رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

0

جواهر آل ثاني

ثقافة الإلغاء

21 أكتوبر 2025 , 02:39ص

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن الوصول إليه للأبد إذا ما بحثنا جيداً في دفاتر الانترنت.

كل بوست على الفيسبوك واكس.. كل صورة على الانستجرام.. كل فيديو في التك توك.. كل أثر لنا على الانترنت باقٍ إلى الابد. لماذا أقول للأبد؟ لأنه قد يقوم مستخدم آخر بنسخ محتوانا قبل مسحه، أو قد تحتفظ بعض المنصات في بعض الأحيان بنسخ من المحتوى المحذوف لأسباب «أمنية» او»قانونية» أو غيرها من الاسباب.

ولأن الأثر باق للأبد، البعض يبحث عن زلة الآخرين والبعض يقع في الخطأ بدون قصد فيجد الآخرين ينتظرونه بالمرصاد. والويل كل الويل لمن تطأ قدماه محكمة الانترنت التي لا ترحم أحدا. ورأينا امثلة كثيرة على ذلك. كُتاب كثر غيروا آراءهم بعد سنين فتمت مهاجمتهم وتذكيرهم بآرائهم القديمة. رجال أعمال يخطئون في التعبير أو يخطأ أحد موظفيهم بحركة أو فعل فتتم مقاطعة اعمالهم فورا. وآخرون تنتشر لهم صور أو فيديوات وهم يقومون بفعل خاطئ قد يكون بشكل عفوي أو بريء، فتقوم الدنيا عليهم ولا تقعد، فيقلبون عليهم أهاليهم وقبائلهم وأصدقاءهم، والبعض يُطرد من وظيفته، وكل ذلك بسبب غلطة نجد أن صاحبها تأسف عليها مراراً وتكراراً، وأعلن توبته عنها دون أن يرحمه أو أن يغفر له أحد!

ثقافة الالغاء هذه (cancel culture) انتشرت كثيراً في كل مكان حتى في دولنا العربية والمسلمة، على الرغم من أنها ليست من ثقافتنا الاسلامية. فالإسلام يحث المسلم على مسامحة أخيه المسلم إن أخطأ بشأنه، فما بالكم إن كان الخطأ لا يمسه أصلا؟

قال الله تعالى في سورة النور» وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (٢٢). وقال في سورة المائدة: «... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (١٣).

الله يرحم ويغفر أكبر الكبائر وأعظم الذنوب ما إن يتوب العبد، فما بالنا نتمسك بأخطاء غيرنا وكأنها كنز ننتظره نزل علينا من السماء؟ ولماذا لا نعفو عن الناس، والعافين عن الناس لهم مكانة خاصة عند الله؟ قال الله تعالى في سورة الشورى « فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (٤٠).

اعفوا واصفحوا واستروا على غيركم، ليستر الله عليكم. عاقبوا من يستحق العقاب لتأديبه واعفوا على مستحق العفو الذي تاب. ولا تتدخلوا في نيات الناس، فالله هو عالمها. ولا تتمسكوا بأخطاء غيركم أو ان تلغوا وجودهم لخطأ تافه. فكلنا خطاؤون. والأيام دول بين الناس، والله يحب العافين الراحمين في الأرض.

اقرأ المزيد

alsharq أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد البشرية ولائحته التنفيذية تطلعات الموظفين القطريين والتي تهدف إلى الارتقاء... اقرأ المزيد

21

| 21 أكتوبر 2025

alsharq النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل في ترتيبِ الأولويات؛ لأن المفارقةَ تجرحُ الكرامةَ وتؤلمُ الروحَ أكثرَ... اقرأ المزيد

12

| 21 أكتوبر 2025

alsharq صناعة الفارق!

أتذكر التعريف الذي يبرز النخبة عن بقية الفئات، بأنها السلعة ذات النوعية الممتازة، وأقف عندها مرات عديدة كي... اقرأ المزيد

18

| 21 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية