولي سلطته «الكسيحة» مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، وأن طواقمها الإدارية والأمنية لديها كامل الاستعداد للقيام بواجباتها، للتخفيف من معاناة شعبنا،... واستلام المعابر وإعادة الإعمار» (وكالة أنباء وفاء في 17/‏1/‏2025 )

يا للهول!! بعد أن شارفت الحرب على غزة على أن تضع أوزارها صحى (عباس) ليعلن على الدنيا أنه المسؤول عن غزة! سؤال بريء أين كان عن أهل غزة على مدى 471 يوما من حرب الإبادة الجماعية في غزة، وهل استطاع وجنده الـ 70 ألفا حماية سكان الضفة الغربية من اعتداءات قطعان المستوطنات؟ ألم ينضم وجنده إلى جيش العدو الإسرائيلي في الحرب على مخيم جنين وغيره من أراضي الضفة الغربية؟ ألم يغلق مكاتب فضائية الجزيرة في رام الله ويمنع مراسليها من نقل أخبار العدوان الإسرائيلي وممارسات جنوده ضد أهل الضفة الغربية ومخيماتها؟

رأينا حماسة مواطني قطاع غزة وهم يحتفلون بيوم النصر خرجوا يهتفون ويرددون بعبارات وأهازيج مختلفة إشادة بالمقاومة الفلسطينية في غزة معاهدينها بالاستمرار في الصمود والتحدي لكل من يبغي على غزة خاصة وفلسطين عامة، صحيح هناك جراح وآلام وخسائر مادية لكن ذلك ثمن العزة والكرامة ومن هنا نقول لا مكان ولا سلطان ولا ترحيب بمن باع وطنه (...... ) بأبخس الأثمان من أجل سعادته ورهطه المصاحب له من أوسلو 1993 إلى يومنا هذا.

(5)

يستهزئ خريجو مدرسة وكتاب المارينز بعبارة «انتصرت غزة وخسرت إسرائيل» ونجد الرد عليهم ما قاله وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر يوم الجمعة الماضي «إن إسرائيل ليس لديها القدرة على تحقيق أهداف الحرب التي تتعلق بالقضاء على حماس، وأن الجيش الإسرائيلي لم يستطِع إنقاذ حياة رهينة إسرائيلية واحدة أو إخراجها على قيد الحياة» هذه شهادة عدو لصالح المقاومة الفلسطينية في غزة.

آخر القول: قطر خرجت منتصرة مع غزة في معركة التفاوض مع عدو محترف فن التفاوض فهل تخرس ألسنة العاجزين عن العمل لصالح أمتنا العربية؟

مساحة إعلانية