رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فوزية أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

369

فوزية أحمد

قيادة المستقبل في عصر التغيير

21 يوليو 2025 , 05:02ص

أصبحت القيادة في عالم سريع التغير والتطور أبعد بكثير من مجرد إدارة وتنظيم، بل تحوّل إلى علم وثقافة تستوجب بصيرة نافذة واضحة، انسيابية في اتخاذ القرارات، وكفاءة في التخطيط، ومع تصاعد التحديات وعقبات بيئات العمل، يواجه القادة في العصر الرقمي مسؤوليات جديدة تستلزم امتلاك مهارات ومعارف متجددة تتماشى مع تسارع التغيّرات. أصبحت الابتكارات التكنولوجية وتبدّل احتياجات العملاء، من أبرز العوامل التي تفرض ضرورة التكيف المستمر للحفاظ على الاستمرارية والتنافسيّة، وفي هذا السياق تبرز القيادة الفعّالة كأحد أهم العوامل للتمكين على اجتياز مراحل التحول برشاقة وجدارة من استراتيجيات قيادية مناسبة، وتحويلها إلى فرصة للتطور. 

الإدارة في عصر التغيير تختلف عن الإدارات التقليديّة حيث تتميّز بالتركيز على تبنّي أساليب جديدة وفهم عميق للسمات الإنسانيّة، ومع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي وظهور أنماط عمل مختلفة، فرضت هذه التغيرات التركيز على بناء ثقافات مؤسسية قادرة على التكيف مع كل ما هو جديد، ولا تقتصر على إعادة النظر في الخطط المستقبليّة أو تحسين الأنظمة، بل تستلزم قيادة حكيمة قادرة على تحديد رؤية وأهداف واضحة، وتتضمن إلهام ومساندة فريق العمل وتشجيعهم على التصدّي للصعوبات، وانتهاز الفرص وتأسيس الحوار الفعّال والشفافيّة في التواصل، والاجتهاد معاً لبناء بيئة مبنيّة على الثقة والنمو.

قيادة التغيير تكون ناجحة عنما يكون لدينا القدرة على توجيه الأفراد والمؤسسات من خلال مراحل التطور لمخرجات قرارات داخلية او خارجية، وتحسين الأداء السلوكي، والقادة الذين يتمتعون بمهارات إدارة الصعوبات والأزمات هم الأقدر على تحويلها إلى فرص، والارتقاء بمؤسساتهم نحو مستقبل أكثر استقرارا وابتكارا. 

في بيئة الأعمال المتغيرة بشكل مستمر، لم يعد كافيًا مواجهة الأزمات القائمة فقط، فالقائد الملهم الرؤيوي يحدد فرصا جديدة على ضوء استنتاجات مستقبليّة يتوقعها بطريقة إستراتيجيّة ويتكيف معها بمنهج ذكي، ويحول النموذج التقليدي لطريقة أكثر تفاعليّة وتعاونيّة، مع التوجيه لأهداف طويلة المدى لضمان استمرارية التطور مهما كانت الظروف، وخير مثال يقتدى به هو صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، من أبرز القادة الرؤيويين منذ توليه الحكم، قاد سموه مسيرة تحديث وتطوير شامل لدولة قطر إلى دولة متقدمة تركز على التنمية المستدامة في مختلف الميادين والنطاقات. يحرص سموّه على تنمية وتطوير قطاعات التعليم والصحة والتقنية إيماناً منه بأهميّة إعداد جيل متمكن من قادة المستقبل وروّاد الابتكار، إلى جانب توجيهه على تطوير البنية التحتية وتعزيز استخدام التقنيات المتطورة الحديثة، إضافة إلى تمكين الشباب ودعم ريادة الأعمال. هذه الرؤية الشاملة، تجعل من سموّه نموذجاً للقائد الرؤيوي القادر على مواجهة التحديات وقيادة الدولة نحو مستقبل متقدّم ومستدام.

بحلول عام 2030، وفي عالم سريع التغيّر، سيحتاج القادة إلى مزيج من المهارات والكفاءة الرقمية، مع الاهتمام الكبير بالجانب الإنساني، لذا يجب أن يكون لديهم القدرة على التكيف بسرعة مع التغيرات ومواكبة التطورات، وإجادة استخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الصناعي ومعالجة البيانات، والحفاظ على الذكاء الوجدانيّ لتعزيز العمل الإيجابي، والقدرة على صياغة رؤى استراتيجية بعيدة المدى مع الالتزام بالتعلم المستمر وتحديث المهارات لاتخاذ قرارات فعالة.

القيادة المستقبليّة، ليست مجرد منصب أو سلطة، بل قدرة متواصلة على التوافق والتجديد والتأثير الإيجابي في عالم متغير باستمرار، إضافة إلى المرونة المبتكرة والتعلم الدائم، مع التركيز على الإنسانيّة، والقادة الناجحون لا يأمرون، بل يبدعون في المشاركة لفتح آفاق جديدة من الفرص.

سؤال حقيقي لكل مسؤول: 

هل أنت مستعد أن تكون قائدا مستقبليا قادرا على توجيه فريقك بمهارة وثقة نحو التطوير والتغيير؟ 

خياراتك في الإجابة تحدد مسارك المستقبلي وضمان النجاح والاستدامة.

مساحة إعلانية