رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. نوف علي المطيري

د. نوف علي المطيري

مساحة إعلانية

مقالات

2511

د. نوف علي المطيري

صناعة القهر

22 أبريل 2013 , 12:00ص

لا أعلم أي روح شريرة تسكن عقول وأجساد بعض المسؤولين الذين ابتلينا بهم في القطاعات الحكومية التي تدار معظمها بنظام العلاقات والمحسوبيات. فما يكاد أحدهم يصل إلى منصب مهم حتى يتحول إلى شخصية سادية تعشق التجبر والطغيان فيبدأ عهده الاستبدادي بجملة من القرارات التعسفية ومنع مرؤوسيه من بعض حقوقهم وكذلك تصيد الأخطاء والهفوات لموظفيه المغلوبين على أمرهم مستمدا من منصبه وصلاحياته القوة لقهر وظلم من حوله والتحكم في مستقبل من هم أقل منه مرتبة فيصدر القرارات التعسفية والظالمة من مجازاة وخصم ولفت النظر ونقل تأديبي إلى أماكن نائية دون الاكتراث بحال وظروف موظفيه ومدى تأثير مثل تلك القرارات على إنتاجيتهم.

ويتفنن أمثال هؤلاء المسؤولين الذين وصلوا لمناصبهم –غالبا دون تدرج وظيفي ومن خلال الواسطة والعلاقات الاجتماعية- بالقرارات ذات الطابع المزاجي متظاهرين بأنها جاءت لصالح العمل والموظفين. ليدفع الموظف المسكين في النهاية ثمن قراراتهم التي لا تستند على أي أساس واقعي بل بناء على رغبتهم في فرض عضلاتهم. وتقديم الموظفين كقرابين للإدارة العليا من خلال سلسلة من القرارات والتعاميم التي تنتهك حقوق الموظفين وتدمر علاقاتهم الاجتماعية والأسرية.

وقد نجد مثل تلك النماذج غير المبالية بحقوق الموظف في بيئات العمل الرجالية والنسائية وكذلك المختلطة. فتلك النوعية من الشخصيات تمتاز بالأنانية وتبحث عن مصالحها الخاصة واستمراريتها في مناصبها لأطول فترة ممكنة حتى لو كان الثمن تدمير حياة الموظفين الأسرية. فينعزل الموظف بسبب ساعات العمل الطويلة ونظام الشفتات-الورديات- عن أسرته وأطفاله لتكون حياته عبارة عن رحلات مستمرة بين سريره ومكتبه.

حينما كانت صديقتي تشتكي لي من القرارات والتعاميم المجحفة الصادرة من قبل الوزارة التي تعمل بها والتي أصابتها بالإحباط واليأس حتى وصل بها الحال للتفكير بالاستقالة للحفاظ على أعصابها وأسرتها تذكرت المثل المصري "الحكم فرحة ولو على فرخة" فمازال البعض يعتقد بأنه أن امتلك منصبا كبيرا وأصبح من صلاحيته إدارة أشخاص أقل منه مرتبة فمعناه أنه امتلكهم وأصبحوا بمثابة العبيد له وأصبح من حقه قهرهم وتحطيم مستقبلهم حسب مزاجه ودون أن يشعر بالخوف من العقاب أو الخجل من أفعاله التي قد تدفع ببعض مرؤوسيه للاستقالة مفضلين البطالة على تحمل الظلم والقرارات التي تتعامل معهم كالآلات وليس كبشر.

دائما ما نسمع عن تقييم الموظفين من قبل المديرين والإدارة العليا ولكننا لم نسمع يوما عن تقييم الموظفين لقرارات وتعميمات المديرين والإدارة العليا ومعرفة رأيهم بمدى فعالية تلك القرارات. وهل أسهمت فعلا في جودة العمل وزيادة الإنتاجية والحفاظ على مصلحة العمل -كما يدعي المسؤولون دائما -فمصلحة العمل أصبحت شماعتهم المفضلة التي لا يكلون ولا يملون من ترديدها في كل خطاباتهم وتعاميمهم التي لا تنتهي.

دائما ما نسمع عن التطوير الإداري ودائما ما يفكرون بالإنتاجية ويتحدثون عن رفع الكفاءة. ولكن نادرا ما يتحدثون عن حقوق الموظف نفسه ومدى مناسبة بيئة العمل لتحقيق الإنتاجية المطلوبة. فأين حق الموظف بتقييم تلك القرارات؟ وأين حق الموظف بتقييم التعماميم التي تملا درج مكتبه؟ ليقول رأيه بتلك القرارات ومدى تأثيرها على عمله وحياته الخاصة.

حديث صديقتي المليء بالمرارة الممزوجة بالألم دفعني للتفكير بتأليف كتاب بعنوان "كيف تصبح حمارا" ففي عالم مليء بالمفارقات العجيبة والفساد الإداري والمحسوبيات نحن بحاجة لأن نتعلم من هذا الحيوان الصبر والتجلد في بيئات العمل حتى لا نفقد عقولنا.

اقرأ المزيد

alsharq توطين الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي القطري

يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وعلاجها. ومع... اقرأ المزيد

540

| 23 أكتوبر 2025

alsharq بين الفكر والروح

من الأوقات الصعبة على أيِّ مبدع أن ينتهي من كتابة رواية أو ديوان، وتتوقف الروح لبعض الوقت عن... اقرأ المزيد

234

| 23 أكتوبر 2025

alsharq النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى، وسلامةٌ تُصان، وحياةٌ تُدار بانسيابية ومسؤولية. لا أحد ينكر مدى... اقرأ المزيد

705

| 23 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية