رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

1822

جابر محمد المري

هذه هي أحوالنا يا عُمر

21 أكتوبر 2013 , 12:00ص

حينما أفاء الله على المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح فارس وانهيار حكم إمبراطورية الفرس المجوس، وفد المسلمون منها إلى المدينة بغنائم لا تعد ولا تحصى، ونظر الفاروق إلى الفيء فوجده شيئاً كثيراً وقال: " والله لا يجنّه سقف بيت حتى أقسمه" فلما أصبح جاء عمر وجاء الناس معه فكشف الأنطاع (الأغطية) من الفيء فلمعت تحت ضوء الشمس ياقوتة وزبرجدة وبانت أبهته وفخفخته، فبكى عمر، قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: " ما يبكيك يا أمير المؤمنين! فوالله إن هذا لموطن شكر ".. قال عمر: " والله ما ذاك يبكيني، وتالله ما أعطى الله هذا قوماً إلا تحاسدوا وتباغضوا، ولا تحاسدوا إلا ألقى بأسهم بينهم "!!

 

وكأن الفاروق يرى أحوالنا بعد أن رزق الله سلف وخير هذه الأمة الفتوحات ونشر هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ليسلموها لخلفهم ممن تنبأ لهم عمر بما آلت بهم الأحوال بسبب تحاسدهم وتباغضهم وتنافسهم على ملذات وشهوات الدنيا فأصبحت أمة ذليلة لا خير فيها إلا في القليل منهم، وهذا ما حدثنا به نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في قوله "فوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أن تُبْسَطَ الدُّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كَانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم" متّفَقُ عَليهِ.

 

تحاسدنا وتباغضنا حتى أصبحنا أمة تعاني من الفرقة والضعف والوهن ووقع البلاء بيننا حتى تناحرنا وسفكنا دماء بعضنا البعض ونتقوى ونبغي على بعضنا البعض حتى وصل بنا الأمر إلى التآمر مع الأعداء ضد إخواننا من شدة ما نحمل من ضغينة وحقد عليهم!!

 

صدقت يا عمر.. تحاسدنا وتباغضنا حتى تمكّن الأعداء من الهيمنة على عقولنا قبل أن يسيطروا ويحتلوا أوطاننا ويجعلوها مقراً لهم يعتدوا به على أخوة لنا ويسفكوا دمائهم ويستحلوا حرماتهم ونحن نتفرج ولا حيلة لنا إلا البكاء والعويل كالثكالي أو أشد حالاً وأقصى ما تنطق به نخوتنا " العربية الإسلامية " أن نشجب ونستنكر!!

 

تحاسدنا وتباغضنا يا فاروق الأمة حتى وصل بنا الحال أن يأتي من يدنس أرض العراق والشام تآمراً وحقداً على إرثهم الغابر، حتى وصل بهم الأمر إلى حكم عراق العُرب ووضع الطقوس الرافضية الحاقدة في سب الفاروق والصحابة وأمهات المؤمنين علانيةً وأمام مرأى الجميع وعلى أرض كانت يوماً ما لا يسير عليها إلا من طَهُرَ قلبه وملأه حباً وفخراً في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلفه الأخيار!!

 

أترى يا عمر ما وصلنا إليه من ذل وهوان بعد أن ملأتم الدنيا قوة وعزة وأصبحتم أمة تخشاكم كل الأمم؟!!

 

هذا هو حالنا الآن يا عمر.. فعن سوء أحوالنا لا تسل، فنحن أمة ذل وهوان وعدم.. بعد أن كناّ أمة خير وعز وهمم!!

 

فاصلة أخيرة

 

لو كان الغرب وخاصة أمريكا ترى بأن إيران تشكل خطراً كبيراً على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة لما تأخرت لحظة في محوها من الخارطة، ولكن المصلحة الدائمة تقتضي بأن يبقى الوضع على ما هو عليه لأن إيران عدو لها أمام العالم ولكنه صديقاً صدوقا لها في الخفاء، وانظروا لما يحدث في العراق وسوريا فستتيقنون بأننا أمام لعبة سياسية قذرة!!

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية