رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة العتوم

كاتبة قطرية - مستشار الصحة البيئية
falotoum@hotmail.com
@faalotoum

مساحة إعلانية

مقالات

582

فاطمة العتوم

كيف اختار حضانة لطفلي؟

21 أغسطس 2024 , 02:00ص

تعتبر مرحلة الحضانة ورياض الأطفال من المراحل الحاسمة في بناء وتكوين شخصية وصحة الطفل، حيث إنّها تُعَدُّ التجرِبة الأولى للأطفال للاندماج مع غيرهم في بيئة مختلفة عن بيئة المنزل. وهي اساسية لتهيئة الطفل للتعود على مقاعد الدراسة. كما أنها تُسْهِم في إكساب الطفل المهارات اللازمة، لإعداد الطفل تربويًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وصحياً. فيكتسب الطفل المهارات الأساسيةَ عبر اللعب داخل وخارج مبنى الحضانة وغرف الأنشطة، ويتعلم المهارات التي تُعَزِّز نموّ العضلات الكبيرة والصغيرة، والمهارات المعرفية، ومهارات التواصل في بيئة صحية وآمنة مع الأقران.

ولكن اختيار حضانة للأطفال من أهم القرارات التي تواجهها الأمهات، فهو القرار الذي يحدد البيئة التي سيقضي فيها الطفل ساعات طويلة يوميًا. ومن بين العوامل المتعددة التي يجب أن تأخذها الأمهات في اعتبارهن عند اختيار الحضانة، يأتي الجانب الصحي والبيئي في مقدمة الأولويات. فالبيئة الصحية في الحضانة لا تقتصر على نظافة المكان فقط، بل تشمل أيضًا جودة الهواء، وطبيعة المواد المستخدمة، والإجراءات المتبعة للوقاية من الأمراض. ولأن صحة الطفل تتأثر بشكل مباشر بالبيئة التي يتواجدون فيها، فإن اختيار حضانة توفر بيئة صحية وآمنة يُعد أمرًا بالغ الأهمية.

فعند البحث عن حضانة مناسبة، ينبغي على الأمهات التركيز على عدة جوانب تتعلق بالبيئة الصحية للحضانة. واحاول في هذه المقال تزويد الأمهات الفاضلات ببعض النصائح.

 أولًا، يجب التأكد من مستوى النظافة العامة. يجب أن تكون الحضانة نظيفة بشكل دوري ومستمر، مع وجود إجراءات واضحة للتنظيف والتطهير اليومي للأماكن المشتركة مثل الفصول الدراسية، الحمامات، ومناطق الألعاب الداخلية والخارجية. من المهم أيضًا أن تستخدم الحضانة مواد تنظيف آمنة وغير سامة، حيث يمكن أن تسبب المواد الكيميائية القوية مشاكل صحية للأطفال.

ثانيًا، ينبغي التأكد من جودة الهواء في الحضانة. فجودة الهواء تمثل عاملًا رئيسيًا في صحة الطفل، خاصة إذا كان الطفل يعاني من حساسية أو مشاكل تنفسية. يجب أن تحتوي الحضانة على نظام تهوية جيد يضمن تجديد الهواء وتنقيته باستمرار، مع الحرص على تهوية الغرف بشكل دوري وتوفير درجة حرارة ورطوبة مناسبة. كما يمكن سؤال الإدارة عن استخدام فلاتر الهواء أو أجهزة تنقية الهواء، خاصة في الأماكن المغلقة.

ثالثًا، يُفضل التأكد من المواد المستخدمة في الحضانة، سواء كانت الأثاث أو الألعاب أو المواد التعليمية. يجب أن تكون هذه المواد خالية من المواد السامة مثل الرصاص أو الفثالات، وأن تكون معتمدة وفقًا للمعايير الصحية المعروفة. كما يجب أن تكون الألعاب آمنة، دون وجود زوايا حادة أو أجزاء صغيرة قد تسبب خطرًا على الأطفال.

من الجوانب الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار هو كيفية تعامل الحضانة مع الأمراض المعدية. من الضروري أن تكون للحضانة سياسة واضحة وصارمة حول التعامل مع الأطفال والموظفين المرضى، وضمان عدم اختلاطهم بالأطفال الأصحاء. يُفضل أيضًا أن تتبع الحضانة إجراءات وقائية مثل فحص درجة الحرارة يوميًا وتوفير مطهرات وأماكن لغسل اليدين بالماء والصابون في أماكن مختلفة، كما ينبغي الحرص على تعليم الأطفال والموظفات أهمية غسل الأيدي.

أخيرًا، تنصح الأمهات بزيارة الحضانة أو الروضة شخصيًا والتجول في مرافقها، ثم التحدث مع الموظفين لمعرفة المزيد عن إجراءاتهم الصحية والبيئية. يمكن أن تعطي هذه الزيارة فكرة أفضل عن مدى التزام الحضانة بالمعايير الصحية. كما يمكن للأمهات الاستفسار عن أي مخاوف لديهن حول بيئة الحضانة والتأكد من أن جميع أسئلتهن تُجاب بشكل مرضٍ.

في النهاية، يعتبر اختيار الحضانة قرارًا محوريًا يؤثر على نمو الطفل وراحته. الاهتمام بالبيئة الصحية في الحضانة يجب أن يكون من الأولويات التي تهتم بها الأمهات عند اتخاذ هذا القرار. من خلال التركيز على النظافة، جودة الهواء، المواد المستخدمة، والإجراءات الوقائية، يمكن للأمهات ضمان أن أطفالهن سيكونون في بيئة آمنة وصحية تعزز من نموهم البدني والنفسي. ولنتذكر دائمًا أن بيئة الحضانة ليست مجرد مكان يقضي فيه الطفل يومه، بل هي البيئة التي تؤثر بشكل مباشر على صحته وسلامته.

 

مساحة إعلانية